لست من أنصار نقد الحكومة .. فأنا ضد الحملات المنظمة والعشوائية التى تشن عليها الآن .. لا لأن هذه الحكومة معصومة من الأخطاء والزلل .. ولا لأننى أحمل بيعة على عنقى تلزمنى بطاعتها اصابت أو أخطأت .. ولا لأن لدي ما اخشاه إن إن جاهر ت بنقدها .. كذلك بالمقابل ليس لدى ما أخسره إن غضبت منى أو إزورّت عنى .. كلا .. فالأمر أجل من ذلك واعظم .. وثمة اسباب موضوعية تلزمنا بالصبر على أداء هذه الحكومة .. منها عظم العبء نفسه .. وفى ذهنى دوما عبء .. تفكيك دولة الحزب لصالح دولة الوطن .. لأن ذلك هو اساس الإصلاح ومدخله الصحيح .. ثم تأتى بعد ذلك المهام الجسيمة الملقاة على عاتق كل وزير على حدة .. هذا غير المهام ذات المسئولية التضامنية التى تسأل عنها الحكومة مجتمعة ..وكل واحدة من هذه القضايا سواء تلك الفردية أو التضامنية بها من التفاصيل ما تنوء بحملها الجبال .. ثقلا وتعقيدا .. ثم المقعدات غير المنظورة هنا وهناك .. والتى تلعب دور الكوابح فى كل خطوة تخطوها الحكومة مجتمعة أو هذا الوزير أو ذاك منفردا .. عليه .. فكل هذه الأسباب تدفع كل عاقل وكل حادب على إستقرار الوطن وتأمين مستقبله .. أن يفكر مرتين قبل أن يسن رماح الهجوم على الحكومة .. أو حتى يفكر فى توجيه النقد .. إلا إن كان هذا النقد من باب المناصحة .. ولعل الجميع يعلم أن الناصح لا يكتفى بكشف العيوب .. أو تصويب النظر نحو الأخطاء .. بل يكون جل إهتمامه تقديم البدائل .. وطرح المقترحات والمشاريع التى تعين على تقويم الإعوجاج .. وعلى إصلاح الأخطاء .. وقبل كل هذا وذاك إتاحة الفرصة الكافية لهذه الحكومة واعضائها .. لإستيعاب الواقع المعقد الذى وجدوا أنفسهم فيه .. ثم ترتيب القضايا وتأسيس العلاقات مع ما حولهم من بشر .. ومن لوائح ومن قوانين .. ومن مناخ عام .. يحتاج كل فرد أن يتأقلم معه الخ ..!
ولعلنا نتوقف قليلا عند عنصر الزمن هذا .. مقروءا مع الإستعصاء الناشب فى عملية الإصلاح .. بكل تعقيده وصعوبته .. ولأنه لا يخفى على أحد .. أن جل إن لم تكن كل حملات الهجوم .. تنطلق من عناصر محسوبة على النظام القديم .. أو ممن تضررت مصالحهم من ذهاب ذلك النظام .. فدعونا نستشهد بتجارب نظامهم نفسه فى عملية الإصلاح .. فحين ضاقت الدائرة .. وتعقدت الأوضاع السياسية والإقتصادية وحتى الأمنية .. بدأ النظام فى البحث عن صيغ غير تقليدية للخروج من عنق الزجاجة .. فأعتمد لأول مرة نظام رئيس الوزراء .. فكان أن وقع الإختيار على الفريق اول بكرى حسن صالح كأول شاغل للمنصب .. فى مارس 2017 .. وبقى بكرى فى منصبه عاما ونصف العام .. دون أن يحقق شيئا .. لا للنظام ولا للبلاد .. فغادر ليحل محله معتز موسى فى سبتمبر من العام 2018 .. ولم يكن حظه بأفضل من سابقه .. وكان خطاب الرئيس السابق 22فبراير 2019 إيذانا بإنقضاء فترته التى قاربت الستة اشهر .. وفى رأى الكثيرين كان ذات الخطاب إيذانا بنهاية النظام نفسه .. وهذه قصة أخرى لم يأتى أوان سردها .. وبعد يومين من ذلك الخطاب .. حل محمد طاهر إيلا محل معتز موسى .. وليس أدل على فشله من مضى الغضبة الجماهيرية الى غايتها بإسقاط النظام ..!
دعونا الآن من عقود الإنقاذ الطويلة .. فبعملية حسابية بسيطة فقد قضى النظام خمسة وعشرون شهرا ببرنامج معلن عنوانه إصلاح الدولة ومعاش الناس .. فلم ينصلح حال الدولة .. ولم يتحسن معاش الناس .. فكيف تطلبون ذلك من حكومة لم تكمل خمسة وعشرين يوما فقط .. مالكم كيف تحكمون .
عاجل
- عاجل..المضادات الأرضية للجيش في عطبرة تتصدى لمسيرات
- عاجل.. الجيش يعلن طرد ميليشيا الدعم السريع من مصفاة الجيلي
- عاجل..التحام جيش أمدرمان والكدرو بسلاح الإشارة في مدينة بحري
- البرهان يتفقد الخطوط الأمامية بمدينة الجيلي
- عاجل.. سيطرة على مواقع جديدة في الخرطوم بحري
- عاجل.. المريخ ينهي تعاقده مع اللاعب جاستون بالتراضي
- “حوار”مدرب الهلال السوداني: لا زلنا غير مرشحين للتأهل
- عاجل..الجيش يتصدى لسرب مسيرات انتحارية في النيل الأبيض
- عاجل.. الجيش السوداني يسيطر على قاعدة الزرق بولاية شمال دارفور
- أحمد الشرع: نعيش اللحظات الأخيرة للسيطرة على حمص
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.