عبد الحميد عوض: لم تسقط بعد
أجندة
* أمس الأول الثلاثاء، التقى وزير الطاقة والتعدين، عادل علي إبراهيم، مع القائم بأعمال سفارة كندا بالخرطوم، ادريا فوك، وتعهد الوزير في الاجتماع، بالسعي لتطوير التعاون في مجال الطاقة والتعدين ليستفيد السودان من استخدام التقنيات الحديثة الكندية، قبل أن يقدم الوزير الدعوة للشركات الكندية للدخول في الاستثمار في مجال الطاقة والتعدين بالسودان، ولم يتردد القائم بالأعمال في إبداء رغبة بلاده في ذلك الاتجاه.
* في تقديري، لا يعدو مثل هذا الاجتماع ونتائجه والتصريح الصحفي بشأنه، إلا كونه صورة طبق الأصل، لنهج النظام السابق في تخدير الناس بفتوحات اقتصادية كبيرة وأوهام لا تغني ولا تسمن من جوع، فلا يعقل لوزير أو لحكومة استلمت زمام الأمور بعد ثورة شعبية أن يمضي بذات النهج وذات العقلية، ولديّ اعتقاد سابق بأن مثل تلك الاجتماعات التي تتم دون تحضير كافٍ، ما هي إلا ضرب من ضروب ملء الفراغ لدى الوزراء، لأنها لا تخرج بأي نتائج ملموسة وربما هي أقرب للعلاقات العامة، وينتابني شعور ترتيبها في بعض المرات يجيء من باب الوجاهة وإبراز أهمية الوزير، الذي يخلف رجلا برجل ويقابل السفراء والقائمين بالأعمال!
*للتدليل على ذلك نقدم نماذج: في 8 ديسمبر الماضي، اجتمع القائم بالأعمال الكندي أدريا فوك، بذات ربطة عنقه، بوزير النفط والمعادن، أزهري عبد القادر، وخرج بعد الاجتماعات ليبشرنا، أو بالأحرى ليوهمنا، بأن كندا أبدت رغبتها في الدخول في الاستثمارات النفطية بالبلاد، وبمرور الزمن ذهبت تلك الرغبة أدراج الريح.
*في مارس 2017 عاد وزير المعادن أحمد الكاروري من كندا مبتهجاً ومسروراً ليبلغنا أن عدد من الشركات الكندية أبدت رغبتها في الاستثمار بقطاع التعدين في البلاد، بعد أن عقد لقاءات واجتماعات مع تلك الشركات خلال مشاركته في ملتقى التعدين الدولي، وغادر الوزير منصبه، ولم تدخل أي شركات ولا يحزنون، علماً بأن الكاروري هو بطل فضيحة شركة سيبرين الروسية التي أوهمت الوزير والرئيس والنظام السابق ككل بمزاعم إنتاج 46 ألف طن من الذهب.
* وزير النفط والغاز عبد الرحمن عثمان، عقد اجتماعاً في 22 أكتوبر 2017 مع شركة استيت بتروليم الكندية التي أعلنت رغبتها في الدخول في الاستثمار النفطي في السودان. لاحظوا تكرار كلمة “رغبتها رغبتها”، وحتى ذهب الوزير ولم نعرف بعد الشركة ولا “بكانا وين”!
*حاتم أبو القاسم وزير الدولة بوزارة النفط سنة 2014 اجتمع هو الآخر بشركة أوستير الكندية للنفط والغاز المحدوده والتي أبدت “الرغبة” في الدخول في الاستثمار بالسودان في قطاع النفط، وتلك نماذج فقط لكندا والشركات ويتم كذلك مع دول أخرى وشراكتها، وأستطيع أن أحصي مئات الأخبار على ذات شاكلة الرغبة في قطاعات أخرى.
*سيدي وزير النفط والمعادن، عادل علي إبراهيم، نحن لم نعد باستطاعتنا شراء أوهام جديدة، وإن كنت جاداً في المسؤولية التي توليتها ضع في أولويات وزارتك، شيء واحد الآن، وهو إيقاف تهريب الذهب الذي يتم حتى عبر مطار الخرطوم، وذلك حتى تعود فائدته للخزانة العامة وهي فائدة كفيلة بسد الفجوات الاقتصادية، إن استطعت ذلك فجزاك الله خيراً وإن لم تستطع، فبارك الله فيمن زار وخف.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.