باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
1135*120   Last

لينا يعقوب: لجان “مُؤلمة”

1٬187

لجان “مُؤلمة

أي آلامٍ وأحزان باتت تُطل علينا كل يوم؟ أي مآسي وكآبة تحيط الأمكنة “موضع الوجع”؟ أي ضيقٍ وحنق يتجدد في الأنفس والدواخل؟
إنها غصةٌ لا تبرح الحناجر ودمعٌ يحرق المحاجر وحروفٌ أصبحت عصية على الكتابة..
هذا النوع من الحزن، لا يشعر به إلا من اكتوى بناره، أولئك الآباء والأمهات المرابطين نحو أربعة أشهر، قُرب المشارح والمستشفيات وأقسام الشرطة، يبحثون عن أبنائهم الذين فُقِدوا دون جدوى أو أثر..
وها هو جثمانهم الطاهر، يظهر فجأة دون مقدمات في المشارح التي ظلوا يبحثون فيها ليل نهار بلا كلل أو ملل، وبلا إجابة أو اهتمام..
الشهيد قصي حمدتو، عُثر على جثمانه قبل أيام، وبحسب نقابة الأطباء الشرعية في بيان رسمي، أن الجثمان عُثر عليه بعد ثلاثة أيام من فض الاعتصام في النيل مربوطاً بقالب اسمنتي وعليه آثار إصابة بطلق ناري في الرأس.
ما يعلمه المواطن العادي أن الجثة التي تربط بقالب أسمنتي تغطس في قاع البحر، ولا ينتشلها إلا غواصون مدربون، فكيف طفت جثة مربوطة بقالب اسمنتي؟؟
الشهيد حسن عثمان أبوشنب، موجود في المشرحة منذ أربعة أشهر، وأسرته زارت المشارح أكثر من مرة، بلا طائل، فكيف ظهرت الجثة فجأة؟ وهل هناك جثث أخرى؟ ولماذا دُفنت ثلاث جثث دون التعرف على هوياتهم والجميع يصرخ صباح مساء “أين المفقودين”؟!
بعد موت شخص ما، تحيط بالأسرة صدمة، فيبدأ الصراخ والعويل، وما أن يُحمل الجثمان لمواراة الثرى، حتى تهدأ الأنفس قليلاً ويبدأ التفكير في الدعاء للميت بالرحمة..
لكن بيننا أسر تعيش أوضاعاً مأساوية بين بصيص أمل يجعلهم يأملون عودة فقيدهم وبين مؤشرات تُدلل على موته، فمن يُخفف الجروح..؟
إذا كان رئيس الوزراء عبد الله حمدوك أصدر قراراً بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة حول أحداث فض الاعتصام، ومازالت حتى اللحظة هذه اللجنة مجهولة الهوية، لا أسماء عيُنت ولا أخرى رُشحت، فلا يجب علينا أن نتفاعل مع أي قرارات جديدة حول تشكيل “لجان تحقيق” إيً كانت الحادثة.
إننا لن ننتظرتشكيل لجان جديدة في كل حادثة، فما يحدث أمامنا هو مسؤولية مؤسسات الدولة وأجهزتها الأمنية والشرطية المختلفة، التي عُينت بأمر قوى التغيير فأصبحت الحكومة السودانية “حكومة مدينة”..
أي ضعفٍ أمامنا ولا تستطيع جهة ما من هذه الدولة تحديد المسؤولية؟ أن تكشف كيف وجدت جثامين المفقودين ولماذا كل هذا التأخير وأين بقية المفقودين؟

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.

error: