أتفق مع الأستاذ عادل الباز في قوله إن رئيس الوزراء حمدوك بدا واثقا من نفسه في أول ظهور إعلامي له بعد أدائه القسم ..الباز كان يتحدث مساء أمس لقناة الجزيرة عن ضربة البداية لرئيس الوزراء والذي دخل في حقل ألغام مشاكل السودان التي أعيت الحكيم والمداويا !!
حمدوك تحدث بهدؤ .. أجاب علي أسئلة الصحفيين والذين حرص علي ذكر أسمائهم عند إجابته علي أسئلتهم وهنا تفوق علي رئيس المجلس السيادي الفريق أول برهان والذي قال لرؤساء تحرير الصحف الذين إلتقوهوه قبل أشهر بالقيادة العامة إنه لايعرف أغلبهم لأن علاقته بالإعلام ضعيفة !!
الحق يقال ..قدم الرجل نفسه بطريقة مقنعة ومباشرة.. وأثبت قدرة جيدة علي التعبير عن أرائه والمعالم العامة لبرنامج مرحلته القادمة ..حمدوك تفوق أيضا علي أعضاء المجلس السيادي الذين إختارتهم الحرية والتغيير فهم برغم كبر سنهم وتجاربهم تحدثوا وكأنهم في مخاطبات جماهيرية داخل ميدان الإعتصام ..نسوا أنهم يتحدثون من منصة قومية داخل القصر الجمهوري ..
حمدوك كان أقرب إلي رجل الدولة منه إلي الناشط السياسي ومن ذلك قوله إنه مرشح من قوي الحرية والتغيير نعم ..لكنه الآن رئيس وزراء لكل السودان ..
مع كل هذه المقدمات والملاحظات نقول إن حمدوك من حيث لايدري وضع الحبل في رقبته في أول ظهور إعلامي لمخاطبة الشعب السوداني عامة ..وجماهير الثورة المصنوعة خاصة !!
أعلن حمدوك أنه مع مجانية الصحة والتعليم .. والقاصي والداني من أهل السودان يعلم أن هذه الوعود صارت من المستحيلات ومع هذا سينتظرون ماذا سيفعل حمدوك ..مهدي الخلاص الإقتصادي المنتظر !!
من حيث لايدري أيضا وجه حمدوك ضربة موجعة للجهاز المصرفي عظم ظهرالإقتصاد السوداني المرهق والمثخن بالجراحات الكثيرة ..حمدوك قال إن الجهاز المصرفي شارف علي الإنهيار ..وهي حالة واقعة لكن الحكمة والكياسة السياسية تقتضي أن يصمت عنها حمدوك أو يتجاوزها ..ليس مطلوبا من رئيس الوزراء تقديم كل مشاكل البلاد بطريقة صبية وعواجيز قوي الحرية والتغيير الذين يظنون أن رفع الأصوات بالصراخ والعويل يكفي وحده لحل مشاكل السودان ..
فاجأ حمدوك قواعد الثورة المصنوعة بمعلومة أربكت صفوفهم ..قال الرجل إن إقتصاد السودان يحتل موقعا متقدما في إقتصاديات القارة الأفريقية حيث يحتل الموقع السادس ..هذه المعلومة لم ترق لكوادر الشيوعيين وشتلاتهم في الأحزاب والواجهات الصورية في قوي الحرية والتغيير ..
مالايعرفه هؤلاء الناشطون أن حمدوك ومن خلال مواقعه في المنظمات الإقتصادية الدولية يعلم تماما حجم الموارد التي ترقد في باطن أرض السودان وتلك التي في ظاهره ..
وحمدوك يعلم تمام العلم أن مشكلات الإقتصاد السوداني معقدة ويصعب حلها بالخيارات والقرارات السهلة ..سيبتلع حمدوك بعضا من تصريحاته تلك قريبا ومنها مثالا لاحصرا قوله إنه لن يعتمد في خطته لإنتشال الإقتصاد السوداني من وهدته علي الهبات والقروض والمنح ..قالةإنه سيعتمد علي الإنتاج وزيادة الصادرات وهذه حلول وشعارات عاطفية لن تصمد طويلا ..وسيجد القادم الجديد إلي مجلس الوزراء نفسه مضطرا للبداية من النقطة التي سقطت عندها الإنقاذ !!
رئيس الوزراء الجديد يتكئ علي رافعة سياسية قاعدتها شركاء متشاكسون لكل مجموعة منهم موقف سياسي من التحالفات الإقليمية والدولية التي حشرت أنفها بقوة في الشأن السوداني بعد زوال وسقوط دولة الإنقاذ ..هذا التشاكس سيلقي بظلاله علي صرف روشتة الدعم والهبات والقروض التي قال حمدوك إنه لن يعتمد عليها في حلوله لمشاكل الإقتصاد السوداني المستفحلة!!
حمدوك يتكئ الآن علي قبول عام سيمهله لبعض الوقت ..لكن الذين يفكرون بطريقة ركوب الراس لن يمنحوا رئيس وزرائهم وقتا طويلا للخروج من الدائرة الجهنمية التي أحرقت كل خيارات وأفكار من سبقوه طيلة30 عاما سعوا خلالها بصدق لحل مشكلة وضح أن مفتاحها بيد قوي خارجية تحمل المال والشروط بيدها اليسري ..والفاتورة المكلفة بيدها اليمني ..
دعونا ننتظر حمدوك ..ومن خلفه قوي الحرية والتغيير ..والسواي ..ما حداث!!
عاجل
- رئيس مجلس النواب الأميركي يعلن فوز ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركية
- الجيش يبسط سيطرته على الدندر
- استشهاد قائد منطقة البطانة العميد أحمد شاع الدين
- البرهان يتفقد المواطنيين بمدينة أمدرمان
- طيران الجيش يقصف مواقع تجمعات قوات الدعم السريع شرق الفاشر
- السودان.. إسقاط مسيرات في مدينة كوستي
- السودان.. حرق برج الاتصالات في الخرطوم
- حميدتي يقيل مستشاره يوسف عزّت
- الجيش يصدّ هجومًا للدعم السريع على مدينة سنار
- السودان..إسقاط مسيرات في كوستي
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.