ما وراء الخبر
الشيوعى .. يعارض قوى التغيير!
لم يفاجئ الحزب الشيوعي الا نفسه باعلان مقاطعة التفاوض مع المجلس العسكري، و لا أعلانه رفضه للمشاركة في مستويات السلطة الانتقالية، و لا حتى هجومه على الوساطة الافريقية، متهمآالوساطة (لانحرافها عن مسارها وتجاوز تفويضها المتمثل في الاشراف على نقل السلطة للمدنيين )، و لم يزد شيئآ على الاخرين فى التمسك بمطلب لجنة التحقيق المستقلة بإشراف دولي، ذلك أن الشيوعى يرى أن الثورة يجب أن تصل غاياتها حسب التفسير الماركسى للثورات ، و ليس بما يتسق مع التفسير على خلفية الاوضاع السودانية ،وهو ما لم يكن خافيا على أحد..
السكرتير السياسي للحزب محمد مختار الخطيب في مؤتمر صحفي بالمركز العام للحزب أمس الاول، قال (إن المجلس العسكري الانقلابي يمثل امتداداً للنظام البائد، وأوضح أنه قطع الطريق على الانتفاضة، وانتقد الاحتفاظ بعلاقات التبعية للخارج وحماية رموز النظام )، وطالب الخطيب بحل جهاز الامن والمخابرات لا تغيير اسمه، وأكد رفضهم لاستيعاب جهاز الامن ضمن قوات الدعم السريع، كما طالب بحل المليشيات غير النظامية وفق ترتيبات أمنية، واضاف أن قوى النظام البائد ما زالت مهيمنة على أجهزة الدولة بما فيها الانظمة العدلية. واستنكر الخطيب محاكمة الرئيس المخلوع عمر البشير بقانون الثراء الحرام وحيازة النقد الاجنبي، وشدد على ضرورة محاسبته على ارتكاب جرائم حرب وانتهاكات ضد الانسانية منها قتل المتظاهرين السلميين.
ومن جانبه كشف القيادي بالحزب الشيوعي صديق يوسف أن الاتفاق السياسي الذي أعلن الحزب الشيوعي رفضه له، تجاوز الاتفاقات السابقة وقرار الاتحاد الإفريقي باجتماعه رقم 854 وأوضح أنهم قاطعوا التفاوض مع المجلس العسكري لأن أعضائه متهمون بارتكاب جرائم، واستند على ذات السبب في رفضهم لمشاركة أي من أعضاء المجلس العسكري في جميع مستويات السلطة الانتقالية.
وفي السياق طالب عضو اللجنة المركزية د. صالح محمود بتسليم الرئيس المخلوع عمر البشير للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي لتحقيق العدالة في الجرائم المتهم بها والمتمثلة في الجرائم ضد الانسانية والابادات الجماعية وكل الانتهاكات التي تمت خلال الثورة، و كان غريبآ على محمود الحائز على جائزة سخاروف (التى يمنحها البرلمان الأوروبي ) تقديرا لدوره في الدفاع عن حقوق الإنسان وضحايا الحروب الأهلية في البلاد . ان يعلن من خلال المؤتمر الصحفى لحزبه و يقول(نحنا رفعنا سقف التوقعات انو الحكومة تجي مدنية ، وانو التضحيات ما حا تمشي هدر ونجي نحنا نجري عشان المواقع ونخزلم دا ما حا يجي من الحزب الشيوعي والحزب الشيوعي خلاص قرر انو ما حانمشي في هذا النهج و هذا الاتجاه ، ماعدا ذلك في قضية دارفور الان قد تظهر بعض المعلومات انو الحركات المسلحة عايزة محاصصة وغيرا وغيرا ، انا افتكر دي مسألة غير اخلاقية انا بقولا بشجاعة ، يعني لا يمكن حركتين في دارفور ممكن نديهم مقعدين او تلاتة مقاعد في هياكل السلطة الجاية ، السلطة الجاية دي ما بتاعت حركات انا بقولا للحركات السلطة الجاية دي جابوها الجماهير ، هم كان عندهم البندقية انا في راي صحي قلقلو الحكومة لكن مكاسب الثورة دي الثورة المدنية دي جابوها الجماهير ما جابتا الحركات لانو الحركات اذا قامت في مظاهرات في الخرطوم في الفاشر في مدني الطبيعي في كل العالم انو الحركات في الوكت دا يعملو شوية عمليات عشان يخففو الضغط علي المدنين ، خلال شهر اتناشر ما شفنا اي عمليات عسكرية من الحركات عشان يخففو الضغط علي المدنين العزل ، عشان يوزعو مجهود القوات القمعية دي ، المكاسب دي ما حقتم المكاسب دي جابوها الجماهير و الشباب ما يتكلمو لينا بمزايدة ما جابو اي حاجة دخلو الناس في المعسكرت صحي ، قلقلو الحكومة لكن ما جابوا اي حاجة المكاسب دي ما حقتم ما حانسمح ليهم ، وهم ذاتم في النهاية( stake holders) في ملايين الناس في دارفور في ملايين القضايا .. الحركتين دي من قبيلة واحدة زغاوة انا ما داير اتكلم لكن دي الحقيقة ، المشكلة بتاعة دارفور كلها حركتين يقرروها ناس دارفور رافضين الكلام دا ، اي كلام اتوصلو ليهو مع اخرين نحنا ما طرف منو ولا ناس دارفور طرف في القصة دي دا لمعلوميتكم ) ،
لا احد ينكر على الشيوعى موقفه من المجلس العسكرى او التفاوض و نتائجه ، و لكن يعاب عليه حقآ تأخير هذا الموقف لاربعة اشهر ، كان خلالها منخرطآ فى كل فعاليات قوى الحرية و التغيير مع المجلس العسكرى وحضر ممثله كل النشاطات ، بل ان الشيوعى احتج مرة على عدم دعوته لاحدى جلسات التفاوض ، بالرغم من ان التمثيل هو حق لمكون قوى الاجماع مجتمعة ، وهى صاحبة الحق فى التمثيل و لا ينزع هذا الحق اختيارها لعضو الشيوعى ليمثلها ، و لعله كان سببآ مرات عديدة فى تأخير التفاوض( بهدف التجويد ) ، كان غريبآ ان ينطق لسان صالح محمود بهذا الحديث عن الحركات المسلحة و انها من قبيلة الزغاوة ؟ و ان اسهام هذه الحركات كان ضئيلآ ابان الثورة ؟
لقد نصب الشيوعى من نفسه ( الفة ) على كل القوى الوطنية المدنية و العسكرية ،و تحدث بنبرة متعالية لا تتفق مع تقاليد العمل المشترك..لا شك أن موقف الشيوعى يمثل خسارة كبيرة لجهة و حدة قوى الحرية و التغيير ،لما كان يمثله الشيوعى من تاريخ نضالى معزز بتحليل رصين ،هذا الموقف ربما املته تقديرات غير موفقة و لم يخضع لمناقشات عميقة وآمل أن تتم مراجعته..أما معارضة قوى التغيير و البقاء معها فهما نقيضان لا يلتقيان ، بهذا الموقف الشيوعى يعزل نفسه ، فالثورة السودانية لم تنجح فى اقتلاع النظام البائد لاتباعها نظرية الثورة و فلسفتها الماركيسية.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.