حسن بشير: الغربال في المريخ.. ما بين الأمس واليوم
بالتفصيل
*لا أدري لماذا تذكّرت قصة تسجيل لاعب الهلال السابق محمد عبد الرحمن في المريخ نهار اليوم بعد انتشار خبرٍ عن تدخلٍ ناديه السابقَ على خط المفاوضات بقية تحويل مساره خلال التسجيلات الشتوية القادمة.
*قد يقول قائل بحكم المنطق إنّ كلّ شيء في عالم الإحتراف جائز وإن محمد الذي حاز على جائزة هدّاف البطولة العربية مؤهّل للعودة إلى الهلال أقوى مما كان، وأنّ تعاقد الأزرق مع اللاعب سهل في ظلّ تقلبات الوضع الإداري والمالي بالمريخ ولكنّ.
*تعاملت مع العديد من اللاعبين بحكم عملي، وكان محمد عبد الرحمن واحدًا من الأسماء التي تعرّفت عليها في أيامه الأخيرة مع الهلال قبل ثلاثة أعوام وأذكر وقتها أنّ لقاءًا خاطفًا جمعني باللاعب وكان برفقة المريخي الجميل وصاحب المجهود الخفي في ملف الانتدابات، مبارك بكرى وبالرغم من الدقائق المعدودة في الحديث مع اللاعب ألاّ أنّني اندهشت من الثّقة التي تحدث بها محمد عن مقدراته وإمكانيات وأنّه يرغب في اللعب بالمريخ وينتظر فقط الجدية من النادي لإكمال التعاقد معه وقته.
*وأذكر وقتها أنّ ذلك اللقاء الخاطف انتهى بشرطٍ وحيد للاعب وهو الحديث المباشر مع رئيس النادي جمال الوالي الذي كان متواجدًا بالمملكة العربية السعودية.
*أذكر بأنّني قلت للاعب محمد عبد الرحمن آنذاك إنّ الشرط الذي وضعه سهل التنفيذ، وأن لقاءًا ثانيًا سيتمّ الترتيب له مع صديقه مبارك بكرى وقتها حيث يتحدّث مع الرئيس جمال الوالي بصورة مباشرة ويضع النقاط على الحروف.
*صديقنا الجميل، صديق كوباني كان واحدًا من الأسماء التي لعبت دورًا مهمًا في تسجيل اللاعب محمد عبد الرحمن بالمريخ آنذاك وأذكر أنّني عندما أجريت اتصال به وأخبرته بأنّ – الغربال – يرغب في الانتقال إلى المريخ وأنّ شرطه الأساسي هو الحديث المباشر مع جمال الوالي، أغلق الخط في وجهي سريعًا قبل أنّ يعاود الاتصال ويؤكّد بأنّ الطلب مستجاب وأنّه يجب تحديد اليومَ من أجلّ الالتقاء باللاعب وتحقيق شرطه.
*وبالفعل لم يمضَ وقت طويل حتى تحقق ذلك، حيث اختار الصديق مبارك بكرى موعدًا كانت وقتها إدارة وجماهير الهلال مشغولة فيه بمواجهة النيل شندي آنذاك، وكان الغربال خارج قائمة الفريق في المباراة كالعادة وبالفعل حضر اللاعب رفقة – مبارك بكرى – واخترنا فندق – بردايس – بالخرطوم (2) للجلسة الثانية رفقة اللاعب وكان وقتها كوباني حضورًا معنا حيث سارع الأخير في إعطاء هاتفه إلى محمد عبد الرحمن وطلب منه الحديث المباشر مع الرئيس جمال الوالي وقتها.
*تحدّث محمد عبد الرحمن مع رئيس النادي وقتها بوضوح وصراحة وأكّد رغبته في ارتداء شعار المريخ وكان الرد من الوالي بأنّ الرغبة متبادلة وأنّ – الجدية – وعدم التراجع والاستجابة للضغوطات من اللاعب نفسه هي الأساس لإكمال الصفقة.
*انتهى الاتصال بالتأمين على قيام جلسة نهائية لإكمال الاتفاق عقب عودة الرئيس جمال الوالي إلى الخرطوم.
*في اعتقادي أنّ الاتصال الذي تمّ بين الوالي والغربال وقتها لعب دورًا كبيرًا في إنجاز الصفقة لعددٍ من الأسباب على رأسها بأنّ ثقة اللاعب كانت عالية في الرجل، كما أنّ محمد نفسه أراد الاطمئنان على مستقبله خاصة وأنّه كان محاصر بالضغوطات من الهلال والاتصالات من الأرباب وقتها.
*ولأنّ طابع الصفقة في الأصل كان سريًا للغاية بالفعل عاد الرئيس جمال الوالي إلى الخرطوم من مقر إقامته بالمملكة العربية السعودية، وتمّ ترتيب موعد اللقاء الثالث والأخير بمنزل صديقنا، صديق كوباني بالخرطوم (2) وهو المكان الذي يزوره رئيس الهلال الكاردينال دائمًا لكنه غاب عنه في ذلك اليوم.
*الجلسة التي بدأت بالمداعبات بين الوالي ومحمد عبد الرحمن بشأن أحاديث إصابته وعدم ممارسته للكرة من جديد، تحوّلت إلى”فتة بوش” كاربة عقب ذلك تمّ من خلال إكمال ومباركة الاتفاق المالي ومن ثم انتهت بعبارة صادرة من الرئيس جمال الوالي آنذاك مفادها ( الخائن الله يخونوا).
*جاء أكتوبر ٢٠١٦ وهو الموعد المحدد للتسجيلات آنذاك وكان محمد عبد الرحمن هو أوّل لاعب يحضر إلى غرفة التسجيلات بنفسه لم يطارده إداري كعادة الكثير من اللاعبين الذين يتهرّبون من الانضمام إلى الغرف ويسعون للمساومة وترك كل الخطوط مفتوحة.
*ومن المفارقات أنّ الغربال وبالرغم من الضجّة التي كانت مثارة حوله إلاّ أنّه انشغل كثيرآ بزميله السماني الذي لازمه في حجرة واحدة بغرفة الانتدابات آنذاك وكان دائم الحديث مع الصاوي عندما اشتدّت الضغوطات على الأخير وكثرت الاتصالات والتهديدات عقب هروبه من غرفة الهلال وقتها.
*ولمن لا يعرف من هنا بدأت قصة العلاقة القوية التي تجمع اللاعب الشهير بـ”ممو” والسماني الصاوي.
*قصدت من ما ذكر آنفا الإشارة إلى أمرٍ مهم وهي أنّ رغبة اللاعب هي من تحدد مصيره وليس أيّ مؤثرات أخرى، وطالما أنّ محمد عبد الرحمن يرغب في البقاء وهو صادق في ذلك حسب معرفتي وعلاقتي به يبقى المطلوب من مجلس المريخ المضي إلى الأمام وتنفيذ الاتفاق الذي اكتملت ملامحه بالدوحة.
أخيرًا
*ما قدّمه المريخ لمحمد عبد الرحمن داخل وخارج الملعب كبير للغاية وهو يدرك ذلك تمامًا وحسب أخوة أعزاء نثق بهم من رابطة الدوحة اللاعب يرغب اليوم قبل الغد في إعادة قيده وينتظر فقط الترتيبات الإدارية والمالية للقيام بالخطوة وإغلاق الباب أمام أيّ تكهناتٍ وهواجس تقلق المريخاب.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.