تسنيم عبد السيد: تجمع المهنيين ” ما كان العشم”
كنا بصدد الدخول إلى دار تجمع المهنيين ب” قاردن ستي” لحضور مؤتمر صحفي مساء الأمس، إستوقفنا صوت إمرأة ببوابة الإستقبال إحتد النقاش بينها وموظفة الإستقبال في إصرار من السيدة على مقابلة أحد قيادات التجمع لإطلاعه على مشكلتها وطلب المساعدة، في مقابل إصرار الموظفة على أن حل مشكلتها ليس عندهم.
حاولنا معرفة ما يحدث لتهدئة النفوس وتجفيف دموع السيدة التي انهمرت من شدة حسرتها وإنفعالها، فقصتها بدأت عندما إنهار منزلها إبان الخريف الماضي وبمعيتها أوراق رسمية تثبت حجم الضرر وإستحقاق التعويض من الجهات المعنية بالمحلية إلا أن الجهات المقصودة تعنتت في الإيفاء بإلتزاماتها تجاه تلك السيدة التي قالت أن منزلها الكائن بضاحية الكلاكلة إستحال إلى أكوام من التراب.
وأنها قصدت تجمع المهنيين كآخر أمل لها وأنها تود مقابلة ” الأصم” ليخاطب المحلية لأجلها ويساعدوها في الحصول على الدعم المطلوب ماديا وفنيا.
وهي تسرد مأساتها للحاضرين لم تنسى أن تلعن اليوم الذي خرجت فيه للمواكب وساندت التجمع وقالت أنها لو كانت تعلم أنها عندما تحتاجهم لن تجدهم لما ناصرتهم يوما، الغريب كان عندما قالت أن وضعها في العهد البائد كان أفضل من حالها اليوم، أساءتني تلك المقارنة جدا لكن هذا هو الذي خرج معها في غضبتها تلك.
ويبدو أن تلك السيدة ليست وحدها التي خذلها التجمع ولم يكن بحجم العشم – حد وصفها -، فبحسب موظفة الإستقبال بدار التجمع أن العشرات من أولئك يأتون يوميا لطلب المساعدة ومد يد العون، وقالت أن التجمع بسبب ذلك دعا وزارة الرعاية والضمان الإجتماعي لفتح مكتب يختص بهذه الشكاوي والحالات، إلا أن الوزارة لم تستجب بعد.
وهنا يبرز السؤال من الذي أتى بوزيرة الضمان الإجتماعي؟، أليست قوى الحرية والتغيير، لماذا لا يكون هنالك ضغط على الوزارة لإنشاء تلك الإدارة المختصة وحل أزمات الناس وإكفاءهم شر العوز، وأين تجمع المهنيين الذي ما فتيء يعلن أنه رقيب على أداء الدولة؟، وهل هذا هو الأداء الذي يطمحون إليه، ومات لأجله المئات من أبناء الشعب، ما هكذا عهدكم الناس ولا ينبغي أن تكونوا كذلك وتخيب فيكم الآمال قبل أن يروا ثمار ما غرسوه معكم بهذه الأرض الطيبة ولأجل مستقبلها الواعد.
لم أكن أتخيل أن مأساة الوطن بهذا الحجم وأن هؤلاء السودانيون بؤساء إلى هذا الحد، فإذا كان هؤلاء سكان الخرطوم العاصمة فكيف بأهلنا في الأقاصي والقرى البعيدة،.. ويا لسوء طالعنا حتى بعد أن مهرنا الأرض بالدماء الطاهرة في سبيل التغيير، حدث التغيير إلا أن الأوضاع ساءت وتعقدت أكثر مما كانت عليه، فلا بد من وقفة لقادة التجمع وقوى التغيير فيما يحدث، ولماذا كل هذا البطء في وضع حد للأزمات التي أرهقت المواطنين ونقصت عيشهم.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.