باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
taawuniya 1135*120

حسن بشير: “باج نيوز”.. الفكرة والطموح

1٬040

*ما زلت أتذكّر تفاصيل رحلتنا إلى العاصمة المصرية القاهرة في أكتوبر من العام ٢٠١٧، فهي من الرحلات الخالدة خاصة وأنّها ارتبطت بمشاركةِ المريخ في البطولة العربية آنذاك؛ عطفا على أنّ الرحلة نفسها كانت مليئة بالكثير من الأحداث أهمّها على الإطلاق كانت تلك الجلسة التي جمعتني بالأخ العزيز والزميل الحبيب شمس الدين الأمين، وأهميّة الجلسة ستتضح لكم في الأسطر التالية من المقال.

*وشمس الدين، من الإخوان والزملاء الذين أعتّز بهم في دنيا الإعلام، وقد توطّدت علاقتنا كثيرًا إبان تجربتنا في الجميلة”الهدف” التي صنعت لنا اسمًا في عالم الصحافة وقدّمتنا بشكل مختلف.

*أعود للجلسة التي كانت باقتراحٍ من صديقي شمس الدين الأمين الذي طالبني بالحضور لنقاشِ أمرٍ مهم، وبالفعل حدث ذلك وجلسنا سويًا بإحدى مقاهي المهندسين، وكانت المفاجأة هي أنّ شمس الدين اختصر الطريق، وكشف عن ترتيباتٍ لإنشاء موقعٍ إخباري مختلف في السودان، يخدم جميع المجالات السياسية والرياضية والاجتماعية وخلافه، وأطنب زميلي العزيز في الإشادة بالرؤية الموضوعة للموقع وبالأخصّ من الناحية التسويقية خاصة وأنّ من يقف ورائها هو الأخ مالك جعفر صاحب التجربة في المجال الرياضي، ورجل الأعمال الناجح كذلك.

*المهم أنّ صديقي شمس الدين واصل حديثه ولم يأبه بي، وأكّد اختياري ضمن هيئة التحرير في الموقع الذي كان وقتها في دنيا الأحلام، ومضى أبعد من ذلك، وأكّد لي بأنّني سأكون جزءًا من الاجتماع الذي سيعقد مع الأخ الأكبر مالك جعفر فور عودتنا إلى الخرطوم من أجلّ وضع النقاط على الحروف، وإكمال النقاش حول متبقي التفاصيل والخطة والطاقم العامل.

*بعد كلّ ما سمعته من شمس الدين لم أفكّر كثيرًا، وقلت له”ماف مشكلة ولمن نرجع نقعد وأنا معاكم”.

*وقتها على ما أذكر كنت مشغولاً بالذهاب صباح كل يوم إلى مقرّ إقامة المريخ بمدينة الإسكندرية ومن ثمّ العودة في وقتٍ متأخر من ذات اليوم إلى القاهرة للجلوس مع الرفاق والزملاء فالرحلة كانت مختلفة بكلّ ما تحمل الكلمة من معنى.

*عدنا إلى الخرطوم عقب نهاية مسيرة المريخ في البطولة العربية، وبالفعل لم يمضَ وقتُ طويل حتى عاود الصديق العزيز شمس الدين الاتصال ذات يوم، مؤكّدًا قيام اجتماع مهم في اليوم التالي مع الأخ مالك جعفر بمكتبه بشركة باجعفر من أجلّ مناقشة خطة وتفاصيل الموقع.

*بصراحة حتى تلك اللحظة كنت مليء ببعض الهواجسِ، لم تكن للمواقع آنذاك هيبة في دنيا الإعلام بالسودان، كان مجرد التقاط خبر من المواقع ونقله عبر الصحف يمثل ريبة للكثير من الزملاء فهي متهمة بعدم المصداقية وفي كثير من الأحيان مصادرها غير موثوقة.

*بالفعل أقيمت الجلسة بنجاحٍ، وكان أوّل لقاءًا لنا مع الأخ مالك جعفر بمكتبه مليء بالترحاب، الرجل من أوّل وهلةٍ كشف عن طموحٍ كبير، ورغبة في عملٍ مختلف، وأكّد متابعته لكلّ صغيرةٍ وكبيرة بالأخصّ في الإعلام الرياضي فهو صاحب تجربة سابقة بصحيفة”النخبة”، ويعرف ويتمتّع بالكثير من العلاقات مع العديدِ من الزملاء لا سيما وأنّه عمل أمينًا عامًا خلال وقت سابق بالهلال.

*مالك جعفر، الذي التقيته لأوّل مرة آنذاك، لم يحسسنا بأنّه مالك للموقع بل مضى أبعد من ذلك، وطالبنا بالحريّة في اختيارِ الطاقم العامل، وأكّد وقوفه إلى جانبنا في كل صغيرةٍ وكبيرة وأشار إلى أنّه يتمنى أنّ تكون التجربة مختلفة وأنّ يكون”باج نيوز” هو بيتنا وليس مجرّد موقع نعمل به ونؤدي واجبنا والسلام.

*انضمت رئيسة تحريرنا، وأختنا الجميلة، لينا يعقوب إلى الركب وهي الأقرب لنا جميعًا، كانت متوجّسة من التجربة لكنّها بكثرة الحديث والدعم وربما ثقتها فينا أصبحت فيما بعد الأكثر رغبةً وحرصًا على نجاح التجربة.

*ومن بعد ذلك اكتملت هيئة التحرير بانضمام زميلتنا الرائعة نازك شمام، ومسؤول الديسك الأخ الجميل عبد العظيم عمر إلى جانب زميلي الرائع نبيل سليم الذي لم يبخل علينا بنصائحه وتجاربه وخبراته فهو إعلامي متمكّن ومتمرس.

*مرّت الأيام وعقدنا أكثر من اجتماع رسمي وجلسة وديّة في حضور مالك جعفر، تبادلنا الآراء والأفكار، تناقشنا في كل شيء، استمع لنا بصدرٍ رحب للغاية، وجهّنا ونصحنا وقدّم الكثير من الملاحظات بناءًا على أرقام وتجارب سابقة في دنيا الإعلام والمواقع الإلكترونية أيضًا.

*بدأت الاجتماعات التحريرية لطاقم”باج نيوز” قبل وقت طويل من موعد التدشين الرسمي ، القلق كان واضحًا على الجميع، لينا متوجّسة، شمس الدين مشهور بحماسه واندفاعه، نبيل ( متابعةً وتركيز) عظمة ( كثير المقترحات والملاحظات)، نازك ( مهمومة)، وأخيراً شخصي كنت بين ( الخوف والثقة).

*لأكثر من ثلاثين يومًا ظلّلنا في حالة اجتماعاتٍ، البعض كان يملّ من طول أمد الجلسات ،والبعض الآخر كان مشغولاً بالاتصالات وضرورة وجود ( انفرادات)، ووسط كل هذا كان مالك جعفر دائم الحضور والمؤازرة والمشورة في كل صغيرة وكبيرة يقوم بها.

*جاء يوم ٢٠١٧/١١/١٩، وهو الموعد المضروب لحفلِ التدشين الرسمي بفندق كورنثيا ولم يكن يومًا عاديًا بأيّ حالٍ من الأحوال، كعادة شركة باجعفر بقيادة طاقمها الذي يقوده الأحباء الشيخ وضوينا يجيدون تنظيم مثل هذه الفعاليات باحترافية عالية وعلى أفضل ما يكون، وهذا في حد ذاته وضعنا في تحدٍ بأنّ تكون انطلاقتنا مختلفة لا سيما وأنّ التجربة ستكون في مجال مليء بأساتذة وزملاء مسكونين بالإبداع والتجربة والخبرة كذلك.

*قصدت مما سبق ذكره، أنّ أؤكّد بأنّ”باج نيوز” الذي احتلّ أمس الترتيب الخامس على مستوى المواقع بالسودان حسب موقع أليكسا العالمي، هو تجربة نوعية مختلفة تأسّست بفكرٍ شبابي بحت ودعم لا محدود من قبل الأخ الرائع مالك جعفر.

*كما أنّ المؤكّد هو أنّ تجربتنا عرضة للتقييم وقطعًا بها الكثير من السلبيات التي يجب أنّ نعالجها، وحتمًا لا مناص من التطوير في ظلّ منافسةٍ صعبة تحتاج إلى اجتهادٍ أكبر ونظرة مغايرة.

*كلّ الحب للزملاء الجميلين، والصحفيين المتعاونين، والجنود المجهولين، ببيتنا وموقعنا الحبيب”باج نيوز”، ونسأل الله أنّ تمضي التجربة إلى الأمام، ويزداد الطموح والرغبة في النجاح.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.

error: