باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
Baraka Ins 1135*120

مأمون أبو شيبة: الصراع بين الإسلام والعلمانية (1)

قلم في الساحة

894

* سقوط نظام المؤتمر الوطني أو نظام (الكيزان) والتحولات السياسية التي حدثت في السودان.. وضعت البلاد أمام مفترق طرق حول مستقبل الوطن أو نظام الحكم القادم..

* بالعودة لنقطة الصفر والوقوف أمام مفترق الطرق حول مستقبل الحكم في السودان لاحت بوادر صراع بين الإسلام والعلمانية.. وهذا الصراع له تاريخ طويل في الدول العربية والإسلامية امتد لأكثر من قرن من الزمان.. وقد مات الملايين من البشر بسبب هذا الصراع الأزلي.

* هناك مفهوم خاطئ لدي الناس في السودان خاصة الشباب.. حيث يعتقدون إن (الكيزان) هم الإسلاميون مما يولد شعور مضاد لكل من يوصف بأنه إسلامي أو شعور مضاد حتى للإسلام نفسه!!

* المواطن الإسلامي أو الشخص المسلم الحادب على دينه (مثلي ومثلك) من الخطل وصفه بمصطلح (كوز).. فالكيزان حسب العرف، هم فئة من الناس استغلوا الدين، أو تعاطف المسلمين مع الدين، ليصلوا إلى السلطة ومن ثم استغلال السلطة لممارسة الفساد للاغتناء وكنز الأموال بصورة فاحشة وجشعة فتسببوا في دمار اقتصاد البلد وتجويع الشعب الذي لم يحتمل ليصل إلى درجة الانفجار والثورة..

* التيار الإسلامي المناهض للعلمانية الذي بدأ التحرك لا علاقة له بالكيزان ولكن من غير المستبعد أن يندس الكيزان اللئام وسط هذا التيار.. (على طريقة المنافقين في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم).. وحتى لا يختلط الأمر على شباب الثورة وتحدث الفتن والصراعات بسبب المفاهيم الخاطئة فتسود الفوضى التي تقود إلى ما لا يحمد عقباه ونعني الصراعات الدموية.. لابد من تثقيف الشباب ليعرفوا جذور وتاريخ الصراع بين الاسلام والعلمانية في الدول الإسلامية والعربية والممتد لأكثر من قرن من الزمان..

* تاريخ الصراع الإيدولوجي موثق في الكثير من الكتب السياسية، وأصبح متاحاً اليوم عبر المواقع المعلوماتية..

 

* العلمانية في الشرق الأوسط تشير إلى اتجاه إيديولوجي مقابل للتيار الثيوقراطي (الديني). وغالباً ما يستخدم لوصف فصل الدين عن الدولة، وإلغاء ولاية رجال الدين. ألهمت فكرة العلمانية الكثير من العلماء المسلمين، إلا أنها اكتسبت دلالات سلبية في بعض بلدان الشرق الأوسط، على أنها مناهضة للدين لاسيماً إنها جاءت مع التدخل الاستعماري.

* المقابل اللغوي العربي لكلمة Secularism الإنجليزية يترجم حرفياً “دنيوية”، وكان يستعمل هذا المصطلح كمصطلح لوصف العامة من غير رجال الدين قبل أن يتّخذ دلالة سياسية، وقد يظن البعض أن المصطلح في اللغة العربية لمعنى الكلمة هو العلمانية وهي مشتقة من كلمة العالم أو العلم، وهو المصطلح الذي يستخدمه بعض الكتاب لتجنب الارتباك، في حين يفضل البعض الآخر مصطلح الدنيوية على النقيض من “الدينية” و مصطلح العلمانية هي ترجمة غير دقيقة، وغير صائبة لكلمة علمانية في الإنجليزية، أو Secularite أو Lauque بالفرنسية، وهذه الكلمة حسب أصلها في الاتينية لا علاقة لها بلفظ العلم ومشتقاته، على الإطلاق. فلفظة العلم في الإنجليزية والفرنسية، يعبر عنها بكلمة علم، وأما المذهب العلمي، فيطلق عليه كلمة علموية، والنسبة إلى العلم هي لينكس علمي أو عالم (مهنة) في الفرنسية.

* التكوين اللغوي للفظة العلمانية فهو من خلال إضافة ياء النسب إلى مادة العلم وإضافة ألف ونون زائدتين وذلك غير قياسي في اللغة العربية بل سماعياً كما في نسبة رباني إلى رب، ثم شاع ذلك أخيراً في كلام المتأخرين، كقولهم: روحاني، نفساني، ونوراني، واستعملها المحدثون في عبارات، مثل: عقلاني وشخصاني، ومثلها علماني. وأما الترجمة الدقيقة لكلمة العلمانية فهي اللادينية أو الدنيوية، فهي لا تقتصر على معنى يقابل الأخروية فحسب، بل بمعنى أخص، وهو ما لا صلة له بالدين أو ما كانت علاقته بالدين علاقة تضاد، وقد حصل ذلك اللبس في الترجمة بسبب إعتماد المترجمين المنطلق المسيحي الغربي الذي يعتبر العلم في مقابل الدين وكونهما مفهومان متغايران متضادان لايمكن الجمع بينهما، فالعلم والعقل، يقعان في مقابل الدين ، والعلمانية والعقلانية، في الصف المضاد للدين.

* كان البعثيون وغير المسلمين العرب والليبراليون من أوائل المؤيدين للمبادئ العلمانية في بلدان الشرق الأوسط وهم الذين سعوا لإيجاد حل لمجتمع متعدد الطوائف والسكان، والأخذ بيد المجتمع نحو التطور والحداثة.

* والحال أن مصطلح علمانية اكتسب دلالة سيئة في العالم الإسلامي بعد إقامة النظام السياسي العلماني في تركيا في عام 1924 على يد مصطفى كمال أتاتورك. (نواصل إن شاء الله).

 

زمن إضافي

* بدأت الأمور تتعقد بشأن ما بعد الثورة.. بإصرار إعلان الحرية والتغيير على تنفيذ كل مطالبه وعلى رأسها إزاحة المجلس العسكري أو تهميشه..

* الجيش هو الذي أسقط أخطر وأقوى وأطول نظام في تاريخ السودان.. والجيش هو الذي أنجح الثورة وعمل على حماية الثوار..

* استمرارية المجلس العسكري لفترة انتقالية لمدة عامين أو أقل.. شيء طبيعي ومنطقي فالثورة ليست آمنة بعد ولا زالت تحتاج للحماية.. وما قاله الصادق المهدي عن احتمال حدوث انقلاب جديد غير مستبعد خاصة إذا استشرت الفوضى..

* يمكن أن يستمر المجلس العسكري كمجلس سيادي بعد إضافة اثنين من المدنيين.. ثم يتم تكوين حكومة انتقالية مدنية خالصة إلا من وزير الدفاع ووزير الداخلية لمدة عامين قبل اجراء الانتخابات العامة.. ويستحسن تكوين الحكومة من التكنوقراط غير الحزبيين تجنباً للصراع بين الأحزاب وحدوث فوضى عارمة.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.

error: