*حكومة رئيس الوزراء، الدكتور عبد الله حمدوك تجاوز عمرها 42 يوماً، ومن الواضح تماماً تلاشي الآمال والطموحات، في حصول البلاد على دعم مالي خارجي مباشر. ويكفي لتنفيذ الخطة الإسعافية المتكاملة، التي أعلنها وزير المالية، الدكتور إبراهيم البدوي.
*هذه الوضع، عمق المشكلات الاقتصادية والمعيشية، وهو أمر تجلى في عدد من المؤشرات أبرزها، انخفاض قيمة الجنيه السوداني مقابل الدولار، واستمرار أزمتي الخبز والوقود وارتفاع أسعار السلع، ما يفرض سؤالاً أهم حول ماهية الخطة الحكومية لمواجهة هذا الشح والبخل الدولي والإقليمي.
*لا أخفي سراً، إن قلت إنني واحد من كثيرين سئموا عبارات الوهم المعلب مثل: الحل في الزراعة، والسودان سلة غذاء العالم، ولا بديل للزراعة إلا الزراعة، لا لعدم قناعتي بها بل بسبب إفراغها من مضمونها وتحويلها لشعارات تخدير، يغيب معها الفعل الذي يحولها من إلى واقع، تماماً كما درج على ذلك النظام السابق الذي سعى بكل ما يملك لتدمير المشاريع الزراعية ونهبها، وبيع أصولها “بيع الطماطم بالعصر”.
*لم يكن مطلوباً من حكومة حمدوك، العمل بأيادٍ وعصى سحرية، لإعادة كل شيء إلى ما كان عليه قبل عام الشؤم 1989، بقدر ما كان مطلوباً منها تنفيذ برنامج إسعافي عاجل يضمن الاستفادة من معدل الأمطار غير المسبوق هذا الموسم، وإنجاح عمليات الحصاد، والاستعداد الجيد للموسم الشتوي، بما في ذلك زراعة ما يكفي حاجة البلاد من القمح، ولو بنسبة معقولة تغني عن (شحدة الدقيق) وتنهي صفوف الخبز .
*للأسف الشديد، ومنذ تعيينه، لم يلمس الناس فعلاً قام به وزير الزراعة، عيسى عثمان الشريف، في تلك الاتجاهات، وحتى الأخبار المنشورة التي راجعتها عن وزارته في الأيام الماضية، لا تتعدى حد لقاءات مكتبية للوزير، وحوار صحفي يتيم، مع زيارة وحيدة لمشروع الجزيرة، وكلها أعمال أقل من المعتاد، وتمثل خيبة أمل في أم الوزارات.
*الأنكى والأمر، هو أن الوزير، وبمقياس الثورة، تقاعس عن أمور جوهرية ومنها تجهيز ملفات الفساد في المشروعات الزراعية وتقديمها للنيابة، وتباطأ في إجراء التغيير الشامل في الوزارة المركزية، وفي إدارات المشروعات الكبرى.
* أهل الوجعة من المزارعين، حذروا في الأيام الماضية، من ضعف الاستعدادات لزراعة محاصيل العروة الشتوية من ناحية تجهيز قنوات الري وتعثر تمويلهم، وعدم تحديد أسعار تركيز مجزية ولا سياسة تسويق كلية، تضع حداً لمضاربات السماسرة والشركات الطفيلية، ولم يعلن الوزير الطوارئ حتى لعلاج مرض هاموش السمسم الذي هو سلعة مهمة في جداول الصادر .
*لو أن كل الوزراء، يعملون بذات الروح والحماس وتحمل المسؤولية، كما يعمل وزير الصحة، أكرم علي التوم (فأبشري يا حكومة بطول مربع)، أما إن عملت بطريقة وزير الزراعة (فليمدد الشعب رجليه).
اعتذار
خطأ وقعت فيه أمس في حق وزير الداخلية، الفريق شرطة، الطريفي إدريس، حينما كتبت “اللواء شرطة” فله العتبى .
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.