باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
1135*120   Last

عبد الله الشيخ: مع عرّاب حكومة الثورة

خط استواء

1٬006

لم تفلح الصحفية القديرة شمائل النور في الحصول على اعتراف صريح من الرفيق الشفيع خضر، بأنه عرّاب حكومة الثورة، لكنها وضمن السياق العام للحوار كادت أن تجلي غبار تلك الحقيقة، وهي حقيقة تُثلِج صدور قوم مؤمنين، بينما يضيق بها ذرعاً أو (تاكل جنبة)، عند من كانت هجرته إلى ما هاجر إليه!

إنه لممّا يدعو للطمأنينة، أن يتصدى الشفيع خضر ورفاقه لمسئولية عظيمة كهذه، فهو جدير بأن يصنع لشعبه وطناً يستحق أن يُعاش في هذه المرحلة من التاريخ… ولم لا نتعلق بمثل هذا الأمل، ولو كانَ من قبيل الحكايات والأقاصيص التي تستتبع كل حدث يشق عنان السماء؟

يحظى دكتور الشفيع بتقدير واحترام قطاع عريض من أهل السياسة والاستنارة، إذ تخيّر لنفسه دور رائد الخلية الأولى لثورة ديسمبر، ولدينا في ذلك شواهد،،، ودونكم لقاءه قبيل اندلاع الثورة بأسابيع في ذات المنبر – كباية شاي، تلك الفعالية الاسبوعية لصحيفة التيار.

يتفائل الشفيع بالمستقبل ولا يلعن ماضيه، إذ فارق صفوف الحزب بالتي هي أحسن ولم يعفر لسانه بالبذاءة أو التخوين شأن كثير ممن تساقطوا في الدرب.

ليست الصدفة وحدها هي التي جعلته صديقاً لرئيس الوزراء – مستر حمدوك – فكلاهما يضطلع بدوره الوطني في هذه المرحلة عن جدارة، دون تهافت أو تسلق.. رجال أدبهم الحزب فأحسن تأديبهم،، هذا ما يجعل الشفيع يقول بالصوت العالي أنه شيوعي سابق، لأنه كسياسي مقتدر يُدرك أن البرنامج الوطني برنامج واحد، وإن اختلفت زوايا الرؤية لدى نشطاء الثورة.. برنامج واحد، يجد فيه الاسلامي أشواقه، كما يجد اليساري ضالته، مثلما يجد السوداني العادي همومه ورِقّة عيشه..هذا بالطبع أمر ممكن إذا تصدى لمهام هذه المرحلة رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وهكذا تحدث الرفيق عن قضايا شائكة وأجاب على أسئلة صعبة، لكنه لم يأت إطلاقاً على ذِكر (الشريعة)… ولو كنت في مقام شمائل لنازلته بسيوفها الدامِية، مثلما فعل عمار محمد آدم الذي أوشك أن يُخرج شفيع الطبقة عن طوره!

خلاصة ما أدلى به الرفيق الشفيع في تلك الأمسية، اعتقاده بأن المخرج لأزمات السودان يتأتى بالتقاء كافة الاطراف – تحديداً اليمين واليسار – على مبادئ برنامج وطني تؤسَس فرضياته على خيار الديمقراطية، وقف الحرب، بناء دولة القانون والمواطنة، وبناء علاقات متوازنة ترعى مصالح السودانيين..هذه المبادئ – يقول الشفيع – أن اعتمادها كخارطة طريق لا تعني الاخلال بميزان العدالة أو التنصل عن محاسبة كل من اقترف جرماً في حق الوطن والمواطنين.

ورغم ان الواقع السياسي الذي يعمل فيه الشفيع هو الواقع الذي أجبر قوى الحرية والتغيير لمساومة العسكر ( للحئول دون انحدار بلاد السودان في الاحتراب) لكن الرجل لا يفقد تفاؤله، ولا يضيع وقته في مَلامة الأجنبي بقدر ما يدقق في كيفية التعامل معه عندما يختط طريقاً لنيل مقاصِده، وفي هذا الصدد وغيره من شوائك التمويل، يدعو الرفيق لنقل مفاوضات السلام مع حملة السلاح الى الخرطوم، لأنها مفاوضات بين شركاء في قضية الوطن.

لعل ما يستدعي استضافة الرفيق شفيعوف في كباية شاي أخري، حديثه عن مصالحة الاخوان،، لعله يُسأل هناكَ عن ضمانات مثل ذلك التنازل.. هل لديك ضمانات بأن اخوانك في الله سيأخذون مثل هذه المبادرة بحسن نية؟؟

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.

error: