*حققت المملكة العربية السعودية نجاحًا كبيرًا وباهرًا في تنظيم فعاليات موسم الحج للعام 1440 هجرية، يأتي ذلك في ظلّ العديد من التحديات التي واجهتها المملكة خلال موسم الحج الحالي لا سيما في ظلّ ارتفاع عدد حجاج بيت الله الحرام، وهو ما شكّل أمام المملكة العديد من التحديات سواء من الناحية اللوجستية أو بقية الخدمات المتعلقة بحضور الحجاج، وتمكّنهم من أداء وزيارة المشاعر المقدّسة دون أي هواجس أو صعوبات يمكن أن تعطّلهم من أداء الفريضة بكل سهولة ويسر، ووفقًا لذلك كان لزامًا على قيادة المملكة العربية السعودية إحداث العديد من التغييرات الجذرية وهو ما جرى بالفعل وأحدث تطورًا كبيرًا ومذهلاً أسهم في العبور بموسم الحج إلى بر الأمان.
*وبالمقابل أسعد جميع الحاضرين إلى بيت الله الحرام خاصة في ظلّ المجهودات التي بذلت من قيادة المملكة العربية السعودية التي بذلت الغالي والنفيس في سبيل تأكيد حرصها على تسهيل حضور حجاج بيت الله الحرام من مشارق الأرض ومغاربها لأداء الفريضة دون أيّ صعوبات.
*وقد يتساءل كثيرين عن ماهية التطوّرات والتغييرات الجذرية التي أسهمت في العبور بموسم حج العام 1440 هجرية بالمملكة العربية السعودية إلى بر الأمان وهو الأمر الذي يستوجب الإشارة والنظر إليه بعين الاعتبار ويجئ على رأس ذلك هو التطور الكبير في المرافق الاستراتيجية ذات الصلة المباشرة في التعامل مع الحجاج.
*وللتأكيد على ذلك لابد من الإشارة إلى حجم المجهودات الكبيرة التي بذلتها المرافق والجهات الأمنية بمختلف مسمياتها في إنجاح مهمة حجاج بيت الله الحرام على الوجه الأكمل ويأتي على رأس هذه الجهات والمرافق إدارة الجوازات التي لعبت دورًا مهمًا وملموسًا في تسهيل مهمة حضور الحجاج إلى المملكة وأطلقت العديد من المشاريع التي أسهمت في تخفيف المعاناة ولعبت دورًا بارزًا في إسعاد جميع من يحلّ بمطارات وموانئ ومعابر المملكة المختلفة.
*ولأن من رأى ليس كمن سمع كان لزامًا علينا أن نزور ونراقب ونشاهد بأمّ أعيننا كيف يتمّ التعامل مع الحجاج القادمين إلى المملكة عبر المطارات وبالفعل زرنا مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة والتي توفرت لنا فيه فرصة مثالية من أجلّ مشاهدة التعامل الذي يتمّ مع الحجاج منذ هبوط طائراتهم ووصولهم وحتى مغادرتهم إلى مساكنهم بالمشاعر المقدسة.
*أحدثت السعودية تغييرًا كبيرًا في مطاراتها يستوجب النظر إليه بعين الاعتبار والإشادة به، فالتعامل الراقي والسهولة في إجراءات الدخول التي لا تزيد عن 30 ثانية بالنسبة لكبار السن قطعًا يؤكّد بما لا يدع مجالاً للشك أن هناك تقدم واضح وتطوّر ملموس وأنّ الاعتماد على الكادر البشري المؤهل والتقنيات العالية يلعب دورًا مؤثرًا دائمًا في تطوير الأمم والدفع بعجلتها إلى الأمام .
*ليس مطار الملك عبد العزيز بجدة وحسب بل في كل المرافق التي زرناها بالمملكة أثناء تواجدنا ابتداءا من مركز القيادة والسيطرة أو “911” كما يطلق عليه فقد لعب هذا المركز دورًا كبيرًا في تخفيف معدلات الجريمة بالمملكة العربية السعودية عموماً وليس موسم الحج فقط وكان له بالغ الأثر في الحد من أي حوادث يمكن أنّ تحدث لا سيما في ظلّ اليقظة العالية لمنسوبيه.
*المؤكد خلال جولاتنا في جميع المرافق الأمنية سواء بمركز الحشد بالحرم المكي أو حتى الطيران الأمني وكذلك وزارة الحج أن هناك حس أمني عالٍ تجاه ما يمكّن أنّ يحدث من حوادث يمكن أن تؤثر على سلامة الحجاج ولذلك دائمًا ما يكون النقطة المشتركة في حديث قادة هذه المراكز على أنّهم جاهزون لأسوأ الاحتمالات وأنهم يضعون ألف حساب لأيّ خطوة سلبية يمكن أن تحدث ولذلك تجدهم دائمًا حريصين على الاستفادة من الدروس السابقة سواء من سرقات كانت تحدث داخل الحرم المكي بات الآن التعامل معها حاسمًا خاصة في ظلّ التطور الكبير في مركز الحشد والمراقبة الذي تم تزويده بأكثر من 5 الف و909 كاميرا تعمل خلال 24 ساعة وترصد كل كبيرة وصغيرة وكان ذلك بيانًإ بالعمل أمام أعيننا وليس عبر الأحاديث والتقارير التي دائمًا ما يفاخر بها بعض المسئولين أمام الصحفيين دون التأكيد عليها ومشاهدتها على أرض الواقع.
*ولأن أيّ حاج من حجاج بيت الله الحرام عندما يأتي إلى المملكة العربية السعودية يكون مهمومًا بكيفة تجاوز أداء بعض الواجبات والفرائض في المشاعر المقدسة كان لزامًا على المملكة أن تضع ألف حساب لما حدث خلال أوقات سابقة ببعض المشاعر المقدسة وبالأخص في منى التي يقدم إليها الحجاج من مزدلفة ويبقون بها طيلة أيام التشريق من أجلّ رمي الجمرات والتي تمثل للكثير من الحجاج هاجسًا كبيرًا خاصة في ظلّ التحذيرات المتكررة من إمكانية حدوث تدافع وما شابه ذلك لكّن المؤكّد أنّ هذا العام كان الأمر مختلفًا تمامًا وتأكّد بما لا يدع مجالاً للشك أنّ البنيات التحتية الضخمة التي أسستها قيادة المملكة العربية السعودية لعبت دورًا مؤثرًا في أداء الحجاج لجميع المشاعر دون أيّ معاناة على الرغم من الزحام وزيادة عدد الحجاج الذي وصل إلى 2 مليون و 489و 406 حاجًا وهو ما جعل المملكة ممثلة في جميع الجهات وبالأخص اللجنة العليا للحج التي يقودها مستشار خادم الحرمين وأمير مكة الأمير خالد الفيصل تتعامل مع الأمر بطريقة مختلفة وتتحسب لكلّ صغيرة وكبيرة وتضع سلامة الحجاج في المقام الأول وهو ما أسهم في العبور بموسم الحج إلى بر الأمان من جميع النواحي الأمنية والخدمية بمختلف مسمياتها.
*المؤكّد أن ما رأيناه بأمّ أعيننا في المملكة العربية السعودية خلال زيارتنا الحالية يسعد أيّ مسلم، وأيّ قادم لزيارة بيت الله الحرام يحسّ بالفخر والسعادة الروحية خاصة وأنّ المشاعر المقدسة في أحسن الأحوال وبها تطوّر كبير، واهتمام عالٍ المستوى، وقبل كل هذا وذاك حرص من المسئولين على مكانتها ودفع عجلتها إلى الأمام.
*شكرًا لوزارة الإعلام السعودية بمختلف رجالها ابتداءا من الوزير تركي شبانة مرورًا بالرجل المحترم الدكتور خالد الغامدي وكلّ أركان حربه، وكذلك سفارة المملكة العربية بالخرطوم التي منحتنا فرصة لا تقدّر بثمن على مشاهدة ومتابعة كواليس التعامل في موسم الحج والمشاريع ذات الصلة بالحجاج منذ لحظة وصولهم مرورًا بالأعمال الكبيرة التي يتم القيام بها لتسهيل مهمتهم في أداء الفريضة.
*حفظ الله بيت الله الحرام، وأكرم كل من يقدم ويبذل الغالي والنفيس في سبيل إسعاد وتوفير الراحة لكل من يزوره ونسال الله أن يديم علينا نعمة التواجد في بيته دائمًا وأنّ يمّن على الجميع بأداء الفريضة .. وكل عام وأنتم بخير.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.