باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
taawuniya 1135*120

مزمل أبو القاسم: للعطر افتضاح

2٬964

الوطن قبل الوطني
* ثم ماذا بعد؟
* ما المخرج من الأوضاع الحرجة التي تعيشها البلد منذ فترة؟
* لا نريد أن نجترّ ما كتبناه من قبل عن ضرورة تدارك الأمر قبل أن يستفحل، وتتضخم فواتيره وتبهظ، وتخرج الأوضاع عن نطاق السيطرة.
* سردنا تفاصيل الأزمة الاقتصادية بحذافيرها في هذه المساحة، صبيحة اجتماع المكتب القيادي للمؤتمر الوطني، ووضعناها بكلياتها على طاولة الممسكين بزمام الأمور، وطالبناهم بمواجهة الأزمة المستفحلة بما يلزم من إجراءات.
* نادينا بحل الحكومة وتكوين حكومة طوارئ، تنحصر مهمتها في القضاء على الشُح الذي طال كل شيء، والاجتهاد لإعادة الأوضاع إلى طبيعتها، لتخفيف معاناة الناس، وتنفيس حالة الاحتقان التي تسيطر على الشارع، وذهبت نصائحنا (بندق في بحر).
* صمُّوا آذانهم، وعصبوا عيونهم، وأبقوا على حكومةٍ عاجزةٍ مترهلة، بطيئة الحركة، عديمة الإحساس بمعاناة الناس، وتمسكوا بشركاء لا يملكون لهم نفعاً، بل إن ضررهم أكبر من نفعهم، وها هي الأيام والأحداث تثبت لهم أن شركاءهم المزعومين بلا قواعد، ولا رصيد جماهيري يعين الشريك ويدعمه في وقت الحارة.
* أحزاب كرتونية، وتنظيمات هلامية، تضم منتفعين يسعون إلى الاستوزار بأي ثمن، ويرضعون ثدياً جفَّ حتى درَّ الدم بدلاً من اللبن.
* لو كانت لهؤلاء قواعد حقيقية لسارعت إلى دعم الشريك وقت الضيق، ولكن هيهات.
* قد يقول قائل لماذا تلومون أنصار الأحزاب الموالية على عدم دعمهم للحكومة، طالما أن عضوية المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية ذاتها، التي قيل إن تعدادها بالملايين، وقفت تتفرج على دُور الحزب وهي تستباح وتُحرق، من دون أن تهب للدفاع عنها أو حمايتها، والسؤال منطقي، لكن إجابته سهلة.
* عامة أنصار الحزب الحاكم اكتووا هم أنفسهم بأزمةٍ اقتصاديةٍ مستفحلة، عطلت كل مناحي الحياة، وأثرت حتى على الميسورين، ناهيك عن الفقراء المعدمين، ونعتقد أنها أقعدت بهم عن نصرة حكومتهم، وجعلتهم زاهدون في المسارعة إلى دعمها، لأنها خذلتهم، ومنعتهم حتى الدفاع عنها باللسان، وذلك أضعف الإيمان.
* أهدروا الوقت في التمسك بمن لا يستندون إلى أي شرعية أو قواعد جماهيرية، وتلكأوا في التحرك حتى انفجرت الأحداث، وخرجت مسيرات الغضب في الولايات قبل الخرطوم.
* حتى المدافعين عن الحكومة في وسائل التواصل الاجتماعي تواروا عن الأنظار، وتركوا الفضاء الإلكتروني بالكامل للمعارضين، كي يبثوا صور وفيديوهات التظاهرات على مدار الساعة، ويحضوا الناس على المشاركة في المسيرات ليل نهار.
* أقرت السلطة في قمة هرمها بالمشقة التي أنهكت الناس، واعترفت بحق المواطنين في التظاهر، وطالبتهم الابتعاد عن الحرق والتخريب، فاستجابوا، ومارسوا حقهم الدستوري بذات النهج في العاصمة على الأقل، ومع ذلك تم أخذهم بالشدة.
* يبقى السؤال عن الحل قائماً.
* هل تمتلك الحكومة مخارج تنجيها من السقوط، أم أن الوقت فات، واتسع الخرق على الراتق؟
* ماذا يعني التمسك بدأت التركيبة العاجزة المترهلة للسلطة التنفيذية، بعد أن أوصلت البلاد إلى مرحلة غير مسبوقة من التراجع في كل شيء؟
* التعويل على الإجراءات الأمنية وحدها ليس حلاً.
* تم إغلاق الجامعات والمدارس وحتى رياض الأطفال ودور الحضانة، وتعطيل مواقع التواصل الاجتماعي، ومنع التجمعات، واعتقال المعارضين، ونشر التاتشرات والبكاسي المظللة في الشوارع، فهل أجدى ذلك شيئاً؟
* هل أوقفت تلك الإجراءات المتشددة التظاهرات؟
* هل ستفلح الحكومة في معالجة الأزمة الاقتصادية، إذا نجحت في وقف الاحتجاجات؟
* التفكير ينبغي أن ينصرف إلى إنقاذ الوطن كله من الانزلاق إلى التفكك، ولا ينحصر في السعي للمحافظة على سلطة الإنقاذ وحدها.
* وسِّعوا نطاق الرؤية، وتجردوا في الاجتهاد لإبرام حل ناجع بإجراءات جريئة، تعالج جذور الأزمة، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، وتعصم البلد من الوقوع في المحظور.
* اجتهدوا في المحافظة على الوطن قبل (الوطني)، فقد مضى كل الزمن.. أو كاد، فإن لم تفعلوا فتدبروا معي قول المولى عز وجل في سورة (آل عمران): (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ ۖ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ). صدق الله العظيم.
د. مزمل أبو القاسم

التعليقات مغلقة.

error: