فصل الكلام على سؤال لمَّ أجل “الوطني” مؤتمره العام

الخرطوم: باج نيوز

علَّ أبرز ملمح في مجلس شورى المؤتمر الوطني في انعقاده الأخير، قبل أيام، كان في غيبة رئيس الحزب، عمر البشير، لأول مرة عن هكذا محفل، وذلك بعدما أعلن أنه على مسافةٍ واحدةٍ من جميع الفرقاء السياسيين، ودلل على ذلك بتفويض سلطاته داخل الحزب لأحمد هارون. ولكن علينا ألا نقض الطرف عن تأجيل انعقاد المؤتمر العام للحزب كما كان مقرر له في أبريل الجاري، وكذلك إرجاء اختيار خليفة للرئيس البشير.

ووجد حزب المؤتمر الوطني الذي لازمته لاحقة “الحاكم” طيلة عقود، نفسه أمام تحولاتٍ كبيرة، فرضتها قرارات رئيس الجمهورية عمر البشير، بإعلان حل الحكومة القومية التي كان قوامها قادة الحزب، وحل حكومات الولايات وإبدال الولاة المنتمين للحزب بجنرالات من الجيش، فضلاً عن إعلان حالة الطوارئ التي قال الشورى إنه يأمل في رفعها قريباً بعد انتفاء مسبباتها.

وطرح الحزب خلال الشورى ورقة مفاهيمية كوَّن لأجلها لجان في مسارات “الحوار، المشكل الاقتصادي، الإصلاح السياسي، والإعلام”.

ويربط المحلل السياسي، رامي عبد اللطيف عملية التأجيل بالظلال التي ألقاها غياب الرئيس، وحضور قراراته الأخيرة في ردهات المجلس.

ويشير في حديثه مع “باج نيوز” إلى أن تأجيل مؤتمر الحزب، وإرجاء تسمية خليفة للبشير، يعود إلى أن الحزب لم يستفق بعد من صدمة ابتعاد البشير عن العمل الحزبي لصالح العمل لأجل الوطن.

ولكنه ألمح كذلك للاحتمالية الكبيرة بأن يكون وراء التأجيل مخاوف من طرح مسائل تقود إلى حدوث انشقاقات غير قابلة للرتق داخل صفوف الوطني، خاصة في ظل عدم وجود قيادة واضحة متفق عليها.

وقال عبد اللطيف إن كثرة حديث قادة الوطني عن عدم وجود تباينات بداخلهم، ربما تقدم ملمحاً لوجود صراع محاور حول القيادة، مدعماً حديثه بما رشح من أسباب للتأجيل ومن ضمنها استكمال البناء التنظيمي للحزب.

ومقرر أن تقام في البلاد انتخابات عامة خلال بعد عامٍ بالتمام والكمال حسب ما ينص عليه دستور البلاد، ولكن ما يزال الموقف بشأنها يلفه كثير من الغموض، خاصة في ظل الاحتجاجات التي يشهدها الشارع منذ قرابة 4 أشهر ونصف الشهر، بجانب دعوات لفترة انتقالية قبل الذهاب إلى صناديق الاقتراع.

لكن نائب رئيس القطاع السياسي بالمؤتمر الوطني، محمد المصطفى الضو، قلل كثيراً من الأحاديث التي تربط تأجيل مؤتمر الحزب بوجود خلافات داخل صفوفه.

الضو قال لــ” باج نيوز” إن الوطني حالياً في أكثر حالاته تماسكاً، ويستعد لمرحلةٍ جديدة تتطلب تجديد وتطوير أطره ورؤاه وهياكله.

مضيفاً بأن حديث رئيس الحزب المفوض أحمد هارون عن “نيولوك” ما هو إلا مصداقاً لكون الحزب يتأهب لمرحلةٍ جديدة لصالح الحزب والوطن على حدٍ سواء.

وبين الرأي القائل بأن تأجيل مؤتمر عام الوطني ما هو إلا تحاشٍ لمفاصلة جديدة، وآخر بأن الحزب يعمل على استعادة أنفاسه وزمام المبادرة؛ ننتظر القول الفصل ساعة انعقاد المؤتمر.