الخبز التجاري.. وقود الاحتجاجات الشعبية
الخرطوم: باج نيوز
ما أن بدأت الحكومة السودانية في بدء تطبيق مايسمى بـ(الخبز التجاري) في عدد من الولايات، حتى عمت الاحتجاجات الشعبية أنحاء البلاد.
أمس (الأربعاء) ضجت شوارع بورتسودان، عطبرة، مدني باحتجاجات المواطنين على خلفية طرح المخابز للخبز التجاري بواقع ثلاثة جنيه للقطعة.
واليوم (الخميس) انضمت شندي، دنقلا، القضارف إلى قائمة المدن المحتجة ليس على الخبز فحسب إنما على الأوضاع المعيشية التي أمسكت بتلابيب المواطنين.
في العاصمة السودانية الخرطوم بدا الوضع مختلفاً فلا يزال عدد كبير من المخابز يعمل بالخبز المدعوم مع بروز اتجاه قوى لتطبيق التجربة إلا أن الاحتجاجات في بعض المدن ربما تأخر من قرار التطبيق.
ويبدو أن رئيس الوزراء ووزير المالية يرى في رفع الدعم عن الدقيق انفراجاً اقتصادياً إلا أن ملابسات رفع الدعم مثيرة لحساسية المواطن وسط الضائقة المعيشية الحالية.
ويستورد السودان القمح سنوياً بقيمة 700مليون دولار ويسعى إلى ردم الهوة في الميزان التجاري إثر توسع الفارق بين العملة المحلية وسلة العملات الأجنبية الأمر الذي أدى إلى عجز الميزان التجاري بنسبة لاتقل عن 40% .
ونقل رئيس معتز موسى رئيس الوزراء للصحفيين الأربعاء ” لماذا ندعم الخبز لكل الطبقات الاجتماعية ينبغي أن نوجه الدعم للفقراء فقط ” وتؤكد مؤشرات أن الدولة تدرس خيار طرح نوعين من الخبز الأول مدعوم والثاني تجاري بسعر أعلى ووزن أكبر .
يقول يحي عبدالله وهو صاحب مخبز في ضاحية جبرة ” لن يشتري المواطنين خبزاً مدعوما بسعر 3جنيهات والمدعوم يباع بواحد جنيه هذا فرق شاسع أعتقد أنهم يحسبون كمية الخبز “.
ويعتقد يحي أن الخبز التجاري قد ينجح لبعض الفئات الاجتماعية التي يمكنها شراءه لكن أزمة الدقيق المستمرة منذ عامين استفلحت تماما الآن والمشكلة أنه كلما انخفضت العملة أمام الدولار ستضطر الحكومة إلى رفع أسعار الخبز.
وأدت أزمة الخبز إلى احتجاجات شعبية في مدن بورتسودان وعطبرة وبربر اذ أن غالبية مناطق البلاد بما فيها الخرطوم تشكو من شح الدقيق وطوابير الخبز وفي مدن أخرى طبقت زيادات تستمر منذ شهور فمثلاً تباع قطعة الخبز في بعض مناطق إقليم دارفور بقيمة 5جنيهات .
ويقول المحلل الاقتصادي محمد الجاك لـ(باج نيوز) ” الحكومة لا تدعم القمح كلما شعرت بفجوة في الموازنة تتجه إلى القمح والمحروقات لإنقاذها من التعثر المالي والقمح مستقر الأسعار عالمياً “.
ويضيف الجاك ” المشكلة ليست في الدقيق المشكلة في الاقتصاد الكلي كلما تطور الاقتصاد لن تتدهور العملة، كما أن زيادة أسعار الخبز تعجل بالخلل الاجتماعي وزيادة الفقراء والخلل في الاستثمار بشكل عام بجانب ارتفاع الكلفة الأمنية لمقابلة الاضطرابات الاجتماعية.
اشترى آدم من مخبز بضاحية النزهة خبز بقيمة 50جنيهاً لـ50قطعة خبز بعد أن وقف حوالي 35دقيقة في الصف مساءً ويقول هذا الشاب إذا اشتريت خبز تجاري هذا يعني أنني سأدفع 150جنيهاً لشراء 50قطعة وعندما يقولون أن الوزن سيكون كبيراً من يضمن ذلك أعتقد أن حجم الخبز في السودان لن يزيد عن 40 جراماً مهما كانت التصريحات الحكومية والتطمينات.
ويقول نائب المدير العام لمطاحن الحمامة نصر الدين أبوبكر لـ”باج نيوز” إن قطاع المطاحن يعاني من شح الوقود نفسه لنقل شحنات القمح من بورتسودان إلى الخرطوم بجانب شح النقد الأجنبي ما يعني أن المشكلات التي تواجه إنتاج الدقيق معقدة ومركبة لا تحل بالإجراءات الحالية”.
التعليقات مغلقة.