باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
1135*120   Last

“السيولة” تصل عقود محترفي الدوري السوداني

انخفاض كبير في الأجور والتعاقدات

2٬749

الخرطوم: باج نيوز

كان لافتاً خلال فترة التسجيلات الماضية، حدوث بعض المفارقات فيما يتعلق بانتدابات اللاعبين الأجانب، حيث انخفضت القيمة التعاقدية إلي جانب عزوف عدد كبير من الأندية عن المشاركة في – سوق الانتقالات – الصيفية الماضية.. عدد من الخبراء يرون أن جُملة أسباب اجتمعت لتلعب دوراً مهماً في ذلكم التراجع الذي حدث، وقاد لعزوف الأندية عن المشاركة في عملية انتداب المحترفين.

(15) مليون دولار دفعها المريخ

لا يجد أيّ مُراقب؛ كبير عناء في ملاحظة أن الكرة السودانية شهدت تراجعاً ملحوظاً في ما يلي استقدام اللاعبين الاجانب خلال الفترة الاخيرة نظراً لأسبابٍ يرى بعض الخبراء انها موضوعية قياساً بواقع الحال.

وبلغة الأرقام نجد أن نادي المريخ يعتبر صاحب العدد الأكبر من حيث التعاقد مع المحترفين الأجانب، وقد مثَّلت بعض الصفقات التي قام بها المريخ علي مستوي اللاعبين الأجانب تحولاً حقيقياً في عالم الاحتراف بالكرة السودانية، حيث تعاقد المريخ مع أكثر من 53 لاعباً محترفاً علي مدار الأربعة عشر عاماً الماضية.

وبحسب مصدر موثوق ودقيق فان التكلفة المالية لصفقات اللاعبين الأجانب الذين تعاقد معهم الأحمر خلال الأعوام الماضية وصلت الي مبلغ فلكي وهو ما يقارب الـ15 مليون و100 ألف دولار أمريكي.

وفاقت تعاقدات القمة مع اللاعبين المحترفين كل التوقعات من حيث العددية، فعلى سبيل المثال وصل عدد الأجانب في نادي المريخ خلال موسم واحد هو 2015 م “6” لاعبين هم الحارس جمال سالم، كواسي مارسيال، ديديه ليبري، المصري أيمن سعيد، جابسون، وأوغستين أوكرا.

وفي ذات الاتجاه مضى الند التقليدي الهلال حيث سجل هو الأخر عدد من اللاعبين الأجانب كان ابرزهم الحارس الكاميروني آنذاك ماكسيم.

وارغو .. الحضري واتوبونج الأغلى

للتاكيد علي التراجع الكبير الذي اصاب الاندية السودانية وبالاخص ناديي الهلال والمريخ في الصرف المالي كان لزاماً علينا القيام بعملية بحث، وتقصي للحقائق من بعض الشخصيات المقربة من مراكز القرار سواء في الفترة السابقة، او الحالية والخروج منها ببعض الارقام المالية للصفقات التي ابرمت ومقارنتها بما يجرئ حاليا والوصول لنتيجة بعد ذلك.

ومن المفارقات التي قد تبدو غريبة في عالم تسويق كرة القدم هو ان القيمة التعاقدية للاعبين الاجانب القادمين للسودان اصابها – هبوط – غير ناعم وبدأ واضحاً من – الارقام – التي سنكشف عنها لاحقاً ان هناك العديد من المشاكل المالية التي تواجه الأندية القمة والتي كانت سبباً في الفارق المالي الكبير بين اللاعبين الاجانب الذين قدموا خلال السنوات الماضية، والاسماء الموجودة حالياً.

ويحتفظ صانع الالعاب النيجيري الشهير وارغو، لاعب المريخ السابق بمقعد – الصفقة الأغلى – في تاريخ الكرة السودانية.

وتعاقد المريخ مع صانع العاب انيمبا النيجري آنذاك في العام “2008” بمبلغ مالي وصل الي 3 مليون دولار في صفقة أثارت جدلاً واسعاً داخل وخارج الوسط الرياضي وكانت حديث الناس وقتها لا سيما في ظل المنافسة التي دخل فيها الأحمر وقتها مع أندية من العيار الثقيل أبرزهم النادي الاهلي المصري وقتها.. أما المرتبة الثانية من حيث الصفقات (الدولارية) الأعلى فجلس فيها مناصفة كل من الحارس المصري عصام الحضري الذي تعاقد معه الأحمر بمبلغ وقدره مليون دولار في نهاية العام “2010”. ومعه المهاجم الكاميروني ولاعب نادي الاتحاد السكندري وقتها، اتوبونج والذي سجَّله الهلال ابان فترة الرئيس الأسبق الأمين البرير في العام “2011”، بمبلغ مالي وصل مليون دولار واثارت الصفقة الكثير من الاحاديث خاصة وان اللاعب لم يقدم المستوي الفني المأمول وغادر سريعاً.

برازيليون في السودان

يمثل الظهير الأيسر السابق بالمريخ البرازيلي – ليما – من اغلي المحترفين البرازيليين الذين لعبوا بالسودان، وكان المريخ قد تعاقد معه عام 2012 بمبلغ 600 ألف دولار وقتها، وتبدو الفوارق كبيرة بين الظهير ليما الذي حل مشكلة الرواق الأيسر في المريخ آنذاك وبين زملائه الآخرين الذين لعبوا في الأحمر بأوقاتٍ متفاوتة.

وسبق للمريخ أن تعاقد مع لاعب الوسط البرازيلي باولينو بمبلغ 300 ألف دولار بينما جاء مواطنه نيتو في بدايات الألفية الجديدة بمبلغ لا يتجاوز 200 ألف دولار وكذلك مواطنه ساندرا آنذاك.

أما في أروقة نادي الموردة الخرطوم فقد تعاقد خلال الأعوام الماضية مع الثنائي البرازيليين جيان وسيرجيو وبحسب مصادر فان الصفقة لم تكلف الكثير من المال ولم تتجاوز الـ 100 ألف دولار وقتها.

وكان الهلال قد بادر أيضاً بالتعاقد مع عدد من الأسماء البرازيلية بيد أن أشهرهم علي الإطلاق هو لاعب الوسط المهاجم روبيرو الذي ارتدي شعار الأزرق في العام 2005 وقتها وقدم مستويات فنية متميزة بخلاف مواطنه ايمرسون الذي فشل في تقديم الإضافة المطلوبة ولم تتجاوز صفقة التعاقد مع روبيرو الـ 150 ألف دولار وقتذاك.

المريخ عاد في العام الماضي بمفاجأة لم تكن في الحسبان حيث أبرم عقداً منتصف العام الماضي مع الثنائي البرازيلي، ماركوس ومواطنه فينتورا وكانت المفارقة في أن مقدم عقد اللاعبين لم يتجاوز خمسة ألف دولار كما أن راتبهم بحسب العقد ألف دولار وهو ما يؤكد الهبوط غير الناعم في أسعار التعاقدات.

تدني مريع في صفقات الأفارقة

يعتبر مهاجم الهلال الأسبق، ولاعب المريخ السابق المالي الأصل، محمد تراوري من أكثر اللاعبين الأفارقة الذين جنوا أموالاً طائلة خلال فترة لعبهم بالسودان.

ومثل انتقال تراوري إلى المريخ نقطة تحول كبيرة في مسيرته الاحترافية، وتعاقد لأحمر مع اللاعب بمبلغ مالي كبير يقارب الـ800 ألف دولار.

و بحسب العقد المبرم بين اللاعب ونادي المريخ خلال وقتٍ سابق فان الأخير كان يمنح تراوري مقدم عقد 100 ألف دولار ومرتب شهري 10 ألف دولار وهو ما وضعه في اعلي ترتيب اللاعبين الأفارقة من حيث الأجور بالسودان .

ودخل اللاعب في مشاكل كبيرة مع نادي المريخ أجبرت الأخير علي الدفع بشكوى ضده في الاتحاد السوداني لكرة القدم، ومنها إلى فيفا.

ويجلس في المرتبة الثانية من حيث جني الأموال الطائلة من الكرة السودانية مهاجم الهلال والمريخ السابق كلتشي الذي تعاقد معه الهلال مطلع الألفية الجديدة، قبل أن يعود ويخطفه المريخ في صفقة انتقال حر كلفت خزينة النادي ما يقارب 300 ألف دولار يومذاك.

ولعب كلتشي للمريخ علي فترتين وجني الكثير من الأموال كما تعاقد مع نادي الأهلي شندي بعد ذلك ونال أموالاً من راعي النادي صلاح إدريس.

ومن الأسماء التي نالت مقابلاً مالياً كبيراً مهاجم المريخ الزامبي ساكواها الذي جلبه النادي بمبلغ 300 ألف دولار.

ولم تكن صفقة المدافع المونديالي جين ابالو آنذاك سهلة علي المريخ حيث تعاقد معه الأخير بمقابل مالي يصل إلى 220 ألف دولار.

وعطفاً علي ما سبق وبالرغم من ذهاب تراوري من المريخ قبل فترة ليست بالقصيرة لكن لم يتمكن أي لاعب إفريقي من إزاحته من الترتيب الأول الذي يجلس عليه على سدة الأجور.

وللتأكيد علي هبوط القيمة التعاقدية للاعبين الأجانب وبالأخص الأفارقة في الكرة السودانية. وعلي الرغم من المقابل المالي المذكور سلفاً إلا أن ذات النادي “المريخ” مثلاً تعاقد خلال العام الماضي مع بعض اللاعبين وفق قيمة مالية متدنية للغاية حيث تعاقد الأحمر مع المهاجم السيراليوني فوفانا بمقدم عقد 10 ألف دولار بينما بلغ راتبه 4 ألف دولار.

وتعاقد الأحمر نفسه مع اللاعب التوغولي كوكو، بمبلغ وقدره 5 ألف دولار بينما لم يتجاوز راتبه الشهري ألفي دولار.

واحضر المريخ لاعبه النيجري عبد المجيد سومانا بمبلغ وقدره 5 ألف دولار وراتب شهري لا يتجاوز الألفي دولار .. وسار علي الدرب نفسه في تعاقدات الصيف الماضية واتفق مع مواطنه ماماني بمبلغ وقدره 5 ألف وراتب شهري ألف دولار ..

النيجيريون .. أسعار متفاوتة

يوصف المحترفين النيجيرين بأنهم الأكثر مجيئاً إلى الدوري السوداني، وبحسب المصادر المقربة من مفاوضات الأندية مع الأجانب فان الأسماء النيجيرية لا تتوقف كثيراً في التفاوض المالي علي الرغم من تعنت بعضها وتمسكها بحقوقها في الكثير من الأحيان.

ويعتبر لاعب الوسط وارغو، صاحب القيمة الاعلي بين اقرانه حيث حضر الي السودان بمبلغ وقدره 3 مليون دولار.

وارتدي قرابة 11 لاعباً نيجيرياً شعار نادي المريخ، وتعاقد الأحمر مع المهاجم الراحل ايداهور بمبلغ وقدره 300 ألف دولار بينما نال المدافع النيجيري مالك اسحاق 100 ألف دولار وكذلك الحارس شيكوزي وقتها 100 ألف دولار، وشيكورا 100 ألف دولار.

وارتدي لاعب الوسط جابسون سالمون شعار المريخ في العام 2015 مقابل 200 ألف دولار، وكذلك لاعب الوسط اوجو 100 ألف دولار بينما نال المدافع النيجيري محمد سيلا 100 ألف دولار كذلك.

وكيل أجنبي يشرح الحاصل

ويقول وكيل اللاعبين الموريتاني عبد الحي أدومو ان الكرة السودانية شهدت تراجعاً من حيث التعاقد مع اللاعبين المحترفين مشيراً الي انه وبحسب الإحصائيات الموجودة فان الأرقام كانت كبيرة خلال السنوات الماضية، مشيراً إلي أن هناك بعض الأسباب التي أدت إلى عزوف الأندية عن التعاقد مع اللاعبين الأجانب، أهمها الارتفاع الكبير جدا لسعر الدولار، ثم تمثَّلت الطامة الكبرى في أزمة السيولة التي جعلت حتى تسجيل اللاعبين المحليين أمراً عسيراً.

ويؤكد الوكيل الموريتاني انه درج علي التعامل مع نادي المريخ بصورة مباشرة خلال فترة الانتدابات الماضية وقدم له بعض اللاعبين أبرزهم – سومانا – ومواطنه – ماماني – أيضاً. وأبدأ الرجل دهشته من المفارقات في أسعار اللاعبين الأجانب، وقال انه علم بان نادي الهلال مثلاً يتعاقد مع لاعبيه الأجانب بأسعار اكبر من المريخ مشيراً إلى انه لم يتحقق من هذا الأمر لكنه يري

بان ذلك ممكن في ظل عدم وضوح وثبات الأوضاع المالية بالناديين الكبيرين في السودان.

 

نقلاً عن صحيفة السوداني

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.

error: