حقق الهلال فوزاً صعباً على مضيفه الأهلي شندي بهدف دون رد، ورغم الفوز إلا أن الفريقين لم يقدما شيئاً يذكر وتفرَّغ نجوم الفريقين للعب على الأجسام بدلاً من الانصراف للكرة، أنهى الهلال الأمر لمصلحته ووضع في رصيده ثلاث نقاط، مرتفعاً برصيده إلى (22) نقطة، في الصدارة ومتفوقاً بست نقاط، كاملات عن أقرب منافسيه فريق الأهلي شندي صاحب الـ (16) نقطة.
أجمل مافي هذه المباراة هو الظهور اللافت للنجم (الكبير) عقلاً (الصغير) عمراً، مؤمن عصام، مؤمن مشروع لاعب كبير في الفرقة الزرقاء، فاللاعب صاحب إمكانات عالية للغاية وموهبة فطرية تؤكد أن الكرة السودانية موعودة بنجم كبير اسمه مؤمن.
غير مؤمن لم يكن هناك شيئاً يذكر من الفريقين خاصة الهلال الذي يفوق الأهلي شندي في كل شيء، لكنه لعب أسوأ مبارياته في مسابقة الدوري الممتاز، السوء في مباراة الأمس، فاق السوء الذي ظهر به في مباراة مريخ الفاشر الأخيرة التي خسرها بهدفين.
الشحن الزائد والتنافس بين الفريقين أفرغ المباراة من الجماليات ومال كل نجوم الفرقتين للعب على الأجسام وكثر الانفعال وانعدم التركيز ففقدت المباراة جمالها.
برغم سوء الأداء إلا أنه انتصار معنوي مهم للأزرق المستعد لمواجهة مهمة للغاية الأحد المقبل، أمام الأشانتي الغاني لحساب الجولة الأولى لدوري المجموعات الكونفدرالي.
مباراة الأهلي شندي كشفت الكثير للزعفوري قبل مواجهته المرتقبة أمام الأشانتي، لأن طريقة اللعب التي خاض بها هذه المباراة وشكل الأداء بالنسبة للاعبين لم يكن جيداً وبالتالي يتطلب الأمر منه المزيد من التجويد قبل المباراة خاصة على مستوى الوسط وقلب الدفاع الذي أظهر عدم التجانس بين أمانويل والدمازين، لكن من حسنات المباراة هو المستوى الدفاعي المميَّز الذي ظهر به الطرف الأيسر فارس عبدالله الذي أجاد الدور الدفاعي المرسوم له بامتياز كبير وأستطاع أن يلغي حضور أخطر مهاجمي الأهلي (ياسر مزمل)، فارس كان مميَّزاً جداً في الشق الهجومي وأقل تميُّزاً في الشق الدفاعي، لكنه من خلال مباراة الأمس، أجاد الشق الدفاعي بشكل ممتاز للغاية.
أما خط الوسط فهو يحتاج إلى عمل كبير قبل مواجهة الأحد، المرتقبة لأن هذا الخط هو مفتاح فوز الفريق بإذن الله، هذا الخط يعيبه البطء الشديد، وهو يحتاج إلى معالجات سريعة، لأن الكرة الغانية تعتمد على السرعة في التنقل خاصة في منطقة الوسط والأطراف .
مباراة الأهلي شندي بالأمس، أثبتت أن السيد الهلال لا يمكن له أن يخسر مرتين على التوالي مهما كان حجم المنافس، ولأن الأندية الكبيرة لا يمكن لها أن تخسر مرتين على التوالي هاهو الهلال يحقق الانتصار لنفسه ويؤكد تلك المقولة .
وأسوأ مافي هذه المباراة هي أرضية ملعب إستاد شندي فبعد أن كانت أفضل أرضية على مستوى ملاعب السودان باتت الآن الأسوأ، وهي تحتاج لعمل كبير من قبل الإخوة في اتحاد شندي حتى تعود كما كانت بهية تسر الناظرين، لأن الملعب إذا استمر بهذا الشكل السيئ فسيعرِّض اللاعبين لإصابات بالغة الأمر الذي يتطلب من الاتحاد التدخل لإجبار اتحاد شندي لصيانته أو نقل مباريات الأهلي خارج مدينة شندي وهذا مالا يرغب فيه الأخوة بإدارة النمور.
عموماً تمسَّك السيد الهلال بصدارته لمجموعته وجرَّع الأهلي شندي أول خسارة له في هذه المسابقة، ورفع الروح المعنوية عند جماهيره وحقق فوزاً معنوياً بالنسبة لنجوم الفريق قبل التفرُّغ التام للمواجهة الأفريقية الأحد المقبل .
أخيراً أخيراً..!
وتظل قضية بشة هي الشغل الشاغل عند جماهير الهلال العظيمة، رئيس الهلال للأسف الشديد حاول أن يبرئ نفسه من السرعة البالغة التي قبل بها خطاب اعتزال اللاعب وسعى واجتهد لمعالجة الأزمة التي كان هو شخصياً بطلها الأول، لكن معالجته للأزمة لم تقنع أحد فكيف له أن يطالب بشة بالاعتذار للمجلس، ماهو الذنب الذي ارتكبه بشة ليعتذر لمجلس الإدارة، لم يرتكب ذنباً حتى يعتذر لتطالبه بالاعتذار، كان عليك التروِّي قبل أن تقبل الخطاب وتدعي أن المجلس ناقش الخطاب باستفاضة رغم أن بقية الأعضاء أبرياء مما اغترفته .
ليس عيباً أن تجلس إلى اللاعب لتقنعه بالمواصلة، الرؤساء الكبار هم من يسلكون هذا المسلك لكنك تعتقد أنك أكبر من أن تخطئ، وحتى عندما تخطئ تصر على الخطأ وتسعى لمعالجة الخطأ بخطأ أكبر منه كما فعلت في تلك القضية التي ظلت هي الشغل الشاغل لجماهير الهلال .
غادر عمر بخيت في عهدك بعد ما ادعى مجلسك أنكم بصدد تقليل أعمار اللاعبين، غادر مهند الطاهر والمعز محجوب، ثم غادر سيف مساوي بمسرحية سيئة الإخراج عندما أرسلتم إليه هارون حتى يقوم بتقديم خطاب اعتزال لكم، رفض أن يمنحكم هذا الشرف فقمتم بإخلاء خانته وهذا حقكم .
وذات الأمر فعلتموه مع مدثر كاريكا بعد أن مهدتم للجماهير عبر آلتكم الإعلامية بضرورة أن يغادر الديار الزرقاء، وذات السيناريو تكرر مع بشة، ولا أدري أي من اللاعبين تنوون أن تسوقوهم من ذات الكأس الذي شرب منها من سبقوهم؟
أخيراً جداً..!
في عهد الخديوي كل كباتن الهلال غادروا الكشوفات وفي قلوبهم حسرة على سوء المعاملة التي وجودها دون احترام لتاريخهم الطويل في خدمة الهلال، نعم لم تكن الخدمة بلا مقابل، كانت بمقابل ومقابل مجزٍ كمان، لكن المال لا اعتقد أنه كل شيء في الحياة، نعم هو عنصر مهم للغاية، لكن الاحترام والتقدير أهم من المال.
كل قادة الهلال (كباتنه) غادروا الهلال كما قلت وفي قلوبهم حسرة على سوء التعامل الذي وجدوه، كل هؤلاء الكباتن قدموا للهلال الكثير لكن نهايتهم مع الهلال بفضل الخديوي لم تكن سعيدة، ليبقى السؤال لماذا يعامل الخديوي كباتن الهلال بهذا القسوة وذاك السوء ولا يحترم ما قدموه للهلال طلية فترة ارتدائهم شعار هذا النادي الكبير؟
أروع مافي السجود أنك تهمس فيسمعك من في السماء.
سبحانك اللهم وبحمدك
التعليقات مغلقة.