* لا زالت الدهشة تطاردني كلما علمت بالإتهامات التي طالت لاعب المريخ، والأخ الصديق سيف تيري وجعلته حبيسًا لدى السلطات لفترة تقارب الشهرين.
* مصدر الدهشة أو التعجّب من الوقائع والاتهامات التي قدمت ضد تيري أنّها لا تشبه الشخص الذي نعرفه إطلاقا.
* تعرّفت على تيري عقب انتقاله إلى المريخ في منتصف العام 2017، وقتها كان لاعبًا مميزًا، وقادم للعب في نادٍ كبير بطموحٍ غير محدود خاصة وأنّه استطاع إثبات ذاته مع نادي الخرطوم الوطني الذي كان بوابته للمنتخب الوطني وقدّم معه سيف الغالي والنفيس في بطولة الشان التي جرت بالمغرب وقتها.
* ارتدى تيري شعار المريخ ومُنذ ذلك الحين توطّدت علاقتي به وظللت بحكم مرافقتي للفريق في الكثير من الرحلات مراقبًا لحركة وتعامل الكثير من اللاعبين وكان سيف واحدًا من الأسماء التي تجيد لغة الصمت وعدم الحديث الكثير، شخصيته مختلفة لا يعرفها إلا من يقترب منه ويحرص على الحديث معه، علاقته طيبة مع الجميع، شخص ودود وإنسان جميل.
* سيف مثله وكثيرين منّا، إنسان في نهاية المطاف قد تكون له أخطاء في حياته الشخصية لكن هذا لا يعني بأيّ حالٍ من الأحوال الانتقام منه؛ يجب أن يطلق سراحه أو يقدّم لمحاكمة عادلة تحسم الجدل حول مستقبله الذي بات مهددًا بكثرة الأقاويل والمطاردات.
* شهادتنا في تيري مجروحة؛ لكنّها صادقة لم نرى في المريخ منه شيئًا يدعو إلى الريبة أو الشك كما أنه لم يكن عدائيًا وكثير الخلافات كما يحاول البعض تصويره، هو مثله وكثيرين منّا قد تكون لديه بعض المشاكل في حياته لكّن هذا لا يعني إعدامه أو كتابة السطر الأخير في مسيرته وتحطيم آماله.
* بالمناسبة أمثال تيري في عالم الكرة والرياضة عمومًا كثيرين، هناك من كان يتناول الكوكايين والآن بات بطلاً ومثالاً في العزيمة والتفاني، وهناك من بدا حياته مشردًا بلا عائلة تحتويه وصار باجتهاده وإثباته لذاته بمثابة قصة تروى عند كل حين.
*نقول ذلك ونهمس في أذن الكثيرين بأننا يجب أن لا نساعد في تحطيم مواهبنا، صحيح أننا في دنيا الكرة والرياضة عمومًا مقصرين ومنظومتنا تتراجع إلى الخلف لكننا نحتاج إلى الاستيقاظ والاستفادة مما يحدث خارج الملعب.
* مصيبة أنديتنا أنها مجرّد فرق للمنافسات، ورياضتنا وبدلاً من أن تساعد في معالجة المشاكل التي يعاني منها المجتمع باتت في الكثير من الأحيان وبالاً عليه، تيري مثله وكثيرين أعرفهم من اللاعبين لا أحد يعرف مشاكلهم الشخصية، ولا أحد يحتويهم وقت الفراغ، نتعامل معهم وكأنهم ماكينات لأداء المباريات فقط دون الاهتمام بما يجري حولهم خارج الملعب ومن هنا تبدأ القضية.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.