باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
Baraka Ins 1135*120

قسم خالد: الخديوي والحرب الاقتصادية ضد الهلال

إلى أن نلتقي

1٬239

الحرب الاقتصادية مصطلح يستخدم لوصف السياسة الاقتصادية التي يتم اتباعها كجزء من عمليات الضغوط وهي تهدف إلى الاستيلاء على عصب الموارد الاقتصادية من أجل الأحكام على الموارد المالية، وهكذا فعل خديوي الهلال وهو يأمر بصرف رواتب مستحقة للاعبين والأجهزة الفنية عن طريق الشيكات، تلك الرواتب المستحقة للاعبين والأجهزة الفنية عن شهري مارس وأبريل، أي قبل أن يقدم الرجل استقالته ويفر بجلده من السودان بمن فيه .

فبراير الماضي، لم يكن هناك لاعباً يشكو من عوز مالي أو راتب لم يصرف له، تلك حقيقة، لكن عندما جاء مارس، وتبعه أبريل لم يصرف لاعبو الهلال وجهازهم الفني استحقاقهم الشهري، إضافة لحافز خمس مباريات أيضاً، ولأن الرجل ترك السودان قبل الهلال هاهو يصرف للاعبين استحقاقاتهم المالية عن طريق الشيكات وهو من العارفين أن الشيكات لا تصرف في البنوك لشح السيولة.

الآن استلم نجوم الهلال رواتبهم عن طريق الشيكات (صاغرين) والخديوي لا يهمه كثيراً أن استلموها أو رفضوها لأنه أعلن استقالته شفاهة، ولم يسلمها حتى الآن لمجلس الإدارة أو أي جهة أخرى حتى يتم اعتمادها وفضَّل الرجل أن يجعل المحللين كل يدلي بدلوه في هذا الأمر .

هل استقال الرجل لأن الفريق خسر أمام النجم الساحلي؟ أن كانت الإجابة بنعم كم مرة خسر الهلال في البطولات الأفريقية ولم يتكرم الرجل بتقديم الاستقالة أو حتى التلويح بها، الغريب في الأمر أن كل هزيمة تلقاها الهلال قبل الثورة كان الرجل يخرج علينا عبر قناته (استقيل لي شنو) أنا قاعد 25 سنة، رئيساً للهلال، لذا من يظن أن الخديوي قدم استقالته الشفهية لخسارة منِّى بها الهلال فهو واهم وغارق في الوهم، الخديوي لم يستقل من منصبه للخسارة، الخديوي استقال لأسباب أخرى لا علاقة للهلال بها، تلك هي الحقيقة التي يجبن الرجل في ذكرها ولن يجرؤ على ذكرها أبداً .

جاءت ثورة الشباب فتغيَّرت ملامح السودان، وبات الجميع يدرك الكيفية التي تدار بها البلد، وهنا مربط الفرس .

مربط الفرس أن كل الأحكام القانونية التي صدرت في حق الرجل بعدم أهليته لإدارة نادي الهلال ستكون حيز التنفيذ، وهو ما يعني أن الرجل سيحمل وقتها لقب
(الرئيس المخلوع) ولن تشفع له جوهرة شيَّدها، ولا قناة تمدحه آنا الليل وأطراف النهار .

الخديوي هو من خرج علينا يوماً مؤكداً أننا لا ندرك (كيف تدار البلد) ظاناً أن حكم من يحيمه سيظل أبد الدهر، ولو كان يدري لما أطلق ذاك التصريح الغريب، ولما أعلن عن ترؤسه للهلال لمدة لا تقل عن (25 سنة) .

كنت أتمنى أن يخاطب الخديوي مجلسه معلناً استقالته رسمياً، لكنه فضَّل التواري خلف الاستقالة (الشفهية) عسى ولعل أن تصفو الأمور بعد فترة ليعود من جديد رئيساً للهلال لكن هيهات .

إن ظن الخديوي أن الهلال بعد سيهبط للدرجة الثانية فهو واهم، وأن ظن أن الهلال لن ينافس في الأبطال فهو واهم، وأن ظن أن خارطة الهلال ستتغيَّر إلى الأسوأ فهو واهم، عندما جاء الخديوي للهلال لم يجده ينافس مع أندية التأهيلي للصعود للممتاز، بل وجد الهلال مرصعاً بثلاثة عشر لقباً في الممتاز، ووجد الهلال زبوناً دائماً لنصف النهائي في الأبطال، ووجده فريقاً مكتملاً استطاع في فترة وجيزة أن يحوله لمسخ مشوَّه .

جاء الخديوي لنادي الديمقراطية فحوَّله لقلعة ديكتاتورية مثَّل فيه الرجل الرئيس والمجلس والجمعية العمومية، أغلق أبواب النادي لمدة زادت عن السنوات الأربع، شرَّد أعضاء النادي، وأحدث شرخاً في نسيجه الاجتماعي، وجعل القرار ثلاثي، تجاهل فيه أعضاء المجلس، حارب أمينه العام، وحارب نائبه، وجعل بقية أعضاء المجلس يلعبون دور الكومبارس بامتياز .

لا أحد من أعضاء المجلس بمقدوره أن يقول كلمة في حضرة الرئيس، كلهم شعارهم (تمام ياريس) أدخل المريخاب في دائرة الكرة، حديثه ينصب كله حول المال، وعن القوة المالية الضاربة، أدخل الهلال في صفقات وانتدابات أقل ما توصف بأنها مضحكة، حدد سقفاً للانتدابات للاعبين الأجانب، نشط في عهده السماسرة، وأصحاب المصالح، باختصار سعى لتحويل الهلال لمملكة خاصة به لكنه فشل، بل هرب تماماً لأنه لا يعلم ماذا تخبئ له الأقدار في الهلال.

أخيراً أخيراً

و.. الأعزاء في الهيئة الاستشارية لنادي الهلال ليس بمقدورهم أن يفعلوا شيئاً مثلهم وبقية أعضاء مجلس الإدارة (لابهشوا لا بنشوا) كل ما يملكونه مناشدات هنا وهناك، وأنا أعلم علم اليقين أن الخديوي أكد لبعضهم عدم عودته للهلال، فكان الأحرى بهم أن يطالبوه بتقديم استقالة مكتوبة حتى يتسنى للسلطات الرياضية أن تختار مجلس تسيير لإدارة شؤون النادي على الأقل حتى نهاية الموسم، لكنهم للأسف ليس بمقدورهم أن يطالبوه بذلك لا أدري هو خوفاً منه، أو خوفاً من الأقلام التي تسانده.

رأيي الشخصي أن الهيئة الاستشارية هي التي أضرت بالهلال وهي التي جعلت الخديوي يتفرعن على الهلال ويظن أن الهلال بدونه لن يسير قيد أنملة، وافقوه على محاربة أمينه العام، وافقوه على محاربة نائبه سعد العمدة، لم يقدموا له النصح والإرشاد، تركوه يفعل بالهلال ما يريد فكان أن طغى الرجل وتكبَّر .

أعتقد أن تكوين الهيئة الاستشارية للخديوي لم يحالفها التوفيق، ولم تستند إلى أي قانون، لأن النظام الأساسي بنادي الهلال تحدث عن (برلمان) وليس هيئة استشارية، كوَّن الخديوي الهيئة الاستشارية له خوفاً وهروباً من القانون، لأن النظام الأساسي لنادي الهلال يتحدث عن برلمان هلالي، وعضوية البرلمان الهلالي منصوص عليها وتشرح من هو عضو البرلمان، وتشمل عضوية برلمان الهلال كل من تولى الرئاسة أو الأمانة العامة، أو أمانة المال، والرجل بالطبع لا يمكن أن يوافق على هذا لأنه لو وافق سيجد نفسه محاصراً بجهابذة العمل الإداري في هذا النادي الكبير وقتها لن يستطيع أن يفعل بالهلال كما فعل .

أخيراً جداً

الآن الهلال بلا رئيس تلك هي الحقيقة، والرئيس رافض مبدأ أن يقدم استقالته مكتوبة، انتظاراً لما تسفر عنه الأيام المقبلة على المستوى السياسي، والهيئة الاستشارية تجتمع لتنفض، ثم تجتمع لتنفض دون الوصول لأي حل يجنب الهلال الفراغ الإداري الذي يعيش فيه هذه الأيام .

نريد موقفاً حاسماً وحازماً من أعضاء الهيئة تجاه الخديوي لأن الهلال الكبير لا يمكن أن يتحكم فيه رجل غير مؤهل قانوناً لإدارته .

أو … اذهبوا فأنتم الطلقاء

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.

error: