باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
1135*120   Last

شمس الدين الأمين: صلاح بن البادية.. يا فايت

2٬364

إلى أؤلئك الذين توقظنا دوماً خطوات رحيلهم على بلاط الذاكرة، نسمع همهمات الوداع، ولا نملك الوقت لنتكئ، أو لنمسك ببقايا ثيابهم في رحلة اللا عودة الإنسانية المستمرة.

نبكي؟؟ أم نحزن؟؟.. أم نصرخ.. أم يلفنا صمت الوجع، والوجع الصامت في القلوب؟؟، لا عويل اليوم، فقد ذهب الصوت مع صاحب أجمل صوت، وانتقل الحس، مع صاحب أجمل إحساس، ولم يبق لنا إلا عيون تحدق في الفراغ، وتبني في حوالك الليل، بيوتاً من خيوط النور الذي ظل يغزله صلاح بن البادية فينا على مر السنوات التي عاشها مزهراً ومفرهداً وباسما..!!
الآن فقط نقف على حافة الرحيل، والفراغ الممتد في داخلنا وأمام ناظرينا لا يملؤه إلا الصوت الذي تحدى الشيخوخة، والتطريب الذي وقف في وجه العاصفة، نترحل بذاكرة السمع ما بين “الجرح الأبيض” و”يا جنا” وفات الأون”، وتاجر عطور، وغيرها من الروائع، تشكل خلفية موسيقية لهذا المشهد الوداعي الحزين، كل الذاكرة تحتشد في هذا البراح، وتبكي صلاح بن البادية كل على طريقته الخاصة، فإبن البادية كان حكاية كبيرة وطويلة وعميقة، اختار أن يودع الناس والوطن قبل أيام فقط، وهو يشدو “ما بيصح وطريقنا باين.. يا شبابنا نقيف نعاين”، وكأنها كانت وصيته الاخيرة للناس..!!
عزيزي صلاح.. “فات الآون والإنكتب على جبينا الليلة بان”..!!
وداعاً..!!

 

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.

error: