باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
taawuniya 1135*120

نبيل سليم : هل تذكروهم؟

1٬928

هل تتذكرون هذه الصورة، يوم ان تبارى الشباب في مد اياديهم لسحب هذه الفتاة ورفعها لسطح احدى البنايات في السوق العربي في موكب ديسمبر ؟

بالله شاهدوا عدد الايادي التي مدت لها، شاهدوا كيف انحنى هذا الشاب وحول ظهره لجسر لتعبر هذه الفتاة من فوقه وتهرب من سياط الجلادين و”بُمبان” العسكر، وحتى لا تُرحل الى سجن النساء.

يومها تأكدنا بأن التغيير وسقوط النظام بات أمرآ واقعآ وان هذا الشعب لن يتراجع وسينتصر، لكن دون تحديد يوم او موعد للسقوط.

وها قد جاء اليوم، الذي نودع فيه جميعنا حقبة كان عنوانها الكبت والبطش والفساد والمتاجرة بالدين والهروب من الوطن الى اصقاع العالم من اجل سُترة الحال.

اليوم ودع السودانيون، عهد البشير ونافع الذي تحدى شعبه يومآ بالقول “الحسو كوعكم” وعلي عثمان الذي هددنا بكتائب ظله، وقوش الذي قال ان قادة الاحتجاجات لن يستطيعوا اخراج الف شخص في مظاهرة، وعدد كبير من قيادات النظام البائد.

نجحنا في تحقيق شعار تسقط بس، واليوم سنرفع شعار تنهض بس، وستتحول جداول المظاهرات من حملات لاسقاط النظام الى حنبنيهو وستتحول المسارات من القصر والقيادة الى المدارس والمشافي والمشاريع لتعميرها، ونحن على قناعة ان شعار حنبنيهو اصعب من تسقط بس.

آن الاوان لنفتخر بوطننا، بشعبنا الابي، بشبابه وكهوله بنساءه اللاتي كانن راس الرمح في الاحتجاجات التي اطاحت بالبشير ونظامه الساقط، كيف لا نحتفل بهم ونمجد ادوارهم وهُن لم يتغيبن يومآ عن مظاهرة، ولم تتاخر الزغرودة يومآ في تمام الساعة “ثورة ونص”.

يجب ان نعتذر للنساء، عن الاتهامات والشتائم التي كانت توجه لهُن من قادة النظام وبعض المواطنين وصغار الجنود “انتو ما عندكم اهل”، الاعتذار يجب ان يكون بمنح النساء حقوقهم الكاملة وتقديمهم في جميع المواقع.

اليوم ودع السودانيون حقبة بدرية سليمان واخواتها اصحاب “الكارينات الخضراء”، وابتدروا حقبة جديدة، واستبدلوا “ترزية الدساتير” بالخبيرة القانونية، استاذة القانون الدستوري بجامعة الخرطوم ابتسام سنهوري، التي لعبت دورا كبيرآ في صياغة الوثيقة الدستورية، وخرجت اليوم لتبشر الشعب وتنوره بملامح هذه الوثيقة بكُل شجاعة وثقة.

اليوم سيودع السودانيون، حقبة استغلال النساء في الحشود المدفوعة الاجر، ونقلهن بحافلات كالقطيع لقاعة الصداقة والساحة الخضراء، لمبايعة الرئيس او غيره.

وبالتأكيد، لن تنهض بلادنا في يومين او سنتين او ثلاث، ولن تحقق الحكومة الانتقالية كل ما نحلم به وما خرجنا من أجله، لكن نستطيع ان نقول لو تم استغلال هذه الفترة بشكل جيد وتخلينا عن بعض امراضنا القديمة، نكون قد بدأنا اولى خطوات التحول الديمقراطي.

السكة طويلة كما يردد طرزان الاغنية السودانية “النور الجيلاني”، لكن مستعدون لنمشيها، نحن الذين مشينا ثلاثون عامآ فوق الغام الانقاذ.

وكما قال صديقي حسام الامين من أدب الشارع أن:
نبارك بعد التسليم ..
ونفرح بعد المحاسبة ..
ونحتفل بعد بناء الوطن ..

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.

error: