باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
Baraka Ins 1135*120

لينا يعقوب: نصيحة للوطني

1٬541
فليسمح لنا المؤتمر الوطني، أن نبدي ملاحظات حول اجتماعاته الأخيرة بشأن الاحتجاجات.
ما قيل أمس، أن أعضاء القطاع السياسي قدمواً تحليلاً عميقاً وشفافاً للأوضاع الحالية، لكن كان مُحبطاً أن التحليل ابتعد عن أصل الأزمات.
اقترح القطاع السياسي ما أسماه “وصفة” لتسريع إجراءات السلام، أبرزها إعلاء قيمة الحوار مع المكونات السياسية والمجتمعية المختلفة، خاصةً الشباب والقطاع الواسع غير المنتمي وإعداد الخطاب المناسب لذلك.
تمنيت لو أن تحليلهم ذهب مسافات كبيرة إلى الأمام، فالخطاب المناسب ليس صعباً، لكن يتم التلكؤ في تنفيذه.
ثلاث أمثلة لا نزيد عليها، قد تعطي إشارات، وتجاوب على أسئلة، لماذا الثقة مفقودة بين الحزب والشعب؟!.
خدمة تطبيقي “واتس اب وفيس بوك” منذ بدء الاحتجاجات مقطوعة من الانترنت بأمر آمر، وجميع المستخدمين كسروا الحظر بما فيهم مسؤولي الحكومة لتفعيل الخدمة.
حتى أمس وفي إحدى البرامج الصباحية، مازالت الحكومة تؤكد وبصورة مدهشة، أن الخدمة لم تُقطع، بل عزت الإنقطاع لمشاكل في الانترنت..!
ذات الانترنت بإمكانك أن تفتح فيه “يوتيوب” وتشاهد فيه مبارايات ومسلسلات دون مشاكل.. فهل يمكن أن يُصدق أحد ما تقوله الحكومة؟!
وزير الداخلية أحمد بلال عثمان، يشرح أمس أمام البرلمان سبب منع مسيرة تجمع المهنيين والمعارضة، وسبب سماح مسيرة المؤتمر الوطني.
يقول بلال إن التجمع ليس شرعياً، لكن “إن طلب أي حزب من أحزاب المعارضة تسيير مسيرة فله ذلك”..!
ويعتبر الوزير أن الوطني حزب شرعي لذا سُمح له بتسيير مسيرة وإقامة حشد.
لا بأس من منع مسيرة المعارضة – فالناس اعتادوا على ذلك –  لكن هل هذا الخطاب يمكن أن يُقنع أطفالاً في المدارس، دعكم من راشدين وعاقلين؟!
هناك أكثر من 20 حزباً مسجلاً حشدو كوادرهم لتسيير مسيرة، ما الذي يجعل 1% من سكان الشعب السوداني يصدق هذه التبريرات.
القيادي البارز في المؤتمر الوطني علي عثمان محمد طه، وبصورة مفاجئة قال أمس إن الاحتجاجات التي عمت عددًا من مدن البلاد، أثبتت فشلها وضعفها و”البعض ظن أنها ستكون نهاية الإنقاذ لكنها لم تهز فيهم شعرة”.
وقبل عدة أيام قال القيادي نافع علي نافع، إن “المظاهرات انتهت والرسالة وصلت”.
إن اقترب الحزب وأعضائه المعروفين أكثر من الشارع، لوجودوا أن الوطني الآن يعتمد على عضويته فقط، وليس على “بعض العامة” عكس ما كان يحدث في سنواتٍ مضت.
أحد الأسباب الذي جعلت العامة يبتعدون عن الحزب وينأون عنه، محاولة التقليل من الطرف الآخر، والطرف الآخر، ليس أحد الأحزاب النظيرة والمنافسة، إنما “مواطنون سودانيون”.
هؤلاء المواطنون – غير المسيسون – وهم الأكثرية، يتضامنون مع بعضهم البعض، ويتجهون تلقائياً إلى من يشعر بمعاناتهم ولو شفاهياً، فيخسر الوطني وتكسب الأطراف الأخرى.
النصيحة الأخيرة.. كلما أشعر الحزب الآخرين أنه يتعامل معهم بذكاء سيكسب، وكلما ظن أنهم جهلة وسُذج، زاد الغضب عليه.

التعليقات مغلقة.

error: