باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
Baraka Ins 1135*120

تسنيم عبد السيد: قل كلمتك وامش..

1٬211

بغض النظر عن فكرة اقتناعك بلعب المرأة كرة القدم، او غيرها من القضايا ذات المساس بالدين، لا ينبغي ان نُصادر من الشيوخ حق الاعتراض، خاصة انهم يتكلمون بالسنة والقرآن ويبرروا مواقفهم، لماذا نهاب احاديثهم إذا كان الحق معنا، أم أننا فعلاً مخالفون ومخطئون ولا نريد احداً ان يتجرأ ويواجهنا بحقيقتنا، أعتقد وبفهمي المتواضع اننا وصلنا مرحلة خطيرة عندما بدأنا نستحي من تطبيق شعائر الدين وننساق وراء القطيع ونخوض في كل القضايا، حتى الدين لسنا وقافين عند حدوده ونسمح للجاهلين المساس به وبثوابته، لا اعرف لشاب واعي مسلم يشتم داعيه او يسيء له بهذه الطريقة كما حدث مع عبد الحي يوسف في الأيام الماضية، وللأسف هذا مؤشر خطير، فالرجل عالم ومتبحر في الدين يقول رأيه فيما يدور بكل تجرد ويبرئ ذمته امام الله، فإن كان على حق جزاؤه خيراً وان كان غير ذلك فحسابه على الله.
ومن يبرر شتمه لعبد الحي بأنه صمت 30 عاماً ولم يُنكر على الحكومة السابقة أفعالها، لإولئك أقول كثيرون يمكن ان يوجه لهم هذا السؤال من عامة الناس وخاصتهم، اين كنا جميعاً ولماذا تحملنا كل هذا الوقت حتى ننفجر، ببساطة لأن كل شيء بأوانه ولأن الله اراد التغيير في هذا الوقت، المحك هو ان نتغير فعلا نتسامح نتقبل الآخر كما هو نصل لحدود ادنى للتوافق مع الجميع وفي كل القضايا.
رغم انه نال من الهجوم والتعدي اللفظي ما نال، الا ان الداعية عبد الحي يوسف كبُر في نظري، واحترمت موقفه جداً، فيكفي انه يمتلك الجرأة لأن يقول رأيه وينكر ما يراه منكراً، سواء من وزير او غيره ولا يخشى شيئاً، عكس كثير من الجماعات الدينية في العهد البائد التي ما تجرأت ان تعترض على منحهم وزارة السياحة وابعادهم من الارشاد والاوقاف في محاصصة سياسية رخيصة، وكنت أتعجب لأمرهم كيف لهم ان يقبلوا بوزارة سياحية و هم يصفون تراث الاجداد بأنه أصنام، لماذا لم يطالبوا بما يشبههم أو ينسحبوا تماماً غير مأسوفاً عليهم، ولكنهم للأسف ركنوا لمفاهيم ذاك العهد البائد الذي كرس للمحاصصات والاستوزار بلا عمل، فقط ليضمنوا ولاءه ويرتاحوا من صداعه.
على الأقل عبد الحي يوسف في خطبته الأخيرة كرر ما قاله في الجمعة السابقة التي بسببها تم تدوين بلاغاً في مواجهته ولم ينكر كلامه، بعكس الوزيرة التي وصل بها الحد ان حذفت صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي ” فيسبوك”، والتي للمفارقة تحوي اراءها المتطرفة في كثير من الامور واساءات لبعض رموز الحكومة الحالية وذلك قبل ايام من تعيينها، لا اعترض على ان لها آراء في اشخاص بعينهم مهما كانت مناصبهم لكن اتعجب لعدم ثباتها عند تلك المواقف، أم ان الوضع بالنسبة لها اختلف بعد ان اصحبت جزءا من تلك المنظومة الحاكمة، وحتى ان كان ذلك كذلك فلماذا تنسحب تماماً لماذا لا تبرر او توضح مستجدات الامر وانها غيرت رأيها لكذا وكذا، حينها لن يستطيع احد الانكار عليها ﻻنه لا يوجد ثابت في هذه الحياة غير الدين وما سواه كلنا متغير.
موقف مجلس الوزراء من قضية الداعية عبد الحي يوسف والوزيرة البوشي، موقف مخزي ينم عن جهل بالعمل العام والمناصب العليا في الدولة، ونسوا ان مسؤولياتهم لم تعد فردية وإنما عليهم عبء شعب ينتظر من بذل الجهود وتذليل الصعاب لأرضاء كل أطرافه، وان يقفوا على مسافة واحدة من الجميع في ابسط الامور ناهيك عن القضاء وتطبيق العدل، الذي تفتي فيه جهة ثالثة يُفترض فيها الحياد، وعلى ذلك المجلس ان يسعى ويعمل لضمان تلك النزاهة والحيادة ويقف سدا منيعا لئلا يأخذ قويا حق مظلوم ضعيف، ناهيك عن ان يكون هو ذاك القوي الظالم.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.

error: