يواجه الصادق المهدي زعيم حزب الأمة القومي وإمام طائفة الأنصار خلال هذه الفترة، هجوماً عنيفاً بسبب الخطاب الذي ألقاه أمام حشد – قدر بالآلاف – في دار حزبه، وللأسف الشديد انجرت بعض الصحف مع الهجوم واختذلت خطاب الرجل فقط، في جزئية (الاحتباس الحراري)، والشئ المعروف للجميع وأنا اتحدث كصحفي عمل في تغطية أخبار حزب الأمة لسنوات ليست بالقصيرة، معروف أن خطاب المهدي ينقسم لعدة أجزاء ومحاور، فقد تحدث في محور كامل في خطابه أمس عن أزمات الوطن، ودعا لتشكيل حكومة قومية وهي دعوة ظل الرجل يكررها لسنوات، وجاءت جزئية (الاحتباس) كجزء من الخطاب وليس جوهره.
والبعض الآخر ألقى باللائمة على جماهير الأنصار وعاتبها على عدم مشاركتها في التظاهرات ضد النظام التي انتظمت عدداً من مدن البلاد، وكأنهم يعتبرون جهود التغيير عبر الانتفاضة الشعبية كـ “الصورة الفوتوغرافية”، إن لم تشهدها لن تظهر في الحدث، وهذا قصر فجهود التغيير تظل مستمرة ومتواصلة فمن لم ينضم إليها اليوم يمكنه الانضمام غداً، وربما تشهد التظاهرات انشقاق البعض من النظام وانضمامهم إلى الثورة كما شهدت كثير من بلدان العالم.
أما الهجوم على الرجل لأنه أبدى استعداداً للحوار مع نظام البشير، فهذا هو الاستهداف بعينه فالرجل لم يفاوض لوحده وكان في الجولة الأخيرة ضمن قوى نداء السودان، وهو يضم حركات مسلحة وأحزاب تناصب النظام العداء فلماذا الهجوم على حزب الأمة وزعيمه لوحده.
وأكرر رأيي أن الهجوم المتواصل والعنيف على حزب الأمة وزعيمه المهدي، يأتي في سياق استراتيجية معدة بدقة من تيارات اليسار لضرب الأحزاب التقليدية “الطائفية” في مقتل واغتيال زعاماتها سياسياً، من أجل أن تخلو لهم الساحة وحدهم، حتى إذا سقط النظام تخلو لهم الساحة لوحدهم وعندها يقيمون مؤتمرهم “الدستوري” المقرر ليقرروا ما يريدون بعد تحييد الأحزاب الطائفية والتشكيك في مواقفها من القضايا الوطنية.
قوى اليسار تغار وتحسد المهدي وحزبه بأنه لا يزال عندهم الآلاف من المؤيدين والمحبين والمنتمين لطائفة الأنصار بالرغم من هذا الاستهداف المستمر من “اليسار” ومن النظام، وهم يعرفون مسبقاً أن أي قيادي في أحزابهم لن يجد عشر هذا الاستقبال.
ونذكر هؤلاء أنه إن قامت اليوم تظاهرة في أم درمان وتعرضت للقمع سيأوي المتظاهرون إلى دار حزب الأمة الذي يهاجمونه وزعيمه “ليل – نهار” وسيجدون أمامهم بنات المهدي في الطليعة وسيستقبلهم الأنصار في دارهم دونما منٍ ولا أذى.
أنا هنا لا اعتبر أن كل مواقف المهدي وحزبه كانت صائبة فحزب الأمة فعلياً يمر بكثير من العقبات والأخطاء في القرارات في إزاء كثير من القضايا، لكنني أرفض الاستهداف والاغتيال السياسي لأي تيار أو حزب أو زعيم سياسي.
أما شباب حزب الأمة الذين أعلنوا “استقالاتهم” أو تجميد نشاطهم في الحزب، فهم في رأيي قد انجرفوا مع التيار، لأن الصحيح من حيث المبدأ هو دفع حزبك تجاه الموقف الذي تراه صحيحاً وليس ترك الحزب في هذا التوقيت الحرج من عمر الدولة السودانية.
عاجل
- رئيس مجلس النواب الأميركي يعلن فوز ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركية
- الجيش يبسط سيطرته على الدندر
- استشهاد قائد منطقة البطانة العميد أحمد شاع الدين
- البرهان يتفقد المواطنيين بمدينة أمدرمان
- طيران الجيش يقصف مواقع تجمعات قوات الدعم السريع شرق الفاشر
- السودان.. إسقاط مسيرات في مدينة كوستي
- السودان.. حرق برج الاتصالات في الخرطوم
- حميدتي يقيل مستشاره يوسف عزّت
- الجيش يصدّ هجومًا للدعم السريع على مدينة سنار
- السودان..إسقاط مسيرات في كوستي
التعليقات مغلقة.