باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
taawuniya 1135*120

محمد لطيف: الخرطوم الدوحة .. من يعاتب الامير ؟! (١)

2٬723

كان مقررا ان يزور الرئيس البشير الدوحة فى زيارة رسمية تحدد لها يومى السادس عشر والسابع عشر من يناير  الماضى وذلك وفقا لإقتراح من الجانب القطرى .. وكانت الإحتجاجات جراء الأزمة الإقتصادية فى ذلك الوقت تقترب من شهرها الأول .. وكانت الآمال عريضة فى الخرطوم .. خاصة بعد أن تلقى الرئيس البشير اتصالا هاتفيا من أمير قطر .. يؤكد فيها وقوفه مع إستقرار السودان .. بل غطت المكالمة أن ترجمة الموقف القطرى سيناقش فى زيارة يقوم بها البشير الى الدوحة .. حيث إقترح القطريون لاحقا التاريخ الذى أوردناه اعلاه .. وفجأة وقبيل الزيارة بايام معدودات .. تلقت رئاسة الجمهورية رسالة من الديوان الاميرى .. مباشرة حتى دون المرور عبر وزارة الخارجية .. تطلب تأجيل الزيارة .. حتى فبراير او ما بعدها .. كان يبدو جليا ان الراسل يتعجل وصول الرسالة حتى وان حطم البروتوكول والاعراف والتقاليد الدبلوماسية المرعية .. يومها كان الحراك الثورى ينشط فى شوارع الخرطوم .. وخاصة فى امدرمان .. الخرطوم الرسمية لم تسأل عن السبب .. ولم تجد غير تفسير واحد .. فلم ترد على الرسالة .. ولكن رسالة غير رسمية وصلت الدوحة .. و عبر طرق رسمية .. مفادها .. ان كنتم تنتظرون سقوط النظام فسيطول انتظاركم .. ومع الرسالة تحركت الرياح فى الضفة الاخرى من النهر لتملأ أشرعة لا يحبذها القطريون .. و تحديدا على الجبهة الاماراتية .. فجن جنون الدوحة .. فبدأت الملاحقة لإستئناف برمجة الزيارة .. باعجل ما تيسر ..!
وقد كان .. ذهب الرئيس البشير الى الدوحة بعد نحو اسبوع من الموعد المضروب .. وعلى غير ما أشيع على نطاق واسع .. فرحلة الرئيس يومها لم تكن لـ ( الشحدة ) بل وعلى غير العادة كان تحضيرا جيدا قد تم .. بإعداد ملفات تفصيلية لمشاريع تعاون ذات جدوى إقتصادية للبلدين .. ولكن .. كان اللقاء الروتيني بحضور الوفدين باهتا .. دون حماس .. ودون نتائج كذلك .. اما اللقاء المغلق .. كثيرون ما زالوا يتساءلون عن سبب ذلك اللقاء .. وحين غابت المعلومات ..راجت الشائعات .. من قائل ان الامير طلب من الرئيس سحب قواته من اليمن .. والانسحاب من تحالف الحزم .. الى قائل بان الامير طلب الى الرئيس التنحى والانتقال الى الدوحة للعيش بجوار الامير الوالد .. ولكن يتضح لاحقا ان كل ما ذكر لم يكن صحيحا .. وان العنوان العريض لذلك اللقاء .. وفق ما يقول مقربون من الرئيس .. رافقوه فى تلك الزيارة .. كان هو الامتنان .. امتنان الامير على الرئيس .. بماذا ..؟ لن تصدق .. بذلك الاتصال الهاتفى الذى اجراه الامير مع الرئيس مطلع الاحداث .. لقد عاتبوه على ذلك ..! قالها الامير مرتين خلال الساعة الواحدة ..  ولكى تقرأ حقيقة الموقف القطرى من الاحداث فى السودان .. ولايجاد تفسير منطقى .. لمواقف غير منطقية .. لجهة عدم اتساقها مع طبيعة العلاقة بين البلدين .. والتاريخ الذى يربطهما .. فسيكون مهما ان تعرف من اولئك الذين عاتبوا الامير على اتصاله ذاك ..!
ولكن .. وحتى ذلك الحين فستندهش ان قادة كبار فى المعارضة .. يتحركون دون معلومات .. و يحللون ويستنتجون دون معطيات .. هل تصدق .. مثلا .. ان ملتقى عقد فى الدوحة مؤخرا بعنوان سبل الانتقال السلمى فى السودان .. قد جوبه برفض واسع .. من معارضين .. بل ان كبارا فى المعارضة ظلوا يلاحقون بعض المشاركين فى ذلك الملتقي لمقاطعته .. بدعوى انه من صنع التنظيم الدولى للاخوان المسلمين لدعم النظام ..؟!

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.

error: