باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
1135*120   Last

تسنيم عبد السيد: صلاة حمدوك

1٬892

في جلسة مع مجموعة ممن أن يُفترض أنهم من الطبقة الواعية والمستنيرة في المجتمع، قال أحدهم أنه تربطه علاقة وطيدة بصاحب منصب كبير في الحكومة، وبعد أن أطرى عليه ومدحه وتحدث عن غذارة علمه وحنكته في العمل السياسي، قال أنه يأخذ عليه وبحكم عشرته به في فترة من حياته، أنه لم يكن يُصلي، ذلك الحديث للأسف غير وجهة نظر البعض عن ذاك المسؤول.
لا أعلم ما دخل هذا الأمر في كونه مؤهل للعمل العام وتولي المناصب أو لا، ولا أجد تفسيراً لإستياء البعض من ذلك القول وماذا يضيرهم إن لم يكن مسلماً بالأساس.
فليس من حق أي فرد أن يُقحم أنفه فيما بينك وبين الله، فقيامك بعباداتك التي أمرك بها دينك شأن خاص نفعها يعود عليك ولا يتعداك لغيرك، وكذلك تقصيرك فيها لا يحاسب عليه غيرك.
ذلك الموقف يُذكرني بما يفعله بعض الجاهلين للتقليل من شأن أحدهم فقط لأنه صديق أو قريب فلان ” الكوز”، وتجد أن بعضهم يجتهد في أن يُحدثك بأن مختار الأصم ذاك الذي ترأس مفوضية الإنتخابات بالعهد البائد، وفاز حينها الرئيس المعزول بأكثر من 94%، هو عم د. محمد ناجي القيادي الأبرز بتجمع المهنيين الذي نظم الحراك وقاد الثورة، لا أعلم مادخل الأصم الإبن بما فعله قريبه بالحكومة البائدة غض النظر إن كان قد اخطأ أو أصاب، فهذا شأنه ولا يحاسب بجريرته أحد، وجاهل آخر يود أن ينتقص من القيادي بالمؤتمر السوداني خالد عمر ليُعلمك أن جمال الوالي ” خاله”.
أعتبر أن مثل تلك التصرفات هي من السذاجة بمكان، فلا إبن يمثل أبويه.. ولا طالب يمثل معلمه.. ولا أحد يمثل دينه.. فكل شخص على وجه هذه الأرض يمثل نفسه وذاته بعقله ومنطقه وقراره فقط، ولأولئك أقول: عندما لم يجدوا عيباً في الذهب قالوا بريقه يتعب العين.
مهما يكن من أمر فلن يستطيع أحد أن يقنعني بأنه ثمة صلة بين الحكومة البائدة وهذا الإنتقالية الحالية، فالمدنيين بهذه الحكومة إبتداءًا بممثلينا بمجلس السيادة ورئيس وزراءنا الموقر وأركان حربه، قد أعادوا إلى الناس الأمل في أن يكون لهذا السودان مستقبل مثل ” بلاد الدنيا والناس”، وأن ذلك الغرب الذي كنا نشاهد أخباره بدهشة وكأنها مقاطع من أفلام خيالية، قد بتنا نرى في مستقبل تلك الحياة، فعلاقة الحكومة بالشعب تُبنى على الحب وتقدير الآخر وإلتزام كلٍ بحقوقه وواجباته، لذا تذللت عندهم سُبُل العيش وإبتسمت لهم الدنيا التي ما فتئت تعبس بوجوه أهلنا في الدول المسلمة والنامية زماناً طويلاً، مؤكد ليس لأنها إختارت الدين الأمثل ولكنها للمفارقة لم تلتزم بما جاء فيه من خير وسلام، كما فعل أولئك الذين نصطلح على تسميتهم بـ” الكفار” فما ينقصهم غير ” أشهد أن لا إله إلا الله محمد رسول الله” ويكونوا قد حازوا نعيم الدنيا والآخرة.
هذه الثورة المجيدة لم تغيير الحكومة فقط وإنما حتى الشعب ليس هو ذاك الذي قبل الثورة فقد أشرق بعد أن إنطفأ أو كاد، ودبت في عروقه الحياة آملاً في مستقبل يليق به.
ما تحدثنا عنه في بداية هذا المقال هو ليس رئيس وزراءنا ” حمدوك”، ولكن حتى إن كان ذلك كذلك فلن ينقص ذلك من قدره ومكانته شيئاً، فهذا الشخص قد دخل قلوب السودانيين وأحبوه صدقاً لبساطته وحبه لهذا الشعب وأمله في ان يكون لهذه البلاد مكانة وموقع بين الأمم

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.

error: