غاب الهلال عن مشهد انتخابات الاتحاد المحلي لكرة القدم، فكان من الطبيعي أن يسيطر المريخ على المشهد ويفوز قادته (ونسي وجمال الكيماوي) بمنصبي الرئيس ونائب الرئيس كما حدث في السنوات الأخيرة .
منظومة الاتحاد منذ زمن بعيد كانت معروفة، الرئيس تأتي به الخرطوم على أن يكون سكرتير الاتحاد هو مرشح أم درمان، أو بمعنى آخر أن كان الرئيس مريخياً فيستوجب أن يكون السكرتير هلالياً، تلك هي المنظومة قبل ظهور (أمانة الشباب) التي باتت تتحكم في انتخابات الهيئات الرياضية والأندية خاصة الأندية الكبيرة وأن ظل الهلال عصياً عليها .
صمت مجلس إدارة نادي الهلال والآباء في الهيئة الاستشارية على الأمر وكان ما يحدث في اتحاد الخرطوم لا يعنيهم في شيء، بل أن رئيس الهلال اكتفى بتصريح فقط مناصرة للأخ حمد صالح المرشح لمنصب نائب الرئيس ولم يفعل شيئاً سوى هذا التصريح .
فشل مجلس إدارة نادي الهلال في أن يكون له صوتاً مسموعاً كما كان من قبل وجلس في مساطب المتفرجين كأي نادٍ آخر .
ماذا لو تبنى نادي الهلال بثقله ترشيح الطريفي الصديق رئيساً للاتحاد المحلي لكرة القدم، مكانة الهلال الكبيرة وسط الأندية تجعل مرشحه هو صاحب الحظوظ الأقوى مهما تدخلت (أمانة الشباب)، ترشيح الطريفي من قبل الهلال كان بمقدوره أن يوزن كفة الانتخابات تماماً، فالطريفي صاحب الخبرات الكبيرة في العمل بالاتحادات يجد الثقة من كافة الأندية بمختلف درجاتها لاسيما أن الطريفي كان سكرتيراً لاتحاد الخرطوم، ثم رئيساً للاتحاد قبل أن يغادر إلى الاتحاد السوداني نائباً أولاً للرئيس .
وحتى الذين ترشحوا لمنصب الرئاسة لم يدعم مجلس الهلال أي منهم، وحتى الأندية التي أعلنت دعمها لمرشح الخرطوم الأخ هاشم خلف الله فشلت في التصويت له بدليل أن ونسي فاز بالمنصب دون أن يدعمه نادٍ بعينه، بل فاز ونسي بالمنصب دون أن تكون له الخبرات الكافية في العمل بالاتحادات، وهزم أندية الخرطوم ومرشحها هاشم خلف الله ومد لسانه ساخراً إليها بأنني لا أحتاج إلى دعمكم، من يقف خلفي هي أمانة الشباب .
نأى مجلس الهلال بنفسه واختار أن يكون متفرجاً على أحداث تهمه في المقام الأول، عندما كان للهلال هيبته وسط الأندية على عهد المرحوم الطيب عبدالله كان الهلال هو المتحكم في سير العملية الانتخابية ليس على مستوى الاتحاد المحلي بولاية الخرطوم، بل على مستوى كافة الاتحادات المحلية في ولايات السودان المختلفة .
البابا كانت لديه الأذرع التي تخوِّل له السيطرة على مجريات الانتخابات، كان هناك عمنا المرحوم عوض عشيب تغمده الله بواسع رحمته، عمنا عوض كان خبيراً وكان هو اليد اليمنى للبابا في أي انتخابات للاتحاد المحلي، لذا كان الهلال مسيطراً وله كلمته العليا في أي انتخابات.
نعم، الهلال وبعد أن أنشئت الدرجة الممتاز بات فنياً تابعاً للاتحاد السوداني لكرة القدم، لكن تلك التبعية كان لا يجب أن تقلل دوره في الاتحاد المحلي لكرة القدم، وكان يجب على قادته أن يحرسوا ذاك الإرث الكبير لكنهم للأسف الشديد فشلوا في الحفاظ على مكانة الهلال وسط أندية الدرجات المختلفة في ولاية الخرطوم وفيها رجحت كفة المريخ الذي فاز ممثليه للمرة الثانية على التوالي بمنصب الرئيس دون أن تكون للهلال كلمته .
سبق وأن طالبنا مجلس الهلال بدعم أي من المرشحين لانتخابات الاتحاد المحلي انطلاقة من قيمة الهلال ومكاناته في خارطة الكرة السودانية لكن للأسف الشديد لم يتعاط المجلس مع تلك المناشدات وتعامل بإهمال كبير معه فكانت النتيجة النهائية الرئيس ونائب الرئيس من المريخ ولا مكان للهلال في اتحاد الخرطوم .
في عهد المجلس الحالي ضاعت الكثير من القيم الهلالية المتوارثة، وانهتك النسيج الاجتماعي وبات الهلال كغيره من الأندية الأخرى. متى يدرك الأخوة الأعزاء في مجلس الهلال أن الهلال قيمة قبل أن يكون فريق كورة، متى يدرك هؤلاء أن مكانة الهلال الكبيرة في الكرة السودانية تستوجب عليه أن يكون قائداً للأندية، متى يدرك الأخوة في مجلس إدارة نادي الهلال أن الريادة الهلالية صنعها قادة كبار يجب أن يسير من خلفها من يأتي بعدهم حتى يسلم الراية لمن بعده.!
رئيس الهلال دعم مجموعة معتصم جعفر سراً وادعى أنه من جاء بهذا الاتحاد الذي يقوده شداد، لا أدري ما المغزى من أن يكون الدعم الهلالي لأي من المجموعتين (سراً)؟
الهلال القائد يجب أن يكون موقفه واضحاً مهما أسفرت نتائج الانتخابات، لأن الهلال الكبير (يقود) ولا (ينقاد)، الهلال الكبير بجماهيريته وبمحبيه يجب أن يكون في الصفوف الأمامية على الدوام .
أخيراً أخيراً..!
أبدى المهندس أسامة ونسي رئيس الاتحاد المحلي لكرة القدم بولاية الخرطوم روحاً طيباً في أول تصريح له بعد فوزه بمنصب الرئيس وهو يقدم التهاني للهلال بمناسبة ترقيه لمرحلة دور المجموعات في البطولة الكونفدرالية، ونسي أراد أن يبدأ فترته الرئاسية ويبيِّن للجميع أن رئاسته للمريخ لن تكون عائقاً في تقديم كل العون لكافة الأندية حتى وأن كان نادي الهلال الخصم اللدود للمريخ، تصريحات ونسي وجدت ارتياحاً كبيراً وسط أهل الهلال الذين أبدوا غضبهم الشديد لغياب ناديهم من مشهد الانتخابات .
نبارك مجدداً لونسي رئاسة الاتحاد ونتمنى كما قال أن لا يكون (الانتماء) هو المدخل للتعامل مع الأندية.
أخيراً جداً..!
التصريحات التي أدلى بها الأخ رئيس نادي الهلال في أعقاب ترشح فريقه لمرحلة المجموعات في البطولة الكونفدرالية تؤكد أن نيته في التعاقد مع مدرب جديد وهو ما ذهبنا إليه وطالبنا به، لأن الزعفوري أقل قامة من أن يشرف على فريق كبير كالهلال، لكننا في ذات الوقت نرفض الإطاحة به في هذا الوقت، الزعفوري ظل لما يقارب العام داخل منظومة الجهاز الفني وبالتالي فإن وجوده مهم في المرحلة المقبلة شريطة أن لا يكون الرجل الأول، لأن كل المباريات التي خاضها الهلال على مستوى المسابقة المحلية أو الأفريقية أثبتت أن الرجل ضعيف الإمكانات والقدرات .
تجرى اليوم قرعة دور المجموعات للطبولة الكونفدرالية، وبعيداً عن أسماء الأندية التي تأهلت أعتقد أن الهلال لا يهمه أن تضعه القرعة في أي من المجموعتين، لأن الفريق الذي يبحث عن الألقاب يجهز نفسه جيداً ولا ينظر لبقية الأندية التي تضمها مجموعته .
أروع مافي السجود أنك تهمس فيسمعك من في السماء
سبحانك اللهم وبحمدك
التعليقات مغلقة.