تسنيم عبد السيد: أبو لهب في السودان

إستمعت لتسجيل فيديو حملته الأسافير، يظهر فيه الداعية المثير للجدل مزمل فقيري مساء أمس من منطقة حلفاية الملوك مخاطبا جمعا من الناس.
يتحدث عن إنتشار الشرك بالله وسط فئات كثيرة من الشعب السوداني، يتحدث الرجل وكأن ما يقول أمرا هينا، وأضاف إن أولئك المشركون السودانيون جاهلون بالدين الحق ويتعلقون بحب القباب والأولياء الصالحين والأضرحة، معتبرا أن ذلك يدخل في عبادة الأوثان.
لم يكتفي بذلك وقال أن عبدة الأوثان هم السبب في تدهو حال البلاد الذي قال أنه لن ينصلح إلا بزوالهم أو هدايتهم لدين الله القويم.
وشدد فقيري على أن الإحتفالات بالمولد النبوي في السودان أحد مظاهر الشرك، مؤكدا على أن ما يسمونهم في السودان ” أهل الله” و ” أهل السلسلة” هم مشركون بالله.
وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يحدث أن إحتفل بمولده ولم يفعل ذلك أصحابه من بعده ولو كان خيرا لفعلوه.
برأيي أن معظم الشيوخ والدعاة رأيهم في الإحتفال بالمولد يدور في هذا الإطار ولأولئك أقول إن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لم يركبوا سيارات ولا حملوا هواتف نقالة ولم يدخلوا جامعات لماذا نفعل ذلك نحن اليوم، هل يعني ذلك أننا خالفنا نهجه أو ما كان عليه، بالطبع لا وإنما وافقنا سنة الحياة مع الحفاظ على أصول وثوابت الدين.
ومع ذلك نظل أقل شأنا منهم وأنهم أعظم قدرا فنحن لم نقدم شيئا لهذا الدين غير الإيمان به والإتباع، أما نبينا وصحابته فقد عاشوا وماتوا وقد غيروا حياة البشر فهم القدوات فكيف لا نحبهم ونحتفي بهم.
فمولده صلى الله عليه وسلم ذكرى سانحة لإجترار سيرته العطرة والتأسي به.

في مخاطبته تلك هاجم مزمل فقيري برنامجا إسمه ” حلل البريق”  يعرض بشاشة قناة النيل الأزرق  قال إنه يسهم في نشر الشرك أكثر من ما كان يفعل أبو جهل وأبي لهب.
هذا البرنامج شاهدته أكثر من مرة لم يروق لي ليس لأنه ينشر الشرك كما قال فقيري لكني لم أجد فيه خدمة نافعة أو معلومة مفيدة، فهو متخصص في عكس مدائح وأشعار الطرق الصوفية المختلفة بالسودان والتعريف بهم وبأدبهم، ومؤكد أن أولئك مهما كانت طوائفهم فهم بالأخير مسلمون فقد ” شطح” فقيري وهو يشبه أفعالهم بما كان عليه مشركي قريش.