باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
Baraka Ins 1135*120

مأمون أبو شيبة: الصراع بين الإسلام والعلمانية (2)

قلم في الساحة

986

* سقوط نظام المؤتمر الوطني أو نظام (الكيزان) والتحولات السياسية التي حدثت في السودان.. وضعت البلاد أمام مفترق طرق حول مستقبل الوطن أو نظام الحكم القادم..

* وقبل تحديد مستقبل الحكم في السودان لاحت بوادر صراع بين الإسلام والعلمانية.. وهذا الصراع له تاريخ طويل في الدول العربية والإسلامية امتد لأكثر من قرن من الزمان.. وقد مات الملايين من البشر في خضم هذا الصراع الأزلي.

* هناك مفهوم خاطئ لدي الناس في السودان خاصة الشباب.. حيث يعتقدون إن (الكيزان) هم الإسلاميون مما يولد شعور مضاد لكل من يوصف بأنه إسلامي أو شعور مضاد حتى للإسلام نفسه!!

* المواطن الإسلامي أو الشخص المسلم الحادب على دينه (مثلي ومثلك) من الخطل وصفه بمصطلح (كوز).. فالكيزان حسب العرف، هم فئة من الناس استغلوا الدين، أو تعاطف المسلمين مع الدين، ليصلوا إلى السلطة ومن ثم استغلال السلطة لممارسة الفساد للاغتناء وكنز الأموال بصورة فاحشة وجشعة فتسببوا في دمار اقتصاد البلد وتجويع الشعب الذي لم يحتمل ليصل إلى درجة الانفجار والثورة..

* التيار الإسلامي المناهض للعلمانية الذي بدأ التحرك لا علاقة له بالكيزان ولكن من غير المستبعد أن يندس الكيزان اللئام وسط هذا التيار.. (على طريقة المنافقين في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم)..

* وحتى لا يختلط الأمر على شباب الثورة وتحدث الفتن والصراعات بسبب المفاهيم الخاطئة فتسود الفوضى التي تقود إلى ما لا يحمد عقباه ونعني الصراعات الدموية.. لابد من تثقيف الشباب ليعرفوا جذور وتاريخ الصراع بين الاسلام والعلمانية في الدول الإسلامية والعربية والممتد لأكثر من قرن من الزمان..

* أمس قدمنا تعريفاً لمصطلح (العلمانية) وفذلكة تاريخية عن العلمانية.. ونواصل هنا سرد تاريخ الصراع بين الإسلام والعلمانية:

* عندما أنشئ الحكم الاستعماري في دول الشرق الأوسط، بدأت عملية العلمنة تتوسع في دول المسلمين. وبالتالي جاء الاستعمار الأوروبي الذي ساد المنطقة بالفكر العلماني وساد هذا الاستعمار الأوروبي طبقا لعملياته وإجراءاته الخاصة. “كان ينظر إلى الحداثة على أنها جزء من التراث الذي تركه الاستعمار الأوروبي الذي ترتكبه النخبة ذات الأصول الغربية التي فرضت وعززت عمليات التغريب والعلمنة”.

* حلت القوى الاستعمارية في كثير من الحالات محل المؤسسات السياسية والمؤسسات الاجتماعية والمؤسسات الاقتصادية والمؤسسات القانونية والمؤسسات التعليمية للسكان الأصليين. على سبيل المثال، في العديد من البلدان المستعمرة السابقة في الشرق الأوسط تم تغيير “الكُتاب” أو “المدارس الدينية” (المدارس القرآنية أو الإنجيلية) إلى مدارس تشبه تلك الموجودة في الغرب. الحكومة الاستعمارية الفرنسية غيرت نظام التعليم إلى النموذج العلماني (كما كان حال نظام التعليم في فرنسا) في حكومات الوصاية في المغرب العربي.

* وبطبيعة الحال، كانت لهذه التغييرات عدة عواقب بعيدة المدى من الناحية الاجتماعية خاصة على النساء ووضعت هذه التغييرات الأساس للحركة العربية العلمانية التي تفصل رجال الدين عن شؤون الحكومة، والتعليم والقانون والعدل.

* نتيجة لذلك، “أصبح مفهوم الملك العام والسياسية والعلوم الاجتماعية من خلال منظوره الدينى منظوراً هامشياً واستعيض عنه بمنظور جديد مبني على التحديث والزمانية والأيديولوجيات والأخلاق والتطور والسياسية العلمانية”.

* نظراً لتراجع الشيوعية وراعيها الرئيسي الاتحاد السوفياتي، فمن السهل التقليل من دور النفوذ الشيوعي في منطقة الشرق الأوسط في التاريخ الحديث.

* تم فتح مفوضية الشؤون الإسلامية في عام 1918 برعاية الاتحاد السوفياتي، الذي عارض بشدة القوى الاستعمارية في الشرق الأوسط وحكومات الوصاية الأجنبية. وهذا لا يعني أن الفكر الشيوعي لم يكن موجوداً في الشرق الأوسط قبل هذه النقطة، إلا أنه كان من شأن هذا النفوذ الشيوعي (برعاية الاتحاد السوفياتي) توسيع نفوذ الشيوعيين في الشرق الأوسط على عكس الحركات السياسية المنظمة غير الشيوعية.

* تم تشكيل الأحزاب الشيوعية الأولى في الشرق الأوسط في 1920s وبدأت تلعب دوراً رئيسياً في النضال ضد الاستعمار، والترويج لروح الشعب فيما يتعلق بحقوق العمال. وقد لعبت دوراً هاماً في القتال ضد الفاشيين خلال الحرب العالمية الثانية وشاركت في الحركة الدولية للسلام.

* ورغم أن الحركة الشيوعية كانت في كثير من الأحيان من المؤيدين البارزين للقومية العربية، كانت هذه العلاقات الدولية بين الدول ذات الميول الشيوعية التي سمحت لها أن تكون مثل هذه القوة العظمى، كانت هذه العلاقات تستخدم أيضا من قبل الأنظمة المعارضة وإلى حدما من قبل أطراف ثالثة خلال الحرب الباردة.

* وخير مثال على هذا هو الحزب الشيوعي العراقي الذي كان مضطهداً من قبل صدام حسين، ومن الإسلاميين لسياساته العلمانية ومن قبل الولايات المتحدة خلال فترة الحرب الباردة. (نواصل إن شاء الله).

 

زمن إضافي

* كنت واثقاً من براءة الدكتور جمال الوالي لأنه رجل أعمال عادي وليس بكوز يستغل الدين للوصول إلى السلطة لنهب أموال الشعب السوداني.. كما أنه ليس بالدستوري ولا يصدر الأوامر تجاه الشعب السوداني.

* جمال كون نفسه كرجل أعمال من خلال شراكته لعديله الأرباب صلاح إدريس قبل أن يستغل بأعماله.. وهو ليس بفاحش الثراء وليس ممن يكنزون الذهب والفضة.. بل عرفه المجتمع السوداني كرجل بر واحسان.. ويكفي الاستفتاء الذي وجده أمس في منطقة فداسي بخروج عشرات الآلاف من الرجال والنساء والشيب والشباب فرحاً واحتفاءً ببراءته.. بجانب توافد المئات على داره بالخرطوم على مدى يومين.

* جمال الوالي الذي اضطر لتصفية شركة أفراس للنقل بسبب ضريبة الثلاثة مليارات لا يمكن أن يكون مستفيداً من الحكومة.. لان المستفيدين الذين اغتنوا بأموال الحكومة أصلاً لا تأتيهم ضرائب باهظة ومبالغ فيها.. وقد كانت تلك الواقعة أقوى دليل على أن الوالي بعيد عن أموال الحكومة.. أما الدعم لنادي المريخ من الحكومة كان يذهب للنادي مباشرة وليس لجيب الوالي رئيس النادي.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.

error: