نعي الناعي وفاة الشرطي الشهيد نجم الدين محمد علي متأثرا بجراحه تعرض لها مساء إحتجاجات فئة في حي الصحافة. و هي ميتة شرف سيخلدها التاريخ له وللشرطة التي ظلت سورة من البطولات و سفر من الإنجازات وعلامة فارقة في مسيرة الفداء والتضحية من أجل الوطن والسهر لكي ينام المواطن في حضن الطمأنينة و السكينة والأمان.
تسرب النبأ الفادح من المصدر المحزون فكان له طنين في الأذان وثقل ترزح تحته النفوس ذلك أن استشهاد أحد أفراد الشرطة بلا أدنى شك يمثل حالة من الأسى إن لم تكن الفجيعة بعينها لأنه أحد الرجال الذين صدقوا الله في عملهم ونهض كأعتى الأبطال بالأثقال الباهظة التي رموا بها وهم يواجهون المجهول.
كيف لا وهي إحتجاجات بدأت سلمية ومن ثم تحولت لتظاهرات إختطفت من مسارها السلمي لتشهد عاصفة من الدمار والنهب و الحرق والقتل لأفراد القوات النظامية كما في حالة البطل نجم الدين محمد علي وشهيدا القضارف من القوات المسلحة و الشرطة، ولعله من المفيد ذكره أن هذه الحادثة توضح بجلاء أننا حين نبهنا لوجود مندسين وسط المتظاهرين لم نكن نرجم بالغيب.
فهاهي الأيام تثبت صدق زعمنا و إن كان الأمر في تجلياته لا يحتاج لبرهان والشعب السوداني بحنكته وخبرته و وعيه رفض الخروج والمشاركة بكثافة في تلك التظاهرات مجهولة المصير و الهدف والقيادة.
استشهاد نجم الدين محمد علي جسد لونا آخرا من ألوان البطولة للشرطة العظيمة سيظل منقوشا في جدران تاريخ الوطن الباذخ، حيث إختط له القدر أن يموت ميتة الأبطال وهو ينافح عن تأمين التظاهرات من أن تنال من سلميتها أيدي الغدر والخيانة، ليصبح شأنه شأن كبير كما الشرطة التي الإبانة عن صفحتها المشرقة تحتاج إلى نفس أرق و ذكاء أنفذ. قتله مثل صدمة كبيرة جعلني أتذكر سيد الشهداء حمزة حين إنقرزت حربة الكفر في أحشائه و جاءت هند إمرأة أبي سفيان فإستخرجت كبده من بطنه و لاكتها بفمها ثم لفظتها لإنفجار المرارة، موقف جعل رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم يقف مخاطبا هذا الجسد الطاهر (لن أصاب بمثلك أبداً وما وقفت قط موقفا أغيظ إلي من هذا)، تذكرت حمزة ونبينا الكريم يردد(ولكن حمزة اليوم لا بواكي عليه) فبكت عليه المدينة المنورة كلها رسولها وصحابتها ونسائه و أنسامها وزهورها ونخيلها.
تذكرت ذلك بين يدي مطالعتي الوسائط الإجتماعية هناك فيها من لم يكتب حرفا في استشهاد نجم الدين محمد علي ولكنه ألف مؤلفات وموشحات وكتبا في قواتنا النظامية ربما أخطأت أو أصابت، قلت في نفسي و أدمع عزيرة سالت في هذا الشاب مثل ما سالت في كل الأرواح التي أفضت في سبيل الوطن والحق و العقيدة (ما أخرسك هنا و أنطقك هناك) ؟ أو ليست كل الدماء دماء ؟ هل هناك فرق بين روح وروح ؟
إن لم تكن العمالة لعدو الوطن و إن لم يكن الإستهتار بجهد القوات النظامية جيشها و شرطتها وأمنها وأبطالهم؟ الآن إستحقت الإحتجاجات أن تقييم بمنظار موضوعي من الكافة ففيها ما يستحق من النقد و الغربلة تقييم موضوعي يقوم على فكر دؤوب وسعي مخلص،و ليكن استشهاد هذا البطل نورا يهتدي به أصحاب الشأن حكومة ومعارضة منطلقين من تساؤل مشروع هل الشعب السوداني المتسامح الكريم الأبي فيه من أبنائه من يقتل الشرطة ؟!
الإجابة علي هذا السؤال أجزم ستكون بالنفي وإن الأمر كذلك من قتل نجم الدين ؟
عاجل
- عاجل..الجيش يتصدى لسرب مسيرات انتحارية في النيل الأبيض
- عاجل.. الجيش السوداني يسيطر على قاعدة الزرق بولاية شمال دارفور
- أحمد الشرع: نعيش اللحظات الأخيرة للسيطرة على حمص
- سماع صوت دوي عالي في مدينة عطبرة
- رئيس مجلس النواب الأميركي يعلن فوز ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركية
- الجيش يبسط سيطرته على الدندر
- استشهاد قائد منطقة البطانة العميد أحمد شاع الدين
- البرهان يتفقد المواطنيين بمدينة أمدرمان
- طيران الجيش يقصف مواقع تجمعات قوات الدعم السريع شرق الفاشر
- السودان.. إسقاط مسيرات في مدينة كوستي
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.