لم يجد الهلال أدنى صعوبة في التفوق على ضيفه فريق الشرطة القضارف وكان بإمكانه أن يسجل رقماً قياسياً من الأهداف لكنه اكتفى بـ(4)، ويمكننا أن نقول إن الهلال لعب بأقل مجهود وحقق المطلوب وهو الفوز وفك الارتباط تماماً مع الشرطة القضارف معتلياً الصدارة رغم آمال وأحلام سيادة اللواء عادل جمال رئيس نادي الشرطة القضارف الذي أطلق تصريحات قبل المباراة أعتقد أنها تصريحات (تشجيعية) لنجومه رغم أنه في قرارة نفسه على قناعة تامة بأن فريقه لا يقوى على الصمود أمام الهلال، المهم الشوط الأول في المباراة لعب الهلال وكأنه يتدرب على أرضه دون أدنى مقاومة من فريق الشرطة الذين وقفوا يتفرجون على نجوم الهلال وأفسحوا لهم الطريق لمرماهم فاستقبلت شباكهم هدفين فقط وأضاع رماة الهلال ضعفها بالتسرُّع تارة وبالرعونة تارة أخرى .
تمرين بطئ للهلال في الحصة الأولى للمباراة، لكن إيقاع اللعب ارتفع بشكل ملحوظ في أعقاب التبديلات التي أجراها الزعفوري بدخول جيوفاني بديلاً لموفق صديق المصاب، ودخول بشة الصغير بديلاً للضي ، تلك التبديلات جعلت الهلال يفرض أسلوبه داخل الملعب لمرمى الضيوف أكثر من أربع مرات، لكنه اكتفى بهدفين فقط لوليد الشعلة وجيوفاني .
فريق الشرطة ورغم فصاحة مجلس إدارته إلا أنه فريق متواضع القدرات والإمكانات الفنية والدليل أن الهلال كان بإمكانه أن ينزل به هزيمة تاريخية لولا إهدار الفرص الذي كان الطابع الأبرز لنجوم الفرقة الزرقاء .
مباراة الأمس، ومباراة الهلال أمام الرابطة كوستي ومباراة المريخ والموردة أثبتت أن الكرة السودانية في أزمة حقيقية، وأن الفارق الفني بين الهلال والمريخ و بقية الأندية كبير للغاية، تلك الأندية تحتاج لعمل فني كبير، لأن هذه المسابقة أن سارت على هذا النهج فسيجد الهلال والمريخ لوحدهما في الساحة كما ظلا يفعلان المواسم الماضية .
نعم، ربما يكون الأمر متعلقاً بالأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد – حالياً، لكن المصيبة هي أن نوعية اللاعبين في تلك الأندية بلا إمكانات تعينهم لإثبات وجود أنديتهم أمام أندية القمة والدليل على ذلك كمية الأهداف المحرزة خلال المباريات الأخيرة التي بلغت عدداً مهولاً من الأهداف، خمسة عشر هدفاً، نالهما الهلال والمريخ في ثلاث مباريات فقط، الموردة اكتفت بنصف دستة من الأهداف، ثم جاءت الرابطة كوستي التي استقبلت شباكها خمسة أهداف، وبالأمس استقبلت شباك الشرطة القضارف أربعة أهداف وكان بالإمكان أن يرفعها الهلال إلى عشرة أهداف كاملة لو أراد نجومه .
المهم في الأمر كما قلت لم يجد الهلال أدنى صعوبة في التفوق على فريق الشرطة القضارف واكتفى برباعية بيضاء دفعت بالفريق لمركزه الصداري منفرداً وفك الارتباط نهائياً مع الفريق الذي كان يحلم نجومه ورئيسه سيادة اللواء، مفاجأة الهلال، لكن الأزرق استخدم ملكات نجومه وأفاقهم من تلك الأحلام، لأن كرة القدم لا تبنى بالأحلام لكنها تقوم على الإمكانات بشتى أنواعها ولا أعتقد أن أفراد الشرطة يملكون تلك الإمكانيات التي تؤهلم للتعادل مع الهلال ناهيك عن الفوز عليه .
أخيراً أخيراً..!
في سبيل مواصلة الأكاذيب والاتهامات من اتحاد شداد للاتحاد السابق الذي ترأسه الأخ الحبيب معتصم جعفر، اتهم شداد قيادة الاتحاد السابق بأنهم كذبوا على الفيفا بإدعاء أن للاتحاد السوداني نشاط بدوري السيدات، تلك الحقائق كشفها الحبيب مزمل أبوالقاسم عبر العزيزة (الصدى) بالأمس، ونشر مزمل بالمستندات الكذب الذي يمارسه اتحاد شداد من أجل (حفنة دولارات) ليس هذا فحسب، بل أدعى اتحاد شداد أن الاتحاد السابق الذي قاده معتصم جعفر كذب على الفيفا، لكن ما نشره الحبيب مزمل من تقرير أورده الاتحاد الدولي لكرة القدم يؤكد أن اتحاد شداد هو من كذب على الفيفا وهو يدعي أن لديه دليل أن التقرير السنوي الصادر من قبل الاتحاد الدولي للعام 2016 والصادر في العام 2017 لم يشر لاسم السودان بأنه يملك دوري للسيدات وهو ما يؤكد أن الاتحاد السوداني السابق لم يكذب على الفيفا كما أدعى شداد ومن كذب هو اتحاد شداد بحسب ما هو منشور والذي ورد فيه، كما أشار التقرير عن وجود تسعة أندية، خجلاً لم (يسمها) شداد قال إنها تلعب دوري بنظام الصعود والهبوط، والدوري به تسعة أندية إذ ينطلق الدوري في يناير وينتهي في سبتمبر، هذا ما حواه تقرير الاتحاد الدولي السنوي، وهنا في السودان لم نسمع بهذه المنافسة أصلاً إلا أن تكون (منافسة سرية) يديرها أناس من كوكب آخر .
لا أدري لماذا يكذب اتحاد شداد؟ ولماذا يتهم قيادة الاتحاد السابق بالكذب وهو من أدعى أن باتحاده تسعة أندية تمارس نشاطها باستمرار وتلعب دوري يحدد الهابط والصاعد .
نفترض أن اتحاد شداد لم يمارس الكذب أصلاً، وسنطلق العنان لعقولنا ونتصوَّر أسماء تلك الأندية، ومن الهابط ؟ ومن الصاعد لتلك الدرجة الوهمية التي ادعاها شداد واتحاده .
يملك الهلال فريقاً للسيدات تشرف عليه إحدى مهيرات الهلال، كما يملك المريخ فريقاً للسيدات تشرف عليه الأخت الزميلة سمية طه، مديراً فنياً، والموردة تملك فريقاً للسيدات تديره الزميلة ماريا، وكذا الحال بالنسبة للخرطوم الوطني والأهلي الخرطومي والوادي نيالا والأمل عطبرة وأهلي مروي ومريخ الفاشر، تلك هي أندية الدرجة الممتاز، فيا ترى أين أندية الدرجة الأولى والتأهيلي والدوري الوسيط الذي يؤهل للنخبة؟
ليس عيباً أن يطلع الاتحاد الدولي لكرة القدم أن ممارسة المرأة لكرة القدم في السودان مسألة غير ممكنة، أو أنها تبدو مستحيلة على الأقل في هذا الوقت، بل في أي وقت لأن تربية المرأة السودانية تختلف تماماً عن تربية المرأة في أوربا وعدداً من الدول الأفريقية، كان على اتحاد شداد أن يكون صادقاً مع نفسه ومع الاتحاد الدولي لكرة القدم، ولا يتهم قادة الاتحاد السابق بالكذب وتبديد الأموال المخصصة للنشاط النسوي، لكن اللهث وراء دولارات الفيفا دفع اتحاد شداد للكذب ولم يدروا أن حبل الكذب قصير.
أخيراً جداً..!
قلنا، ونكرر، ونقول مجدداً إن شداد عندما جاء به الحزب الحاكم لإدارة الكرة السودانية جاء به لينعم بالتطور، لكن الرجل ركل تلك التوجيهات بعنجهيته المعروفة، وبدأ يقتص من قادة الاتحاد السوداني السابق تلميحاً وتصريحاً، ظاناً أن تلك الأفعال ربما أشفت ما بصدره عنهم لأنه بحسب ما يعتقد باعوه واستفردوا بالحكم، لذا أراد أن يقتص منهم بتلك الأكاذيب والتضليل .
تلك السياسة التي ينتهجها شداد هي التي دفعت بالهلال لملحق الكونفدرالية، وتلك السياسة هي التي أطاحت بالمريخ والأهلي شندي والهلال الأبيض من مسابقات الكاف، رجل جاء ليقتص فهل نرجوه أن تشهد الكرة في عهده التطور؟ لا أعتقد.
اذهبوا فأنتم الطلقاء
التعليقات مغلقة.