استطاع الشعب السوداني بقوة وحدته وسلميته الرائعة إزالة حكم عسكري ايدولوجي استمر مدة ثلاثين سنة ، كان يحمي نفسه خلالها بالاجهزة القمعية والمليشيات الشعبية ..
فبعد قرابة الأربعة أشهر من الاحتجاجات اليومية المستمرة من شابات وشبان السودان، ومطالبتهم باسقاط النظام ، الذي قابلهم بالضرب والقتل والاعتقال ، وسفط من بينهم الكثير من الشهداء لم يفلحوا في مسعاهم في ٱسقاط النظام الا بعد اعتصامهم بقيادة الجيش ثم بمساندة الشعب لهم ..
وقد تمت ازالة النظام بسلاسة فائقة في مشهد فريد ..واعلن الجيش اقتلاع النظام واستلامه السلطة .. واكد انه مع تحقيق مطالب الشعب.
طلب من تجمع المهنيين الذي كان يقود الحراك أضافة قوى الحرية والتغيير باعتبارهم ممثلين للشعب تشكيل حكومة مدنية تعمل مع المجلس العسكري لتنفيذ مطالب الشعب .. ذلك بأن مطالب الشعب تنفذها حكومة الشعب لا المجلس العسكري .. وقد التزم المجلس العسكري امام العالم بوقوفه مع الشعب ..
والمعركة كانت أصلا بين الشعب وبين جهاز الأمن والمليشيات التي تحمي النظام ولم تكن بينه وبين الجيش. وعند لجوء الشعب الى الجيش رجحت كفتهما على كفة اجهزة امن النظام وانتصر الشعب والجيش معا ..
والآن وبعد تشكيل المجلس العسكري الانتقالي فأن الخطوة الأولى هي حفظ مكتسبات الثورة التي تحققت وذلك بالاتفاق على دستور الفترة الانتقالية ثم تشكيل الحكومة المدنية لتشارك الجيش في السلطة .. ثم اذاعة بيان الثورة الأول على الشعب وعلى كل العالم … فالشعب السوداني الآن يتطلع ليستمع عبر وسائل الاعلام العالمية الى هذا البيان من رئيس وزراء حكومته الجديدة .. الشعب يريد اعتراف العالم بثورته ويريد ان يحتفل بنعمة الحرية والأمن ويريد الشباب ان يبدأوا في بناء وطنهم ..
هذه الخطوة تعتمد الآن على تسمية رئيس الوزراء من قبل تجمع المهنيين وقوى الحرية والتغيير ومن ثم اعلان نجاح المرحلة الاولى من الثورة وتثبيت مكاسبها وهي مرحلة استلام السلطة التنفيذية.. ويمكن هنا تسمية رئيس الوزراء ثم اعلان تشكيل الحكومة خلال مدة اقصاها شهر واحد مثلا بعد التفاكر والتشاور مع القوى المهنية والمدنية والسياسية ..
تلي بعد ذاك مرحلة النظر من الداخل الى اوضاع البلاد في بيئة آمنة حيث يوفر المجلس العسكري الحماية للمواطنين ومتابعة الملفات الأمنية في الداخل والخارج …
الخطوة التي تلي ذلك استلام الملفات المختلفة ومعرفة كافة التفاصيل من داخل السلطة وليس من خارجها .. ومن ثم ممارسة الحكومة سلطتها التنفيذية في اعادة هيكلة مؤسسات الدولة ومراجعتها ماليا ووظيفيا .. وكذلك فتح البلاغات بما يتوفر لها من معلومات وطلب توقيف قيادات النظام السابق حسب مقتضى القانون .. كذلك يمكن للحكومة بالتعاون مع المجلس العسكري الانتقالي متابعة ملف تفكيك المليشيات وعزلها وتفكيك ألاجهزة القمعية للنظام ومؤسساته وفق دراسات تضمن سلامة الوطن والمواطن ..
كذلك تبدا الحكومة الوليدة في تسيير العمل بالبلاد اضافة الى دراسة الملفات المختلفة من اقتصاد وزراعة وصحة وتعليم وغيرها وتكوين اللجان المتخصصة مثل اللجنة القانونية واللجنة الاقتصادية ولجنة التعليم ولجنة الصحة ولجنة التدريب … الخ ..
كذلك على الحكومة اجراء ترتيبات تكوين الاحزاب السياسية والمنظمات المجتمعية والدينية وفتح وسائل الاعلام الحكومية للحوار الحر لنشر الوعي بين المواطنين بحقوقهم وواجباتهم الدستورية .
ثم ان عليها الترتيب للانتخابات في نهاية الفترة الانتقالية حيث تؤول السيادة من المجلس العسكري الى مجلس مدني بتمثيل للجيش والشرطة ويتولى عندئذ الجيش وزارة الدفاع وتتولى الشرطة وزارة الداخلية ..
يجب على الحكومة تنوير الشعب كل شهر بمدى التقدم في تسيير امور البلاد ومتابعة الملفات المختلفة وكلما جد امر يستدعي ذاك ..
بالطبع ستكون هناك الكثير من المسائل العالقة التي يمكن معالجتها بواسطة الحكومة الانتقالية ولكن بعن اعلان نجاح الثورة .. فكل شيء يمكن إرجاؤه الا اعلان انتصار الثورة بأذاعة البيان الأول ..
ولظروف البلاد الاستثنائية
التي نعيشها الآن حيث الاولوية للملف الأمني في داخل السودان وخارجه تكون السيادة للمجلس العسكري الانتقالي .. وبعد فترة العامين تكون السيادة لمجلس مدني حسب ما ورد سابقا..
هناك شكوك كثيرة تدور حول قادة الجيش وهناك من يريد محاسبتهم على نواياهم وهي هواجس وشكوك قد لا تكون صحيحة كما انها لا تفيد الثورة في شيء .. فموقفهم في ازاحة نظام الانقاذ يكفي لان نحتفي بمساهمتهم في نجاح الثورة .. والفرصة الآن امام الشعب ليقطع الشك باليقين وذلك باستلامه السلطة وممارسة صلاحياته عبر حكومته المدنية.. وليس هناك ما يوجب الخوف فالحكومة المدنية سندها الشعب .. والجيش اعلن وقوفه مع الشعب وقد فعل ما فعل من اقتلاع النظام من اجل حماية الشعب . كما ان لنا لسندا في اعتراف العالم بالثورة السودانية…
والشعب لم يكن ليسنطيع ازالة نظام الانقاذ الا بواسطة الجيش .. وما كان له ان يعيش في أمن الآن .. فعلينا ان نحمد له ذاك ونتذكر هتافنا في ميدان الاعتصام (جيش واحد .. شعب واحد)
ثم ان علينا ان ننتقل سريعا من سطوة حماسة الثورة الى قوة الفكر وسيادة حكم القانون ..
فالحماسة والهتافات لن تفيدنا شيئا بعد الآن وانما تقودنا دون ان نشعر الى الفوضى وأخذ القانون في اليد وضياع مكتسبات الثورة … فنحن الآن على اعتاب مرحلة جديدة تحتاج الى الفكر الدقيق والعمل الدؤوب والكثير من الصبر والسهر والتعاون بين كافة قطاعات الشعب ..
وكذلك تحتاج هذه المرحلة الى المحاسبة والمراقبة من الشعب للحكومة الوليدة ومساعدتها بالتقويم والنقد وتنفيذ القانون لنتجاوز مرحلة مؤلمة من تاريخ السودان الحديث خلفت وراءها الكثير من الأحزان ..
نسال الله اللطف وسبق العناية بشعب السودان وبثورته السلمية الفريدة التي جعلته معلم الشعوب.
عاجل
- رئيس مجلس النواب الأميركي يعلن فوز ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركية
- الجيش يبسط سيطرته على الدندر
- استشهاد قائد منطقة البطانة العميد أحمد شاع الدين
- البرهان يتفقد المواطنيين بمدينة أمدرمان
- طيران الجيش يقصف مواقع تجمعات قوات الدعم السريع شرق الفاشر
- السودان.. إسقاط مسيرات في مدينة كوستي
- السودان.. حرق برج الاتصالات في الخرطوم
- حميدتي يقيل مستشاره يوسف عزّت
- الجيش يصدّ هجومًا للدعم السريع على مدينة سنار
- السودان..إسقاط مسيرات في كوستي
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.