باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
1135*120   Last

محمد عبدالقادر: صبراً آل ياسر.. بلاغ عاجل!!

2٬189
تالمت جدا لرواية الاخ الحبيب ياسر عبدالله المحرر العام ل(صحيفة السوداني) وهو يسرد واقعة تعرضه لاعتداء لفظي وجسدي بعد رفعه علي (سيارة بوكس) من امام مبني الصحيفة اثناء اندلاع تظاهرة المهنيين .
ياسر لم يكن ضمن المتظاهرين وان كانت صفته الصحفية تكفل  وجوده في قلب الحدث،  كل ما فعله انه وقف امام بوابة الصحيفة وانحاز الي زميله اليسع الذي رفض الانصياع لاوامر من هم ب(البوكس) حينما طلبوا منه ب(تعال وعجرفة) ازالة حجارة وضعها المتظاهرون كمتاريس لمنع مرور السيارات.
 ياسر موثوق عندي فهو مخبر صادق عرفته صالات التحرير لسنوات طويلة مهني لايلون الحقائق ووطني لا يتلون مع المنابر كما الحرباء ، صاحب رؤية وبصيرة حتمتها دربته العالية كراصد و مراقب وصانع ومحلل وصائد للاخبار (الكار) الذي جمعنا في مهنة الصحافة، هو معروف لدي كذلك منذ ايام شندي كشاب خلوق وعصامي وابن بار باهله ، سليل اسرة  محترمة وفاضلة.
تعرض ياسر للضرب الموجع والاذلال المفجع والشتم المقذع من اناس قال انهم يرتدون زي الشرطة لكنهم ليسوا بافراد شرطة ينتعلون احذية عادية من شاكلة ( شبشب ومركوب) قبل ان يضيف -بتسام يحمد له – ان الشرطة كانت منضبطة جدا في تعاملها مع الاحداث، وينصف منسوب لجهاز الامن كان مرابطا في مبني اكاديمية الامن المجاورة للسوداني راقب الجناة والح عليهم  وتابعهم حتي اطلاق سراحه في شارع البلدية .
الاثمون الذين تصدوا لياسر واطلقوا الرصاص امام مبني صحيفة سبوا عقيدة ياسر ووالده  وكالوا شتائما بالفاظ يندي لها الجبين لم تستثن حتي المرحومة والدته في قبرها .
 من المسافة بين صحيفة السوداني وبداية شارع البلدية ظل ياسر يتعرض للاساءة  والشتيمة والضرب المركز علي الراس والوجه حتي سالت الدماء من انفه، حاولوا اجلاسه ارضا لكنه رفض رغم ما ناله من الجلادين وظل واقفا شجاعا لم تنكسر فيه الا روحه اسي وحزنا علي شتيمة والدته الكريمة في قبرها وبالفاظ نابية، ومثل ما قال الراحل محجوب شريف: ( كل الجروح بتروح الا التي في الروح).
حسب افادات ياسر : المعتدون كانوا يرتدون زي الشرطة ولكن سرعان ما تكتشف انهم ليسوا منتسبين للشرطة التي تعاملت بانضباط مع الاحداث،  ياسر قال ان رجل امن تابع الجناة من مبني اكاديمية الامن المجاورة  وراقبهم حتي اطلقوا سراحه، الفريق اول صلاح قوش مدير الامن والمخابرات نفض يده عن المشاركة في فض التظاهرات الا بطلب من الشرطة، الفريق حميدتي تبرأ في تصريحاته الاخيرة من التدخل كذلك، تعامل الجيش وجد استحسانا من المواطنين في عدد من مدن السودان اولها عطبرة.
طالما ان المعتدين ليسوا من الجيش ولا الشرطة و لا ينتسبون للامن والدعم السريع  فمن اين اتي هؤلاء؟ الذين يزعمون حمايتهم للحكومة بسب العقيدة وشتيمة الامهات بالالفاظ النابية .
 مثل هذا السؤال جدير بطرحه امام السلطات وكل اطراف المعادلة السياسية الذين يتبادلون الاتهامات حول الجهة المتسببة في الاعتداء واطلاق النار علي المتظاهرين، المعارضة والحكومة تتبادلان الاتهامات حول المسؤولية  فيتوزع دم الضحايا الغالي بين القبائل والغبائن وتصفية الحسابات السياسية والاستثمار في اجواء الانتقام والتدمير؟!
 رواية ياسر تؤكد  بوضوح ومن غير لبس وجود اطراف ليست نظامية تستثمر في اجواء الفوضي  وتحاول ادخال بلادنا في دوامة عنف و(حرب شوارع) لن يعلم مداها الا الله، هذا بلاغ جاهز يحتاج الي تحقيق عاجل من الاجهزة السياسية والعدلية.
 ليس كافيا ان تتبرا الاجهزة الرسمية من استهداف المتظاهرين  ، لابد للحكومة وهي المسؤولة عن تامين الناس اماطة اللثام عن الحقائق الكاملة  وملاحقة ومحاكمة المتهمين بالقتل والترويع عبر اجهزتها العدلية والامنية والشرطية .
 الدولة معنية قبل غيرها بمحاصرة مظاهر التفلت التي تديرها جهات تتسرب داخل فوضي الاحداث وتستحل دماء الناس واعراضهم متي ما سنحت لها الفرصة واختلط الحابل بالنابل، تري الي اين سيمضي هؤلاء بما تبقي من وطن؟!.
 اتمني ان تتولي الجهات المختصة التحقيق في قضية الاعتداء علي الاخ ياسر ولتكن مدخلا لمحاصرة مظاهر التفلت المنسوبة لجهات لا علاقة لها بالاجهزة النظامية، ولنتخذها – اي الحادثة-  مقياسا لرسم  وتوقع سيناريوهات مظلمة تهدد امن المواطن  وخريطة الوطن اذا ما استمرت مثل هذه الممارسات دون ان تجد التحقيق اللازم و العقاب الرادع ،  رسالتنا للجميع : اتقوا الله في هذا الوطن.

التعليقات مغلقة.

error: