باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
1135*120   Last

لينا يعقوب: عطش السلطة

2٬833

لا أعلم كيف استمد القيادي إبراهيم غندور، كل هذه الثقة، بإصراره على أن ينزل حزبه المنقلب عليه، الانتخابات المقبلة، التي لم تستعد لها الأحزاب السياسية الكبرى بعد.
غندور يرى أن المؤتمر الوطني ليس بحزب صغير، كما أنه يملك خبرة سياسية ولديه كافة الإمكانات التنظيمية والقواعد الكبيرة المنتشرة في جميع ولايات السودان كما قال، مما يؤهله إلى دخول الانتخابات..!
هكذا بكل بساطة، يلخص غندور، الذي عرف على الأقل باعتداله في الوطني، أزمتهم الجديدة المتمثلة برغبتهم في العودة إلى السلطة مجدداً..!
حزب غضب منه وخرج عليه ملايين الشعب السوداني، بأعداد فاقت أعرق أبرز ثورات الشعوب في العالم.
ظل المؤتمر الوطني إلى ما قبل سقوطه بأيام يكذب ويدعي أن عضويته في العاصمة لوحدها بين خمسة وسبعة ملايين شخص، رغم أنه حينما ينوي إقامة حشد يُحضر أفراداً ومواطنين مغلوباً على أمرهم من الولايات والمناطق النائية.
لم يظهر أي ملمح على الوطني أنه قد يتنازل عن سلطة حقيقية لآخرين، فكانت المناصب العديدة التي اخترعها الحزب لإرضاء أصدقائه وليس خصومه، عاملاً أساسياً في الإفساد، فترهلت الدولة بعد أن تناثرت الأحزاب، وكثرت المسميات ورغم ذلك ظل يحتفظ بكل المناصب الأساسية والوزارات السيادية ويتبرع بالسياحة والزراعة والتجارة للأصدقاء..!
كل ذلك كان يؤكد أن الحزب البائد متعطش للسلطة وهو على رأسها، وها هو بعد سقوطه مازال يبحث عن العودة لذات المكان والموقع قبل إجراء أي مراجعات.
ربما ما لا يعلمه غندور، أن حكومة حمدوك قد تفشل في مهامها، وهو أمر قد يحدث بعد أن وجدت تركة ثقيلة من الخراب والدمار، وسيستاء الشارع كثيراً نتيجةً لذلك، لكنه لن يشعر تجاه الحكومة بالكراهية أو الاشمئزاز، فدائماً هناك فرق بين حالة اللاشعور، وشعور الكراهية.
على غندور ومن أجل أن يبني حزباً منقلباً عليه أن يبعد الشيء الذي ظل هاجساً ملازماً له طوال 30 عاماً.. السلطة وأي شيء مقابل السلطة.
هناك وقت ليفعل فيه غندور وقيادات حزبه المنقلب عليهم الكثير من الأشياء، قبل الوصول إلى النقطة الختامية.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.

error: