باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
1135*120   Last

إيمان كمال الدين: يوم الشعب

1٬482

 

” عندما يفكر السجين بالنور فهل هو ذاته الذي يضيء.؟ بابلو نيرودا

ثورةٌ عظيمة لشعبٍ أعظم يكتب اليوم بمداد شهداءه وثوراه أولى خطوات التحرر من نظام ديكتاتوري جثم على صدره الطاهر ثلاثون عام، تتحطم الأغلال، وتتهدم جدران الطغاة، ويولد أبناء هذه الأرض الطاهرة من جديد، يهتفون بـ(حرية، سلام، وعدالة) يبدأون أولى الخطوات في بناء الدولة المدنية، يعتذر عنهم ممثل قوى الحرية والتغيير د. محمد ناجي الأصم بقوله (نعتذر عن ثلاثين عامًا من الغياب القسري عن مساهمة الدولة السودانية بصورةً حقيقية ومباشرة في تطوير العالم وفي تنمية الشعوب والدفع بها نحو الرفاه وتمام الحقوق وسعادة الإنسانية”.
يخرج الشعب السوداني اليوم لتضيق به الشوارع ترفرف الأعلام تزين السماء كقوس قزح، تعلو الهتافات مواكب تلو مواكب تستقبل بعضها ثم تلتقي كالتقاء النيلين، تلتحم المواكب، تتوحد رؤية الشعب، يبكى الأصدقاء رفاقهم في درب النضال مُنذ بدء الثورة، لكنهم يقفون شامخين يرسلون التهاني (مبارك المدنية، عسى أن تكتمل الفرحة).
تفاصيل صغيرة ستضيق صفحات التاريخ بها، مواقف، كلمات، مشاهد، ووجوه بعضها كان حاضرًا في المشهد بلا أقنعة، وآخرون ظلوا خلف الكواليس لكنهم تركوا بصمةً حاضرة في نفوس الأجيال القادمة ولسان حالهم كان ( ربما نمضي العُمر كلهُ كي نثقب ثغرة ليمر النور للأجيال مرة).
قالها الشهيد عبد العظيم (تعبنا يا صديقي، ولكن لا أحد يُمكنهُ الإستلقاءُ أثناء المعركة) ، وقالها الشهيدُ محمد مطر (حرام علينا لو دم الشهيد راح) وبين هذه وتلك مواقف وتضحيات وثورة انتظمت في ولايات السودان، سعيٌ حثيث لشبابه، رجاله ونساءه أن لا يتوقف التاريخٌ مجددًا، وأن لا تدور دائرتهُ من جديد دون أن يكون السودان قد خرج من عنق الزجاجة، وقد كان تاريخ سيكون حريٌ بمن تسنم زمام القيادة أن يدرك أيّ ثورةً اشتعلت، وأيُّ شعبٍ هذا الذي أوقد جذوة الحُرية على أرضه.
اليوم يطلق الشعب السوداني العنان لكل أحلامه المؤجلة، وآماله التي ظلت حبيسة قيود الطغاة، يحتفي في ساحة الحرية، ساحة الوطن.
تزول اليوم غربتنا، نعود من منفانا، نسترد المفتاح، وعوضًا عن كوننا عابري سبيل في أرضنا لـ(30) عام نغدو اليوم أحرارًا مواطنيين كما ينبغي لنا أن نكون.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.

error: