قسم خالد: حذارى يا زعفوري..!

يجب أن نقر، ونعترف، ونبصم بالعشرة بأن فريق موكورا البورندي الذي أوقعته قرعة الترضية أمام الهلال فريق بلا تاريخ، بل فريق مغمور ولولا أن الفريق حضر للخرطوم وواجه هلال الأبيض في البطولة الكونفدرالية لما سمع به أحد، وعلى الرغم من أنه فريق مغمور إلا أنه فريق منظم للغاية، لاعبوه صغار السن، يجيد التنظيم الدفاعي ويمتلك لاعبين يتمتعون بالسرعة الكافية ويعتمدون على الهجمات المرتدة خاصة خارج قواعدهم .

معظم أنصار الهلال ظلوا يتحدثون عن القرعة بأنها (ابتسمت للهلال) لا أقول إن قولهم مردود عليهم، لكنني أقول إن هؤلاء الأنصار متفائلون أكثر مما يجب، ومصدر تفاؤلهم مكانة الهلال الكبيرة وسمعته الأفريقية، وفي المقابل أن الفريق الرواندي يبدو حديث عهد ببطولات أفريقيا ولن يصمد أمام فريق بحجم الهلال، تلك هي نظرتهم، وتبدو نظرتهم أقرب للحقيقة، لكن في ظل الوضع الراهن الذي يعيشه الهلال تبدو الأمور غير مضمونة العواقب في وجود التونسي إراد الزعفوري الذي حقق فشلاً ذريعاً في إدارة مباراتي فريقه الأخيرتين أمام الأفريقي التونسي ونال لقب المتسبب الأول في وداع الهلال للأبطال .

ولأن مجلس الهلال لا تهمه الأمور الفنية بالفريق أو بالأصح لا يعرفها، جدد الثقة في هذا الزعفوري وكأنه يريد أن يقول لجماهير الهلال (هذه حدود إمكاناتنا) .

موكورا يمتاز كما قلت بالتنظيم الدفاعي الجيد، وثغرات الهلال في هذا الخط لا تحصى ولا تعد خاصة في العمق الدفاعي، معظم نجوم الهلال بطيئ الحركة خاصة في وسط الملعب بينما يعتمد الفريق الرواندي على سرعة الانتشار ويتميَّز -أيضاً- بصغر عمر لاعبيه وبالتالي سيكون التفوق في هذه المنطقة حاضراً بالنسبة لهم، ليبقى السؤال هل رصد الزعفوري هذا الفريق أم تراه سيعتمد على تقارير غيره في التعرف عليه؟

أزمة الهلال الحقيقية تكمن في جهازه الفني، الفريق يملك خامات طيبة للغاية، تلك الخامات تحتاج إلى كادر تدريبي جيِّد يحسن وضع التشكيل المناسب، القراءة الجيِّدة للخصم، وضع الخطط وطرق اللعب للانتصار، الخبرة الكافية في بطولات الاتحاد الأفريقي، لكن للأسف الشديد لا تتوافر أي خاصية من تلك الخواص المطلوب توافرها في الكادر الفني للهلال وبالتالي فإننا لا يجب أن نحلم بأن نذهب في هذه البطولة بعيداً، مالم يفطن مجلس الإدارة للقصور التدريبي بالفريق ومحاولة معالجة هذا القصور قبل فوات الأوان .

رئيس الهلال كعادته لا يفهم كثيراً في الأمور الفنية، تلك حقيقة هو يدركها جيداً، وبالتالي فإن تجديده الثقة في هذا الزعفوري، أما خوفاً من انتداب مدرب يكفله أموال طائلة في زمن عز فيه الدولار، أو أن هذا المدرب مطيع وليس كغيره (بسمع الكلام) والتوجيهات ولا يعصي له أمراً، يعني عندما يقول له أشرك جمال سالم في حراسة المرمى يقوم بإشراكه حتى دون الرجوع لمدرب الحراس، وعندما يقول له أشرك يونس أو أمنحه فرصة يقوم الزعفوري بإشراكه، ليس هناك سبب ثالث لإصرار الكاردينال على عدم انتداب مدرب كبير يوازي مكانة الهلال الكبيرة .

رئيس الهلال يعلم علم اليقين أن الزعفوري لا يملك إمكانات أن يشرف على فريق بحجم الهلال، هو يدركها ومجلسه كذلك، لكن اتخاذ القرار في الهلال يمر بعدة منعطفات ليس من بينها الهلال للأسف الشديد .

أبعد لامين نداي لأنه ما (بسمع الكلام)، أبعد نداي لأنه رفض أن يشرك جمال سالم في ديربي أبوظبي، أبعد نداي واتهم بأنه مدرب لا يملك شهادات تؤهله للإشراف الفني على فريق كبير بحجم الهلال، ليظل الزعفوري بكل سوءاته مدرباً للهلال.

أخيراً أخيراً..!

قرأت تصريحاً لمدرب الأحمال الزعفوري (أن صح) برر فيه عدم إشراكه لمتوسط ميدان الفريق شيبوب قال فيه أنه لم يشرك اللاعب في جولة الذهاب هناك في رادس لأنه علم أن هناك وكيل لاعبين أراد أن ينقل اللاعب للاحتراف  الخارجي؟ أي والله العظيم قالها هكذا لذا رفض أن يشركه في تلك المباراة، وعندما حانت جولة الإياب علم ثانية أن الوكيل لازال يراقب اللاعب فأبعده ودفع بذات التشكيل الذي لعب به في رادس وقام بإشراكه في الحصة الثانية، ليبقى السؤال ولماذا لا يحترف شيبوب إذا كان يملك الإمكانات التي تؤهله للاحتراف؟ وأين مصلحة الهلال في بقاء شيبوب على دكة البدلاء، وهل كان للتدخل الإداري أو تدخل الرئيس دوراً فيما ذكره الزعفوري؟

تلك الحادثة وهذه التصريحات أوضحت بجلاء أن الرجل أي الزعفوري (مسيَّر) تماماً، وإلا ماهي مصلحته في أن لا يحترف شيبوب خارجياً؟

كما أوضحت تلك الحادثة أن الرجل لا علاقة له بالاحترافية، كان من الأولى أن يشرك شيبوب ما دام أن اللاعب جاهز بدنياً ونفسياً لخوض هذه المباراة، وبعد الوكيل هو الذي يحدد وليس سيادته.

أخيراً جداً

بطبعي أنا متفائل، ولا أمنح الأشياء أكثر مما تستحق، لكن الأحوال الفنية بنادينا غير مبشرة إطلاقاً، في ظل وجود الزعفوري قائداً للعمل الفني بفريق كرة القدم بنادي الهلال .

يخوض الهلال اليوم مباراة مهمة أمام فريق الشرطة القضارف، مباراة مهمة باعتبار أن الضيوف يسعون لإحراج الهلال على ملعبه بحسب ما صرح سعادة اللواء الخلوق عادل جمال تعوَّد الأزرق على ملعبه وهو يراهن على فوز فريقه بالجولة لفض الاشتباك كما قال، وأضاف في تصريحاته أنهم في نادي الشرطة سيقبلون التعادل على مضض، من حق السيد اللواء أن يحلم لكن حلمه يجب أن يتوافق مع إمكانات فريقه وإمكانات السيد الهلال .

أروع مافي السجود أنك تهمس فيسمعك من في السماء.

سبحانك اللهم وبحمدك