منذ إنتصار الثورة لم أشعر بسعادة مثل تلك التي جلبها خبر تعيين الصديق محمد الشابك وكيلاً لوزارة التنمية الإجتماعية. بتعيين الشابك، تكون ثورتنا قد أرست لبنة أخرى في مسار بناء دولتنا المدنية و إستشراف مستقبل زاهر لهذا الوطن، و تكون قوى الثورة قد دقت إسفيناً صلداً فيما تبقى من دولة الكيزان البائسة. و لمن لا يعرفون الشابك، فهو خريج جامعة أم درمان الأهلية و حاصل على الماجستير في الإدارة العامة و التنمية الدولية من جامعة بيرمنجهام بريطانيا.
قضى الشابك معظم حياته المهنية خارج السودان في مجال التنمية والعمل الانساني، عمل مديرا قطرياً لعدد من المنظمات العالمية كأطباء بلا حدود و الصليب الأحمر، و أمتدت خبرته في بقاع شتى كليبيا وتونس و أفغانستان و باكستان و مصر وجنوب افريقيا ومملكة ليسوتو و يوغندا وكينيا وأثيوبيا. وعمل الشابك كمستشار لمجموعة الأزمات الدولية في الشأن السوداني ويعمل أيضاً كأستاذ غير متفرغ في المعهد العالمي للشئون الانسانية في جامعة فوردهام بنيويورك.
آثر محمد العودة للسودان قبل عامين ليعمل جنباً إلى جنب مع رفاقه في سبيل التغيير مبشراً به و فاعلاً في حراكه و جزءاً منه حيث كان من أوائل الذين تمترسوا في القيادة يوم ستة أبريل المجيد.
محمد الشابك مفكر وباحث وتنبأ بالثورة وبشر بيها في كتاباته ، كبحثه الموسوم:
The Role of Social Activism in Democratization in an Authoritarian context, Sudan Case Study
المكتوب عام 2015، و الذي وصف فيه بدقة حال المجتمع المدني وقدرته على إسقاط حكومة البشير، كما كتب سلسلة مقالات بعنوان:
The Islamists Who Fell Under the Bus http://www.sudantribune.com/spip.php?article46301
والتي فضح فيها نهج الكيزان ونفاقهم السياسي.
وله العديد من المقالات المنشورة في عدة مواقع أيام نظام المخلوع أكثر ما أعجبني منها:
http://www.sudantribune.com/spip.php?article48214
https://www.aljazeera.com/indepth/opinion/2014/06/south-sudan-conflict-can-sudan-pl-2014617167615818.html
لا يساورني شك في أن محمد هو الرجل المناسب في المكان المناسب، فهو لا تنقصه الكاريزما و القوة و الإرادة و الخبرة اللازمة للتعامل مع ملفات الوزارة الشائكة التي ظلّت معاقلاً للكيزان، و اليوم أعتقد جازماً أن المدنية قد رمت حكومة حمدوك بواحد من فلذات أكبادها.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.