باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
taawuniya 1135*120

محمد عبد القادر: “يستاهل المؤتمر الوطني”

علي كلٍ

1٬567
الطريقة التي تعاملت بها بعض احزاب الوثيقة الوطنية مع المؤتمر الوطني (في عز ازمته) كانت متوقعة نظرا لهشاشة تحالف  انتجته (مناورات تكتيكية) و(مصالح مؤقتة)، وحتمته ارتباطات لم تؤسس علي هدي  الانتماء لاهداف وطنية كبيرة .
 اعلنت عدد من الاحزاب في مقدمتها ( الاصلاح الان ) بقيادة الدكتور غازي صلاح الدين ومبارك الفاضل واشراقة سيد محمود امس الاول الانسحاب من الوثيقة الوطنية و الحكومة في خطوة
 ارادوا منها علي ما يبدو القفز من (سفينة الانقاذ) ونفض ايديهم عن المشاركة علي اساس ان مركب المؤتمر الوطني في طريقها للغرق.
وباستثناء الاسم الكبير في تاريخ السياسة السودانية الدكتور غازي صلاح الدين وحزبه( الاصلاح الان) والبلدوزر مبارك الفاضل واشراقة سيد محمود ، فلا اعتقد ان احدهم سمع ببقية الثلاثة وعشرين حزبا الموقعة علي المذكرة التي حملت اسماء من شاكلة اتحاد قوى الامة، حزب مستقبل السودان، جبهة الشرق، الجبهة الثورية لشرق السودان، تيار الامة الواحدة، حزب الوطن، حزب الامة الموحد…
ليس غريبا ان تمضي بعض الاحزاب بمواقف تحاول عبرها ركوب الموجة الجديدة ، وفتح قنوات مع التطورات الماثلة، هذا من حقها غير ان من حق الاخرين تقييم الخطوة  التي انطوت علي استعجال و (انتهازية ) وعدم تقدير جيد للموقف، اذ لا اعتقد ان الخروج من التحالف مع الحكومة في الزمن الضائع سيضمن للمغادرين اي اندماج في اية  تطورات لاحقة نجحت ام فشلت الاحتجاجات ودعوات التغيير .
تعامل المؤتمر الوطني مع الحدث وهو يقلل من قيمة المنسحبين السياسية ومحدودية تاثيرهم علي المشهد السياسي يجعلنا نكرر ما ظللنا نكتبه منذ فترة طويلة وندعو خلاله الوطني لابرام تحالفات مع احزاب قوية تقوم علي البرامج لا المصالح وتراعي اهمية التوافق مع الاقوياء داخل الملعب علي برامج الحد الادني بعيدا عن توهم الاجماع بصناعة احزاب كرتونية بلا طعم ولا نكهة ولا تاثير.
هاتفني احد الاعلاميين الاصدقاء من احدي المحطات العربية في محاولة لاستنطاقي حول تاثير انسحاب( 23) حزبا من المشاركة مع المؤتمر الوطني، قلت له انني لا اري اي تاثير لهذه الخطوة فاندهش الرجل وهو يردد علي مسامعي ( بس انسحاب 23 حزب من اي حكومة سيضعفها ) فكررت وجهة نظري واتفقنا علي ان ننتظر تاثيرات الخطوة علي المشهد السياسي.
حين عزم المؤتمر الوطني علي ادارة برنامج الحوار استبشر السودانيون خيرا بما يمكن ان يسفر عنه من نتائج تخاطب القضايا التي اسست للخلافات السياسية واورثت بلادنا الشقاق والاحتقان والمواجهات وعدم الاستقرار ، كنا ننبه الي اهمية فحص هوية المتقدمين للحوار ووضع معايير ترتبط بثقل احزاب وحركات مشاركة فاقت المائة ، غير ان الاختيار تم علي طريقة (حاطب الليل)، ومثلما جاء  بشخصيات وقوي محترمة  قليلة الا انه جمع كذلك واجهات مجهولة الانتماء ضعيفة التاثير، لا تملا جمعيتها العمومية (حافلة) ركاب ، احزاب يحملها اصحابها داخل (حقائب اليد)، بعض طالبي الوظيفة السياسية واخرون لم يسمع بهم احد.
طالبنا الوطني كثيرا بالتعويل علي الشعب وعدم الاعتماد علي الاحزاب الكرتونية في خلق المشهد السياسي الامن والمستقر لكنه ابي الا ان يصنع احزابا ويرعي واجهات علي حساب القوي الكبيرة ذات الثقل الجماهيرى والتاثير.
 لو مضت الحكومة بجدية تجاه الشعب فلن تنتظر مثل هذه الصناعة المكلفة لواجهات ديكورية تتمرد الان علي المؤتمر الوطني مع اول موجة احتجاجات علي سياسات الحكومة.
تمنيت ان تكون هذه القوي بما تضم من شخصيات مؤثرة تعد علي اصابع اليد الواحدة منها دكتور غازي ومبارك الفاضل جسر عبور بين الحكومة ومناوئيها ، تقرب وجهات النظر وتصيغ رؤي الحل ، لكنها للاسف اختارت ان تقفز من السفينة وتغازل القادمين علي صهوة جواد الاحتجاجات الاخيرة بخطاب افقدها تحالف الحكومة ولن يكسبها ود المعارضة.
علي كل (يستاهل المؤتمر الوطني) لاحسانه الظن في مثل هذه الاحزاب، وارجو ان يستفيد من مثل هكذا تجارب حتي لا يجد نفسه في مواجهة مع المثل السوداني القائل (التسوي بي ايدك يغلب اجاويدك).

التعليقات مغلقة.

error: