حيدر المكاشفي: حكاية انقلاب قوش
بشفافية
جاء في شبكة صحيفة السوداني أمس، ما مفاده أن مدير جهاز الأمن السابق الفريق أول صلاح قوش كان في الخرطوم في زيارة قصيرة لها، ويتأهب للعودة الى مقر اقامته بالقاهرة، والغريب أن ذات الصحيفة (السوداني) كان مانشيتها الرئيس في ذات العدد يقرأ (قوى الحرية والتغيير..جهات تخطط لانقلاب)، وورود هذين الخبرين في صحيفة واحدة جعل البعض يربطون بينهما ويفترضون علاقة بين قوش والانقلاب المشار اليه، خاصة وأن الصحيفة قد ذكرت أن الأنباء تضاربت في تبرير زيارة قوش للخرطوم، مابين قائل أنها زيارة مهمة للغاية وقائل انما هي زيارة اجتماعية خاصة، وغض النظر عن حقيقة سبب الزيارة الا أن الثابت أنها تمت في سرية تامة ولم ترشح عنها أية معلومة سوى هذا التسريب الذي نشرته (السوداني)، وعلى كل حال ان صحت زيارة قوش للخرطوم أو لم تصح ولو صحت المعلومات عن انقلاب مزمع أو لم تصح، تبقى الحقيقة طالما أتينا على ذكر قوش أنه كان متهما مع آخرين بتدبير محاولة انقلابية على النظام السابق، وسبحان الله فذكرى انقلاب قوش هذا ستحل بعد يومين ذكراه السادسة، ولما كان الانقلاب بالانقلاب يذكر نستعيد هنا حكاية انقلاب قوش..
في اليوم الثاني والعشرين من عام 2013 وقع الحدث الذي عرف وقتها في الأوساط والوسائط بـ (انقلاب قوش وود إبراهيم) نسبة للفريق صلاح عبدالله الشهير بـ “قوش” مدير جهاز الأمن الوطني والمخابرات السابق، والعميد محمد إبراهيم الشهير بـ “ود إبراهيم” مسؤول أمن الرئاسة السابق، وكانت السلطات قد ألقت القبض عليهما وعشرة آخرين يحملون رتباً عسكرية وأمنية مختلفة من أبرزهم اللواء عادل الطيب،على خلفية اتهام السلطات البائدة لهم بتدبير محاولة انقلابية على نظام الحكم القائم، وكان وزير اعلام السلطة البائدة حينها أحمد بلال هو من أذاع نبأ افشال المحاولة الانقلابية والقبض على مدبريها عبر مؤتمر صحفي دعا له في عجالة وأنهاه سريعاً دون تلقي أية أسئلة واستفسارات، وكان ذلك الحدث قد أثار جدلاً ولغطاً واسعاً في أوساط غير الإسلاميين والإنقاذيين وبشكل أحد وأعنف في أوساط الإسلاميين، كون أن المتهمين بالانقلاب على النظام كانوا من الإسلاميين المعروفين، بل ومن القيادات التي أبلت بلاءً عظيماً في تثبيت ركائز الحكم خاصة قوش وود إبراهيم، ومن أبرز ما يشار إليه أيضاً أن اتهام قوش قد جاء في وقت كان فيه الرجل قد فقد بالإقالة كل مناصبه الرسمية في قيادة جهاز الأمن أولاً، ثم من رئاسة المستشارية الأمنية التي عُيِّن فيها في أعقاب عزله من الجهاز، وكان قد شاع وقتها وبالأخص من قياديين بارزين بالحزب الحاكم أن الطموح الشخصي الزائد لقوش كان سبب إقالتيه..المهم أن أمر ذاك الانقلاب قد انتهى في المحصلة على النحو الذي تابعه وعلمه الناس، بصدور العفو الرئاسي عن كل المتهمين بعد المحاكمة التي قضت بسجنهم لمدد متفاوتة، ولكن هل انتهى طموح قوش الزائد بحسب وصف جماعته له..
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.