الفاتح جبرا: هيئة علماء نيوزيلندا
ساخر سبيل
كثير من الناس يتساءلون : ماذا أصاب علمائنا ؟ وقد كان العلماء في الماضي لا يخشون في الله لومة لائم، لهم هيبة ويسبقهم نور، لا يمل المرء من النظر في وجوههم والاستماع لمواعظهم.
نعم، كان هؤلاء العلماء أحرارا تهتز المنابر من تحت أرجلهم وهم يصدحون بكلمة الحق أما الآن فقد تخلى كثير من العلماء عن نصرة الحق، تخلوا عن أدوارهم المنوطة بهم، وباتوا يغردون خارج السرب، يقتل أولادنا بالرصاص الحي ويضربون وينكل بهم ويعتقلون ويعذبون وهم يطالبون بالعيش الكريم وعلماؤنا يصمتون صمت القبور ثم إذا ما قتل مسلمون في (نيوزيلندة) أقاموا الدنيا ولم يقعدوها وملأوا الوسائط الإعلامية بالإستنكار !
قال الأمين العام لهيئة علماء السودان في تصريح له يوم الأحد الماضي وفقاً لما نشرته شبكة الشروق ( إن مجزرة نيوزيلندا العنصرية الإرهابية التي راح ضحيتها أكثر من 50 قتيلاً من المسلمين برصاص إرهابي، أصابت الأمة الإسلامية بالصدمة وألقت بظلالها السالبة على قيم التسامح الديني في العالم مبيناً أن الآلة الإعلامية الغربية استطاعت تحويل أي فعل من مسلم حتى وإن كان حادث حركة عارض إلى فعل إرهابي مجرم، مطالباً الأمة الإسلامية بالاستيقاظ من غفلتها والانتباه لما يحاك ضدها) !
هل أصيب العالم الجليل (خليك من الأمة الإسلامية) بالصدمة وهو يشاهد صور أبناءنا العزل المضرجون بالدماء والذين قتلوا بدم بارد في التظاهرات الأخيرة والتي راح ضحيتها أكثر من 50 قتيلاً من المواطنين (المسلمين) ؟ فلماذا إدانة قتل المسلمين (في نيوزيلندة البعيدة ديك) وغض النظر عن قتل مواطنيه المسلمين !
هل رأي العالم الجليل (البيوت) تنتهك حرمتها يتجول فيها (العسس) دون (أحم وللا دستور) دون مراعاة لعورات الناس وهل أخرج وهيئته (بيانا) أدان وشجب فيه هذا الفعل المنافي تماماً لأخلاق وتعاليم الإسلام؟
يقول لنا البعض محذرا بان لحوم العلماء مرة علقم هذا متفق عليه، لكن أليس علينا أن نتساءل هل مثل هذه الإدانات (الإنتقائية) والسكوت عما يحدث أمام أعينهم ، هل ترضي الله ورسوله؟ إن العلماء هم ورثة الأنبياء، هم فوق السلاطين، إذا أحسن (السلطان) وجب على العلماء مساندته وحث الناس على الطاعة والمآزرة، وإن لم يحسن وجب نقده ودعوته للعدول عن موقفه ، لا الصمت المطبق الذي يمارسه علماؤنا عما يمارس من قتل وتنكيل لأبناء وطنهم ثم إذا (قتل) مسلم في (الواق واق) سنوا أقلامهم وشحذوا حناجرهم للإدانة والشجب .
أيها العلماء.. أنتم أعلى مرتبة من السلاطين، الله جعلكم تتحدثون نيابة عنه وتوقعون باسمه، فاعدلوا، فما عند الله خير مما عند غيره، ولا تجادلوا عن (الظلم) والظالمين بل جادلوا حصرا لإقامة العدل ولا تكيلوا بمكيالين !
للأسف إن معظم علمائنا لا يتحدثون إلا بما يُرضي (السلطان) فهل سينتفض العلماء، وهم ورثة الأنبياء ويعلنوها ثورة يقفون فيها مع الحق في وجه الباطل من أجل إسترجاع هيبتهم ووقارهم والوقوف بقوة مع إعلاء قيمة الحق والكف عن مهادنة الباطل ؟ أم سيكونون معولا في يد المفسدين والمتآمرين للفتك بمقومات هذه الأمة التي تتطلع لغد أفضل ؟
الحمد لله لقد اتضحت الأمور، وما كان مستترا أصبح ظاهرا مكشوفا بعد أن خرج الناس يطالبون بحقهم في السلام والعدل والحرية رافضين للظلم والجور وإستغلال وإستباحة فئة معينة لموارد البلاد وتضييق العيش والحياة على مواطنيها فلينظر كل من العلماء (وغير العلماء) إلى أي فسطاط يقف والله خير الشاهدين !
كسرة :
بالمناسبة عاوزين لينا موكب لعلماء الدين وكده !!
كسرة ثابتة :
أخبار ملف خط هيثرو شنووو؟ 104 واو – (ليها ثمانية سنين وتسعة شهور)؟ .. فليستعد اللصوص !
كسرة (حتى لا ننسى) :
أخبار لجنة التحقيق في مقتل الأستاذ أحمد الخير شنووو؟
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.