باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
1135*120   Last

عبد الحميد عوض: ” يا جايي من باريس”

806

*أكمل دكتورعبد الله حمدوك،حتى أمس الثلاثاء، نحو41 يوماً في منصب رئيس الوزراء منذ تعيينه في 22 سبتمبر الماضي.
*من مجمل تلك الأيام، قضى الرجل 10 أيام في رحلته الأخيرة لنيويورك، مشاركاً في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ثم السفر لباريس للقاء الرئيس الفرنسي، ايمانويل ماكرون، وقبلها قضى يومين في زيارته لجوبا، ويوم واحد في زيارة القاهرة، لتكون جملة الأيام التي قضاها خارج البلاد 13 يوماً.
*هذا الرقم، إذا ما أضيف إليه،عدد ساعات العمل داخلياً، والتي لاجتماعات وموضوعات مرتبطة بالملف الخارجي، يؤشر تماماً على التركيز العالي لحمدوك على العوامل الخارجية، بدليل أن ذلك التركيز أخذ نسبة لا تقل من 35 في المئة من جدول عمله اليومي.
*لا أحد ينكر، أثر الخارج، في إنجاح الفترة الانتقالية، سواء لجهة تحقيق السلام الذي هوعلى رأس قائمة أولويات الحكومة، ومساهمته الممكنة في خطة إنقاذ الاقتصاد، أو حتى لجهة تحقيق هدف رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
*ولا تمنع تلك الأهمية من القول أن التحركات الخارجية، يجب أن لا تكون على حساب مشكلات داخلية، وعلى حساب أهداف الثورة على وجه الخصوص، وسيُعد أي تلكؤ أو”جرجرة”، مجرد انتكاسة وإحباط حقيقي للثوار، وهو أمر ومن دون شك ستدفع الحكومة قبل غيرها، ثمنه.
*مثلاً …
*موضوع العدالة الانتقالية واسترداد الأموال المنهوبة، لا يحتمل أي تأخير، خاصة مع قدرة عناصرالنظام السابق على طمس الأدلة، أوهروب المشتبة فيهم، أو قتل الحماس لدى الناس في مبدأ العدالة نفسه.
*نأخذ بصورة أكثر تفصيلاً، موضوع اللجنة المستقلة الخاصة بالتحقيق في فض الاعتصام، يتم فيه تباطؤ غير مبرر، واستغربت مع غيري من الناس، للقرارالمنقوص الذي أصدره حمدوك بتشكيل لجنة، دون أن يسمي أعضاءها ..!َ!
*مثال ثاني
*يدرك الجميع، أن واحداً من أهم الأسباب التي دفعت الناس للخروج للشوارع مطالبين بذهاب نظام المؤتمر الوطني، هو البحث عن حياة كريمة، خاصة بعد أن ضاقت بهم الحياة لانعدام الخبز والوقود، ولا يعقل بأي حال من الأحوال استمرار الأوضاع كما كانت عليه، وكان من باب الواجب، إعلان حالة الطوارئ داخل الحكومة ككل لحل الأزمة، ومعرفة مواطن الخلل وحسمها نهائياً، وهو أمر في تقديري متاح وسهل، وبطرق ليس من بينها تصورات وزير المالية، إبراهيم البدوي.
*مثال ثالث :
هناك تجاهل تام لموضوع تعيين ولاة مدنيين وهو مبحث لوحده سأتناوله في مرات قادمات.
*في تقديري العام، أن “بسمارك” عفواً حمدوك، محتاج بأسرع ما يكون لتنفيذ سياسته الداخلية قبل الخارجية، أو على الأقل تزامناً، ومن حسن حظ دكتور حمدوك أن السلطات تركزت في يديه، كوريث “ثوري” لسلطات رئيس الجمهورية، وعليه اليوم قبل الغد، التحرك بقليل من العقلية الثورية، بسند الوثيقة الدستورية، لإنجاز ولو القليل مما يأمله المواطن .
أخيراً:
كشفت رحلة عبد الله حمدوك الأخيرة إلى نيويورك مدى الحاجة لمنصب نائب رئيس وزراء، وهو أيضاً مبحث لوحده.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.

error: