مأمون أبو شيبة: الزلفاني والغوغاء والعقلاء
* قبل يومين كتبت عموداً بعنوان (أخطاء الزلفاني) تطرقت فيه للأخطاء التي وقع فيها مدرب المريخ يامن الزلفاني في مباراة المريخ والليتوال بسوسة.. والتي تلخصت في غياب الإعداد النفسي والبدني.. والاستبدالات غير الموفقة بعد إصابة لاعبي المحور.. وغياب تكتيك الاستفادة من الهجمات المرتدة..
* وتعرضت بصورة عامة لتعاقد المريخ مع هذا المدرب المبتدئ عديم الخبرات ورفضه الاستعانة بمساعد وطني.
* كالعادة تعرضت للإساءات والتجريح من خلال بعض القروبات من أفراد لم تلدهم أمهاتهم عندما كنا نقيم بحي العرضة ونتابع كل تدريبات المريخ من داخل الاستاد ونساعد العم أحمد سعيد، له الرحمة، في جمع الكرات عقب التدريبات.. ثم نذهب لنحتسي الشاي باللبن في نادي المريخ القديم المكون من غرف على سور الاستاد من الناحية الشمالية والتي هدمت وشيدت في مكانها غرف اللاعبين الحالية المتصلة بالنفق.. وكان اللاعبون أيضاً يحضرون عقب التدريبات لكافتريا النادي لاحتساء الشاي باللبن ويدردشون مع بعض المشجعين الذين لا يفارقون دار النادي والاستاد.. ومنهم المشجع المرحوم شقيق اللاعب اسماعيل بخيت الذي قال لنا إنه شارك في بناء الاستاد في بدايات عقد الستينات وكان يحمل القفة لنزح التراب عندما تم الحفر لاقامة الملعب الحالي تحت مسنوى سطح الأرض..
* ونذكر من اللاعبين الأفذاذ الذي شاهدناهم ونحن صغار السن الحارسان عبدالعزيز وسيد المصري وسليمان وقدورة وكاوندا ونوح وحمزة الطيب والمعلم بشرى وهبة والفارس بشارة ومحسن العطا وجادالله الكاروشة والدكتور كمال عبدالوهاب واسماعيل بخيت ومحمد عبدالصادق سانتو الخرطوم ونجما الجزيرة البروف الفاضل سانتو والفانتوم حموري الكبير.. وغيرهم من الفطاحلة الذين قفلوا الدوري بالنمرة الكاملة بعد أن أدبوا العمالقة وقتها ذهاباً وإياباُ وعلى رأسهم الهلال والموردة وبري والنيل والتحرير.. وفي تلك الأيام وأثناء خروج الجمهور من مباريات المريخ كان الناس في الطرقات يسألون (الليلة المريخ غالب كم؟) فلم يكن هناك من يسأل عن النتيحة كم؟ والغالب منو؟
* من الصغر تابعنا تدريبات فطاحلة المدربين في المريخ وعلى رأسهم ابن النادي المدرب الفذ منصور رمضان صاحب الدوري المقفل، ومدرب الأشبال أحمد منقة.. وتابعنا على مدى السنين عشرات وربما مئات المدربين الوطنيين والأجانب الذين تعاقبوا على تدريب فريق المريخ.
* ومتابعة المريخ وتدريباته على مدى عشرات السنين من الطبيعي أن تجعلنا نعرف منطق وأسس نجاح المدربين.. ليأتي في آخر الزمان شباب من مواليد الثمانينات والتسعينات ومن هم في عمر أبنائنا ليسيئون لنا ويشتموننا إذا انتقدنا مدرب مبتدئ مثل الزلفاني أظنه لم يكن مولوداً عندما أتى المريخ بكأس جامعة جوبا محمولاً جواً من عاصمة الجنوب وربما كأس سيكافا محمولاً جواً من تنزانيا!!
* مدرب مثقف وفاهم وشاطر ومحلل معروف في القنوات الفضائية أرسل لي رسالة.. مؤكداً إن ما جاء في عمود (أخطاء الزلفاني) كلام في الصميم 100% وأنا أشكر هذا الكوتش ولم استغرب تأييده التام لكل حرف انتقدت فيه الزلفاني لأنني لم أكتب إلا الحق وما يرضي ضميري ولست مستهدفاً للزلفاني أو مجلس الإدارة كما يظن بعض الغوغاء المتربصين والكارهين للرئيس السابق جمال الوالي وللدكتور مزمل أبوالقاسم ويعتبرونني محسوباً مع الأخ مزمل بحكم العمل في صحيفته، وإننا نستهدف مجلس المريخ والمدرب الزلفاني لمصلحة جمال الوالي والذي يكرهونه ويصفونه بالفاشل من منطلقات سياسية لا أكثر..
* وللعلم في أيام الزلفاني الأولى مع المريخ كان الأخ مزمل متمسكاً بالزلفاني ويدافع عنه بشدة (ارجعوا للأرشيف) وقد اختلفنا معه في الرأي لرفض الزلفاني للمساعد الوطني في أيامه الأولى.. وأنا أؤمن بأن أجعص مدرب في الدنيا لن يستطيع تقديم شيء لأي فريق جديد عليه من دون الاعتماد على مساعد شاطر من أبناء النادي في شهوره الأولى على الأقل..
* الأخ مزمل لم يتخلى عن تأييد الزلفاني إلا عندما أضاع الدوري الممتاز بعد أن خصم الفيفا 6 نقاط من الند الهلال.. ثم بعد خسارة المريخ في مباراة درع زايد..
* ومن يقول إن مزمل يستهدف مجلس الإدارة ولا تهمه مصلحة النادي منطقه أخرق.. فإذا كان مزمل يستهدف مجلس الإدارة ولا يريد الخير للمريخ لما بذل كل ذلك الجهد الجبار في دعم شكوى نادي المريخ لكاس..
* بعد أن قضى الزلفاني فترة طويلة مع المريخ وعرف مستويات جميع لاعبيه توقفنا عن انتقاده.. لانتفاء السبب الرئيسي الذي حملنا على نقده بشدة عندما تولى تدريب المريخ..
* ولكن بعد الأخطاء التي وقع فيها الزلفاني في مباراة النجم الساحلي بسوسة عدنا لانتقاده.. وقد عزينا تلك الأخطاء لضعف خبرته في التدريب.. وهو ما أيدني فيه الكوتش الذي أشرت له أعلاه..
* ونحن لن نجامل الزلفاني ونسكت على أخطائه.. فالسكوت سيضر المريخ كما سيضر المدرب نفسه..
* هل نحن مخطئون إذا انتقدنا الزلفاني لإهماله وضع تكتيكات الاستفادة من الهجمات المرتدة في مباراة سوسة المتوقع فيها الضغط على فريقه؟
* هل نحن مخطئون عندما ننتقد المدرب في الاستبدالات عندما اصيب المحوران ضياء وحمو.. ليدخل المهاجم النعسان؟
* هل نحن مخطئون إذا قلنا إن المدرب لم يحسن إعداد الفريق نفسياً وبدنياً؟ ليظهر الارتباك والخوف على لاعبي المريخ من بداية المباراة ثم تعرض العديد من اللاعبين للإصابة أثناء المباراة؟!
* اقسم بالله العظيم إذا خيروني اليوم باختيار مدرب للمريخ ما بين الزلفاني وبين مدرب كبير مشبع بالخبرة الدولية ولكن لا يعرف شيئاً عن المريخ ومن دون الاستعانة بمساعد وطني.. لاخترت الزلفاني.. لأنه أصبح يعرف كل صغيرة وكبيرة عن لاعبي المريخ، وهذه من بديهيات النجاح في التدريب.. وهذا مبدأ ومنطق لا نحيد عنه..
* وبالنسبة للأخطاء التي يقع فيها الزلفاني بسبب ضعف الخبرة فيمكنه التعلم منها وتحاشيها في مقبل الإيام.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.