الجنائية الدولية.. البشير يقترب من زيارة لاهاي
وقبيل إعلان قوى الحُرية والتغيير الذي يعتبر الأول فيما يتعلق بتسليم البشير للجنائية، قال رئيس منظمة إنهاء الإفلات من العقاب عثمان جامع إنّهم تلقوا تأكيدات من وزير العدل نصر الدين عبد الباري على ضرورة تسليم جميع المتورّطين في انتهاكاتٍ لحقوق الإنسان للمحكمة الجنائية الدولية.
يذكر أن المحكمة الدستورية تدرس إمكانية تسليم الرئيس السابق عمر البشير، وقياديين في حزبه إلى محكمة الجنايات الدولية في لاهاي، وذلك بطلبٍ من منظمة “إنهاء الإفلات من العقاب”.
لم تمضِ أكثر من 24 ساعة على التصريح حتى أصدرت وزارة العدل تعميمًا صحفيًا قالت فيه: إن الوزير لم يتطرق لمسألة تسليم المطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية وإن الحكومة لم تتبن سياسة أو تتخذ قراراً بعد.وضع القضاء
من جانبه أعتبر الأمين العام لهيئة محامي دارفور الصادق علي حسن لـ(باج نيوز): أنهُ من البديهي أن يصدر مثل هذا الإعلان من قوى الحرية والتغيير لجهة أن البشير مجرم حرب أرتكب جرائم ضد الإنسانية مشيرًا إلى أن ما يستغرب لهُ تصريحات رئيس وزراء حكومة الثورة حمدوك المناقض لتسليم البشير وقد أتت به إلى مجلس الوزراء وكأنهُ لا يعبر عنها، كذلك إعلان موقف قوى الحرية إذا قُرن باشتراط تبرئة القضاء السوداني للمطلوب لدى المحكمة الجنائية جنائيًا، وأن ذلك يكون كمن أفرغ الإعلان من محتواه.
وأضاف: مباشرة محاكمة البشير وأثناء المحاكمة يمكن للمحاكم أن تتبادل تسليمه من محكمة لأخرى مختصة داخل السودان أو لمحكمة الجنايات الدولية لذلك ليس هناك من مبرر لهذا الاشتراط، ويرى الصادق أن القضاء السوداني، في ظل النظام السابق صار أداة من ادواته فقد حياده وإستقلاليته وإلى حين تطهيره يظل الحديث عن عدم سلامة وضع القضاء مستمرًا.
تجدد المطالب
ومع تجدد الدعوات المطالبة بتسليم البشير للجنائية قال الخبير القانوني عمر عثمان لـ(باج نيوز): إن قانون الإجراءات الجنائية لسنة ١٩٩١م تعديل ٢٠٠٩م نص على أنهُ لا يجوز اتخاذ أيّ إجراءات جنائية تحري أو محاكمة إلا أمام الجهات العدلية السودانية الشرطة والنيابة والقضاء كما لا يجوز تسليم أيّ سوداني متهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية والإبادة الجامعية وجرائم الحرب إلا أمان شرطة السودان أو النيابة العامة، أو القضاء السوداني، كما لا يجوز لأيّ جهة في أيّ مستوى من مستويات الحكم أو أيّ شخص أن يساعد أو يقدم دعم لأيّ جهة لتسليم أيّ سوداني ليحاكم في الخارج.
وأضاف عمر: هذه التعديلات حصنت السودان من اتخاذ أيّ إجراءات جنائية أو تحري أو تحقيق أو محاكمة إلا أمام الشرطة والنيابة والقضاء في السودان في أيّ جرائم تقع بالمخالفة للقانون الدولي الإنساني بما في ذلك الجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية وجرائم الحرب، مشيرًا إلى أنها حصنتهُ أيضًا من أن يتم تسليمهُ إلى الخارج ليحاكم عن أيّ جرائم تقع بالمخالفة لتلك المواد.
وأضاف:هذا التعديل نص قانوني عام موجود وساري وملزم يجب العلم به والتفكير في كيفية التعامل معه.
جرائم دارفور
من جانبه قال المحامي معز حضرة لـ(باج نيوز): المحاكمة أمام المحكمة الجنائية تحت مواد محددة الإبادة الجماعية، وجرائم الحرب وبالتالي لا يوجد ما يمنع أن يُسلم ولكن بعد أن تنتهي محاكمتهُ في السودان، هناك بلاغات عديدة ضده، التهم مختلفة ولا علاقة لها بالجرائم التي يحاكم فيها الآن، وأضاف: البلاغ الذي حُول للجنائية متعلق بالجرائم التي ارتكبت في دارفور لكن النظام السابق ارتكب جرائم في مناطق أخرى وحتى إذا حوكم في الجنائية ستكون في قضايا دارفور، مشيرًا إلى أنهُ كي لا يفلت يجب أن يحاكم هنا بالجرائم التي ارتكبت في النيل الأزرق وجبال النوبة، الشرق، والخرطوم نفسها.
وحول إمكانية تسليمهُ قال حضرة: أتوقع ذلك، هذا إذا لم تحكم عليه محكمة السودان بالإعدام.
من جهتهُ قال عمر عثمان إذا قررت السلطات تسليمهُ فهي بحاجة لتعديل النص أو إلغاءه فأيّ تسليم الآن للبشير مخالفة صريحة للمادة، معتبرًا أن هناك عقبات إزاء ذلك وهو حول مدى رغبة المكون العسكري في ذلك ومخاوف أطراف عديدة مدنية وعسكرية حيال تعديل المادة، وأضاف: حتى نرضي جميع الأطراف أرى أن تحاكمه المحكمة الجنائية محاكمة داخلية وأن لا يتم تسليمه.
بالمقابل يرى الصادق علي أنهُ إذا صار القضاء السوداني قادرًا وراغبًا فالموضوع لا ينتهي ببساطة حتى استوفي السودان متطلبات التأهيل يجب أن تتقدم الحكومة بطلب للمحكمة الجنائية الدولية تطلب منها لأسباب تحددها
وقال: الهيئة فقط تطالب بالنظر للموضوع بموضوعية وحياد عدلي بضرورة تسليم البشير أحمد هارون وعلي كوشيب والبقية الباقية في قائمة المطلوبين لمحكمة الجنايات الدولية.النائب العام
سابقًا إلتقى وفد من هيئة محامي دارفور بالنائب العام السوداني، تاج السر علي الحبر، بمقر النيابة العامة وبحث إمكانية تسليم الرئيس السابق عمر البشير للمحكمة الجنائية الدولية، وقال نائب رئيس هيئة محامي دارفور صالح محمود على أن الطرفان اتفقا على أن الوقت غير ملائم لخروج تصريحات تتعلق بتسليم الرئيس السابق عمر البشير للجنائية الدولية وأن مثل هذه التصريحات سابقة لأوانه.
وكان رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك قال في مقابلة مع “بي.بي.سي” 9 أكتوبر إن القضاء هو من سيحسم تسليم البشير إلى الجنائية الدولية من عدمه، قائلًا:بدأنا خطوات جادة في تأسيس وخلق نظام قضائي مستقل وشفاف وخارج عن سيطرة وتأثير الجانب السياسي، ولو خلق ذلك المناخ فهو من سيقرر ويحسم تلك المسألة، ولن يكون قرارا سياسيًا.
منظمة العفو
عقب سقوط النظام السابق في الـ11 من أبريل وتولي المجلس العسكري للسلطة في البلاد دعا مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان السلطات إلى التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية لتنفيذ مذكرة الاعتقال الصادرة بحق عمر البشير.
وقتها قال رئيس اللجنة العسكرية السياسية في المجلس الفريق ركن أول عمر زين العابدين، في مؤتمر صحفي: “نحن كمجلس عسكري لن نسلم الرئيس في فترتنا إلى الخارج”، وأضاف: “نحن عساكر، نحاكمه بحسب قيمنا”، “نحن نحاكمهُ، لكن لا نُسلمه”.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.