ميسر محمد مجذوب: إنجاز.. على أعتاب الإعتزال

*”صنع العداء البرتغالي جواو فيريرا التاريخ في بطولة العالم لألعاب القوى المقامة حاليًا في العاصمة القطرية الدوحة، بعدما نال الميدالية الفضية بسباق 50 كيلومتر مشي الذي أقيم على كورنيش الدوحة، الأحد، خلف الياباني يوسيكي سوزوكي صاحب الذهبية.

*وقطع فيريرا السباق في زمن قدره 4 ساعات وأربع دقائق و59 ثانية، ليتوج بأول ميدالية في بطولات العالم، بعد 11 مشاركة منذ عام 1999، ويصبح أكبر عداء يتوج بميدالية بأي سباق على مر التاريخ بعمر الـ43، بحسب ما نشره الحساب الرسمي للاتحاد القطري لألعاب القوى على “تويتر”.

*وحلّ فيريرا في المركز الثاني، وبفارق 39 ثانية فقط، خلف الياباني يوسيكي سوزوكي الذي أهدى بلاده أول ميدالية ذهبية في البطولة التي تستضيفها الدوحة حتى السادس من شهر أكتوبر، بعد فوزه بلقب السباق.”

*وهنا انتهى الخبر وانتهى معه الدرس العظيم (إنجاز على أعتاب الإعتزال).. أعتقد أنّ قصة جواو فيريرا هذه من أجمل القصص الملهمة والتي تجعل في الانجاز الرياضي غاية تستحق أن يسخّر لها الانسان جلّ عمره أوّ كلّ حياته تمامًا كما كان يحترمها ويقدّرها النيجيري ايندورانس ايداهور الذي فقد حياته على أرض المستطيل الأخضر مرتديًا شعار المريخ وأثناء ساعات عمله الرسمية كلاعب كرة قدم ترك أهله وبلاده من اجل غايته ولقمة عيشه..

*عجيبة الرياضة وجميلة جدًا.. وهذا ما يجعلها المادة الترفيهية الأكثر شعبية في العالم وعلى مرّ عصور البشرية.. لا المسرح ولا السينما ولا الملاهي أو الجنائن أو حتى السياحة، صحيح أن كلها وسائل ترفيه لكنها لا تضاهي الرياضة متعةً، تشويقًا إثارةً وقيم إنسانية عظيمة. *وما كان يمكن لنا كإعلام رياضي تخطي حدث فوز جواو فيريرا بفضية بطولة العالم وبعد أحد عشر مشاركة لم يكل ولا يمل ولم يفقد الأمل إطلاقاً مؤمنا بقضيته وبقدراته.

*روح فيريرا الملهمة أراها في عدد من الرياضيين السودانيين اليوم، أرى ان غيابنا عن المحافل العالمية والدولية وآخرها بطولة العالم لألعاب القوى بالدوحة التي تجرى الآن والتي فاز البرتغالي بفضية المشي فيها، لم يشارك فيها السودان في أي منشط ولا لعبة واحدة.. وهو أمر مُحزن فعلاً لكن كُلّي ثقة أن الرياضي السوداني سيقتحم منصات التتويج قريباً جداً وبسرعة كبيرة.. بروح الثورة وعزيمة التغيير سنصنع عشرات القصص المُلهمة كقصة البرتغالي فيريرا.