إنتظر الشعب طويلاً حتى خرجت “القائمة الذهبية” لوزراء حكومة الفترة الإنتقالية التي يقع على عاتقها إدارة دفة الحكم في البلاد في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها الوطن!
أشفقت على السيد رئيس الوزراء وهو يقوم بمهمة إختيار الأفضل من بين الأسماء التي دفعت بها قوى الحرية والتغيير حتى يخرج لنا مما في بطونها من بين فرثٍ ودمٍ لبناً خالصاً سائغاً للشاربين!
يتكرر إشفاقي عليه مرة أخرى وهو يقود هذا الفريق الذي يجب أن يعمل على تناغمه أولاً قبل أن يغلق دولاب العمل اليومي أبوابه على هؤلاء الوزراء وتبتلعهم البيروقراطية التي تتميز بها مؤسساتنا العامة.
لا يخفى على الجميع أن هذا الطاقم الوزاري قد أتى من كل حدبٍ وصوب وأنهم قد دخلوا من أبوابٍ متفرقة ولربما كان عشاء ما قبل القسم وقاعة أداء القسم بالقصر الجمهوري هما فقط ما جمعهم دفعة واحدة قبل أن يلتئم الشمل بعد ذلك في إجتماعات مجلس الوزراء!
يحتاج السيد حمدوك إلى مزيدٍ من التواصل مع وزرائه حتى يصل بهم إلى درجة من التناغم والتجانس والخطاب المشترك الذي يؤدي بدوره إلى تعزيز العمل الجماعي وإحكام التنسيق والتفاعل وصولاً إلى الأهداف المتفق عليها بأفضل السبل وأنجعها.
في هذا السياق، تتبنى الشركات مايسمى بمفهوم بناء فريق العمل (Team Building) والذي يهدف في المقام الأول إلى ربط مجموعة من الأفراد لديهم مهارات مختلفة من خلال تعزيز مفهوم الوحدة المتماسكة التي تمتاز بالفاعلية بين الأعضاء لتفضي في النهاية إلى تكوين جماعة متجانسة ومندمجة وملتزمة بالعمل على تحقيق الأهداف المحددة.
يستحق الشعب السوداني، الذي قدم التضحيات الجسام في سبيل التغيير، أن تقوده حكومة قوية ومترابطة ولا أظن أن السيد حمدوك سيبخل على الشعب الذي أولاه ثقته لقيادته خلال الفترة القادمة بأن يقدم له طاقماً حكومياً متجانساً الشئ الذي يتطلب منه مزيداً من المراقبة والمتابعة والتدقيق والتمحيص والحكمة والقيادة.
لو كنت مكان السيد رئيس الوزراء لإلتقيت بوزرائي من حينٍ لآخر لأبث فيهم روح العمل الجماعي والتفاعل المثمر وأسعى لأن يكون للروابط الشخصية دور في تعزيز مفهوم وحدة الجماعة وتناغمها حتى يشعر كل وزير بأنه يمثل كل الوزارات وبالتالي تتشكل فكرة حكومة “البصمة الواحدة” التي يجب أن يحس بها المواطن العادي وهو يمارس حياته اليومية تحت مظلة الدولة الجديدة!
لا ضير في أن يجتمع السيد حمدوك بوزرائه مرة كل أسبوعين في لقاءٍ casual يحدد له عطلة يوم السبت حتى يتدارس الوزراء الهم العام فيما بينهم في إطار خاص فيتحقق بذلك مفهوم بناء فريق العمل ذو الهدف المشترك ويتعارف الوزراء بصورة أكثر ودية وأخوية ليصل الجميع إلى مرحلة يكون الخطاب فيها موحداً ومتناسقاً ومتماهياً مع الأهداف الكلية للدولة!
لا يجب أن تمر مهلة ال 200 يوم دون أن تتطابق بصمة الحكومة في إدارة شئون البلاد والعبور بالوطن إلى محطاتٍ أخرى من البناء وفضاءات أوسع من النماء!
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.