الفاتح جبرا: ذرة من الحياء !
ساخر سبيل
الوالدة رحمها الله برحمته الواسعة كانت ذات طرائف وحكاوي ولها تعليقات في بعض المواقف ظلت عالقة بالذاكرة ولا تزال، من تلك المواقف أن أحد أبناء الحي الذي نسكنه (ايدو خفيفة) فما أن يجد (حاجة مطرفة) حتى يقوم بسرقتها (في لمح البصر) دون أن يترك دليلاً واحداً أو أثراً يدل عليه وقد تأذت الوالدة رحمها الله منه كثيراً فقد تخصص في سرقة (الملايات) التي كانت تختارهم بعناية بل أن تقوم بتطريزهم بنفسها إذ كانوا صيداً سهلاً له (في الحوش البره) ! .
في ذات أمطار كثيفة خرت غرفة صاحبنا الجلوص واقعة فإجتهد لشراء عدد من (العروق) للسقف بدلاً عن تلك التي تكسرت، وقام بوضعها أمام مكان سكنه إلا أن أحد اللصوص قد سطو عليها، وعند إكتشاف (صاحبنا) للسرقة أخذ (يولول) ويصيح وهو يحثو التراب على وجهه قائلاً :
• هسه الواحد يعمل شنو؟
فأجابته الوالدة (رحمها الله) والتي شاهدت الموقف بالصدفة :
• نحنا كنا بنعمل شنووو؟ بقت ليك حارة؟
تذكرت هذا الموقف (بقت ليك حااارة)، وأنا أطالع حديث رئيس حزب المؤتمر الوطني المكلف، بروفيسور ابراهيم غندور، في اول ردة فعل على اجازة مشروع قانون حل المؤتمر الوطني يقضي بحل الحزب ومؤسساته وتنظيماته وجميع واجهاته، حيث قال حسب ما نقلته (كوش نيوز):
– (ما أجازوه أبعد ما يكون عن مبادئ القانون، لقد فشلت الحكومة في تقديم أي نجاح للوطن و المواطن في أي مجال كان، لن يمنعنا القرار من ممارسة حقوقنا التي كفلتها لنا كل القوانين الوطنية و المواثيق الدولية ) !
سبحان الله .. غندور الذي قام في صبيحة 30 يونيو 1989 هو وجماعته بالإنقلاب على الشرعية في البلاد وأصدروا أول قرار لهم بحل وحظر جميع الأحزاب (مش حزب واحد) يتباكى اليوم على حل حزبه؟
ويا ريت لو أن (غندور وحزبه) بعد أن قاموا بحل جميع تلك الأحزاب وحظروا نشاطها (تركوا الخلق للخالق) لا بل قاموا بتتبع افرادها وزجوا بهم في السجون والمعتقلات ومارسوا عليهم أسوأ أنواع التعذيب والقتل والتكيل وإمعانا في التمكين فقد قاموا بفصل (كل من لم يكن معهم) عن العمل (وقطع رزقو) !
الآن (غندور) يقول بأن حل حزبه (أبعد ما يكون عن مبادئ القانون) متناسياً قول الشاعر أبو الأسود الدؤلي (لا تنه عن خلق وتأت بمثله) ، لقد كان من الممكن (وعادي) أن يصدر مثل هذا القول (غير المتصالح مع الحقيقة ) من أي فرد من (عنقالة الحزب) الذين ليس لهم حظ في التعليم أو من أحد (فاتياته) الذين لا يهمهم كثيراً نظرة الناس لهم ولا يأبهون لتحري الصدق والإنصاف وقول الحقيقة في حديثهم ولكن مبعث الفجيعة و(الإستغراش) التام هو أن يصدرمثل هذا القول من (بروفيسور) تقلد منصب مدير لأعرق الجامعات السودانية وبإفتراض أنه (بروف) من المفترض فيه أن يكون حديثه متسقاً مع الواقع ومعترفاً بأخطائه فهذا شيء يبعث على (الطمام) ويوضح بشدة أن هؤلاء القوم يعانون من لوثة عقلية مقرونة مع عدم تصالح مع الذات وإن حاز بعضهم على درجات من العلم .
ولعلي أجدها مناسبة لأقول للسيد غندور ولبقية القوم أن (الجقلبة) و (السكليب) لا تجدي والبكاء على ملك تحصلتم عليه بالغش والمكر والدهاء ولم تحافظوا عليه كالرجال لا يفيد فقد لفظكم الشعب بعد أن تبين له فسادكم وإستباحتكم لهذا الوطن، ومن سماحة السودانيين وطيبتهم أنهم لم يفعلوا بكم ما فعلتموه بهم وأنهم لم يقوموا بأكثر من حل حزبكم الشيطاني الذي أفقر البلاد وأذل العباد طيلة فترة حكمكم المشؤوم فأركزوا (وبطلوا الجرسة) !
أما أولئك الذين يحاولون إستخدام (الدين) لمصالحهم الشخصية والحزبية وتصرخ حلاقيمهم عبر المنابر والساحات بأن (الدين في خطر) فنقول لهم أن عهد المتاجرة بالدين قد ولى وأن هذا الشعب من أكثر الشعوب إسلاماً، وكفى إستخداماً للدين من أجل (الدنيا) و(شوفو ليكم شغلة تانية) !!
كسرة:
جاء في بيان لحزب المخلوع : (قانون تفكيك النظام خطوة في إتجاه تشريد الكفاءات) … والله الناس دي ليس لديها ذرة من الحياء!
تكسرات ثابتة :
• أخبار الخمسة مليون دولار التي قال البشير أنه سلمها لعبدالحي شنووو؟
• أخبار القصاص من منفذي مجزرة القيادة شنو (و)؟
• أخبار ملف هيثرو شنووووو؟ فليستعد اللصوص
• أخبار محاكمة قتلة الشهيد الأستاذ أحمد الخير شنوووو؟
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.