باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
Baraka Ins 1135*120

نازك شمام: فضيلة الصمت

957

 

صدق من قال ” إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب” وهكذا هو حال التصريحات الصادرة من افواه المسؤولين والقياديين هذه الأيام فبدلاً عن تصريحات تمتص غضب الشارع وتعمل على تهدئة الاحتجاجات فإذا هي توججها وتزيدها إشتعالاً بل وتعمل في الوقت نفسه على التركيز مع الأزمات الاقتصادية بصورة أكبر وبملاحظة أدق وبمقارنة الواقع مع التصريحات المضادة وبتعليقات ساخرة فكل من يرى الصفوف المتطاولة أمام الصرافات الآلية وامام محطات الوقود يعلق ساخرا ” ده صف صلاة” ردا على الوعد الذي قطعه أحد التنفيذيين الاسبوع الماضي بأن الأزمات إلى زوال ولن توجد صفوف أخرى واذا رأيتم صفاً فهو بلا شك صف للصلاة ومنذ إطلاق هذا التصريح المستفز والشارع يراقب الصفوف عن كثب مع ملاحظة وجود إنفراج نسبي في الخبز والبنزين إلا أن أزمتا الجازولين والسيولة لا تزال قائمه فمن الخطأ إذن أن تنتفي ظاهرة الصفوف التي لاتزال تمتد على مد البصر والأفق .

تصريح آخر عن الاحتجاجات الشعبية الاخيرة التي اندلعت تنديداً بالوضع الاقتصادي المتدهور قوله ” الراجل بعد اسبوع يرفع لينا رأسو” ، لغة التحدي المستخدمة في هذا التصريح تبدو غير ملائمة لا زماناً أو مكاناً فمخاطبة جيل شبابي عبر هذه اللغة الممتلئة بالتحدي لن تجدي نفعا ولن ترهبهم او تجعلهم يتراجعون عن التمسك بالتعبير عن أرائهم ومطالبهم المشروعة بل ستزيدهم تحدياً وتمسكا فبدل عن مخاطبة بلين القول و أحسنه يلجأ البعض إلى لغة التهديد والوعيد وهو ما لايجدي ولا ينفع.

التصريحات المضادة لن تعمل على حل الأزمة أو تخديرها أو جعلها أن تبارح مكانها ، بل ستعمل على مفاقمتها وزيادة الاستياء الشعبي منها فعلى المسؤولين وقادة العمل العام توخي الحذر وعدم التهاون في الاسراع في حل الأزمات الإقتصادية بالسرعة المطلوبة وبالاتقان المطلوب دون هدر الوقت في احاديث هي تضر اكثر مما تنفع والتركيز على القضايا الاساسية للمواطن السوداني واتاحة الخدمات له وتطويرها له وتقدير صبره خلال السنوات الماضية وقديمها له دون من أو أذى فوظيفة الحكومات هي تسهيل حياة الشعب وليس تعقيدها وإحالتها إلى معاناة مزمنة.

التعليقات مغلقة.

error: