مفاوضات جوبا تبتعد لأسبوعين فهل اقترب السودانيون من حلم السلام

الخرطوم: باج نيوز

أعلنت الحكومة السودانية، يوم الثلاثاء، موافقتها على تأجيل مفاوضات السلام بجوبا مع حركات الكفاح المسلح ليوم “10”من ديسمبر المقبل، بناءً على طلب الوساطة بدولة جنوب السودان.

وقال رئيس لجنة الوساطة، مستشار رئيس دولة الجنوب، توت قلواك في تصريحات صحفية، إنه تم تأجيل بدء المفاوضات إلى العاشر من ديسمبر وإن لجنة الوساطة قررت التأجيل لإجراء مزيد من الترتيبات والمشاورات مع الشركاء الإقليميين.

من جهتها أكدت الجبهة الثورية لـ(باج نيوز) تلقيها إخطاراً رسمياً من وساطة جنوب السودان مساء الـ18 من الشهر الجاري بتأجيل المفاوضات، عازيةً أسباب التأجيل لمزيد من الترتيبات، وكان من المقرر أن تنعقد جولة المفاوضات يوم غدٍ الخميس في جوبا.

من جانبه قال عضو الوفد المفاوض، القيادي بالجبهة الثورية معتصم أحمد صالح لـ(باج نيوز): إن التأجيل جاء من الوساطة لأسباب فنية وإدارية، مشيراً أمور قال إنه ما لم تحسم فمن العسير أن تبدأ المفاوضات، وعلى رأس القائمة تأتي قضيتا التفويض والمنبر.

تأجيل مفاجئ

قال كبير مفاوضي حركة العدل والمساواة أحمد تقد لسان لـ(باج نيوز) إن التأجيل تم بدون دون سابق إنذار ولا توجد تفاصيل دقيقة حول أسبابه.

وأضاف: لا ندري الأسباب الحقيقية وراء التأجيل لكن كل الدلائل والمؤشرات تدل على أن الموقف داخل الخرطوم غير مطمئن من حيث مواقف الأطراف، مشيراً إلى أن موقف الثورية واضح وفي انتظار زوال الضبابية ومن ثم استئناف العملية التفاوضية.

أحمد تقد: التأجيل تم بدون دون سابق إنذار ولا توجد تفاصيل دقيقة حول أسبابه

عملية السلام

وحول التأجيل وتأثيرهُ على عملية السلام يرى معتصم أن التأجيل لن يؤثر على عملية السلام طالما هنالك إرادة قوية لتحقيقه، وأضاف: ربما وقع الخبر نفسه غير مريح لدى الشارع السوداني والمراقبين وذلك نظراً لحالات الترقب والآمال المعقودة على المفاوضات تحقيقاً للسلام الذي يعني بداية عهد جديد من الاستقرار.

وزاد: إذا تمَّ التأجيل أم لم يتم فإن الأطراف على أتم الاستعداد لتحقيق السلام بجانب وجود توافق كبير في الرؤية.

بالمقابل أعتبر أحمد تقد أيَّ اتجاه لتأجيل العملية التفاوضية يُعقد المشهد السياسي ويضيّق من فرص الانفتاح. مضيفاً: نحنُ في مرحلة انتقالية محدودة ومضروبة الآجال، وعليه فأيّ تأجيل سيساهم في تعقيد المشهد السياسي عموماً على المستوى الداخلي، وعلى مستوى عملية السلام.

معتصم أحمد صالح: وقع الخبر نفسه غير مريح لدى الشارع السوداني والمراقبين وذلك نظراً لحالات الترقب والآمال المعقودة على المفاوضات

لقاءات أديس

سابقاً انعقدت ورشة بخصوص السلام بأديس أبابا في الـ16 من الشهر الجاري التقت فيها الجبهة الثورية بالمبعوث الأمريكي دونالد بوث ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي.

اللقاءات بحسب أحمد تقد تمت بشكل منفرد مع كل تنظيم في الأيام الأولى، ثم لقاء مشترك مشيراً في حديثه لـ(باج نيوز) إلى أنهُ تم في اللقاءات الثنائية نقاش مستفيض عن عملية السلام ومواقف الأطراف، فيما استعرض المبعوث الأمريكي لقاءاته ومواقف الأطراف في السودان مع رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، وعضو مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان “حميدتي”، وقوى الحُرية والتغيير، لافتاً إلى أنهُ تم النقاش حول قضايا وملفات دارفور، النازحين، التعويضات، المصالحة والقضايا ذات الطبيعة الخاصة، مشيراً إلى عدم الوصول لنتائج مُحددة خلال الاجتماعات لافتاً إلى وجود تباين واضح في وجهات النظر مع المبعوث الأمريكي عازياً ذلك لفهم طبيعة الواقع الموجود في السودان خاصة قضايا السلام والحرب والانتقال السياسي.

وأضاف: الرؤى التي قدمها المبعوث الأمريكي تُشكل مدخل لحوار وليس بالضرورة الاتفاق حول ما جاء من وجهة نظر الإدارة الأمريكية وللجبهة الثورية مواقفها المعلنة وإذا ما تعارضت المواقف المُعلنة مع الموقف الأمريكي فهذا يعبر عن وجهة نظر الإدارة الأمريكية وليس بالضرورة تعبر عن مواقف أطراف النزاع في السودان.