باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
Baraka Ins 1135*120

الطاهر ساتي: ضحى الأحداث..!!

1٬496

:: قبل أن يتحدث الفريق أول صلاح عبد الله، المدير العام لجهاز الأمن والمخابرات الوطني، بذلت لهم نصحي بمنعرج اللوى/ فلم يستبينوا النصح إلا (ضحى الغد).. والابيات للشاعر دريد بن الصمة في رثاء أخيه عبد الله، بعد إغتياله وهزيمة جيش قبيلته أمام قبيلة غطفان.. وكان دريد قد نصح قومه وشقيقه بمغادرة منعرج اللوى لكي لا تباغتهم غطفان، فرفضوا النصح ثم إستبانوه بعد الهزيمة ومصرع قائد القبيلة، أي ضحى الغد ..!!

:: ويوم أمس، استمعت إلى تسجيل صوتي للفريق أول مهندس صلاح عبد الله المدير العام لجهاز الأمن والمخابرات الوطني، إذ تحدث عن قضية الساعة وتداعياتها ومآلاتها، مخاطباً بعض كوادر الحزب الحاكم .. وقال فيما قال بأن هناك من يضيق الخناق على الشباب، بحيث يطاردهم في المقاهي – و محلات الشيشة – و يلاحقهم في شارع النيل وغيره من أماكن الترفيه، وهذا ما يعكر صفو الشباب لحد إخراج الغضب الراهن ..!!

:: نعم، كثيرة هي الأسباب التي أوصلت بلادنا إلى قاب قوسين أو أدنى من (منعرج اللوى).. وهي أسباب سياسية وأخرى اقتصادية، و يعاني منها الجميع ويرفضها الجميع، و ليس الشباب فقط.. ومع ذلك، لم يترك البعض من الذين نلقبهم بالمسؤولين كل الناس – وخاصة الشباب – في بحر معاناتهم وضنك حياتهم وغلاء معيشتهم .. بل اثقلوا على كاهلهم بالمزيد من المواجع ، وهو ما يتحدث عنها الفريق أول صلاح .. !!

:: ولعلكم تذكرون، قبل ديسمبر بأسابيع، وتحت عنوان ( عود الثقاب)، كتبت عن نموذج لما يحدث للشباب، وهو ما أسماه الفريق أول صلاح عبد الله بتضييق الخناق ..قبل ديسمبر بأسابيع، عندما اتهموها، أعلنت قوات الدعم السريع عن ضبط ما اسمتها خلايا إجرامية تنتحل صفتهغ وترتكب ممارسات منافية للقانون وحقوق الإنسان، ثم وعدت بإخضاعها للخلايا الإجرامية للتحري توطئة لتقديمهم لمحاكمات..!!

:: هكذا تبرأت قوات الدعم السريع من عمليات إذلال الشباب التي شهدتها بعض المدن، بما فيها عاصمة البلد..وهي عمليات أثارت الفوضى في الشوارع، والكراهية في نفوس الناس ، و روح الانتقام في قلوب وعقول الشباب .. اذا كان البعض، من ذوي الزي العسكري، يلاحقون الشباب في المقاهي ويطاردونهم في الشوارع، ثم يحلقون رؤوسهم بالإكراه لحد الجلد و ( الشلوت) ٠٠ هكذا كان الاذلال..!!

:: و يوم النفي، تساءلت عن الخلايا الإجرامية – المنتحلة لصفة قوات الدعم السريع – وتضرب بالقانون عرض الحائط و تذل الشباب.. ومن أين للخلايا كل هذه العدة والعتاد، بحيث يمتطي أفرادها (التاتشرات)، و يتسلحوا بالأسلحة النارية؟..ومن أين للخلايا كل هذه الجرأة التي تتحدى هيبة الدولة والقانون، وتطارد الشباب في الحدائق العامة وتضربهم وتحلق رؤوسهم تحت سمع وبصر الجيش والشرطة والأمن الوطني والمخابرات ..؟؟

:: وبعد كل تلك التساؤلات ذات الإجابة المحشوة في جوفها، نصحتهم بالنص : ما يجب أن يتذكره السادة رئيس وأعضاء مجلس الوزراء وولاة الولايات، هو أن شرطية باطشة أشعلت نار الغضب بتونس، وشاباً عذبته أجهزة القمع حتى مات أشعل نار الغضب بالقاهرة..وليس في الأمر عجب، فالشعوب تحتمل الجوع والحرمان حيناً من الدهر، و تصبر على ضنك الحياة بعض الزمان، ولكنها لاتحتمل أن تهان كرامة أفرادها باسم الدين أو الوطن أو القانون.. ويبدو أن البعض بمنعرج اللوى قد فهم الدرس، ولكن في ( ضحى الغد) .. !!
Tahersati@hotmail.com

التعليقات مغلقة.

error: