لم يكن موفقاً اطلاق صفة السرية علي زيارة الرئيس البشير الي سوريا ، فالزيارة السرية لا تعلن في يومها على الاقل، بل ان الزيارة ( السرية ) أعلن عنها بعد اقلاع طائرة الرئيس مباشرة وقبل وصولها الي الخرطوم ، وانهمرت الرسائل في وسائط التواصل الاجتماعي باعلانات رسمية (بعد زيارة سرية خارجية ناجحة رئيس الجمهورية سيعود للبلاد في تمام الساعة التاسعة وربع مساء وتصريحات صحفية فى المطار بالصالة الرئاسية والدعوة موجهة للأجهزة الاعلامية كافة ) ،
وسوي كان الاصطلاح الصحيح هو زيارة سرية او زيارة غير معلنة ، فربما يتساءل السائلون لماذا سرية او غير معلنة ؟ وماذا كان المتوقع حدوثه لو اعلنت رئاسة الجمهورية عن الزيارة ؟ وما الذي كان سيعيقها ؟ خاصة وان هناك تكهنات بأن الزيارة ربما تمت بتغطية تأمينية روسية .
الحقيقة المعروفة هي ان العلاقات السودانية السورية لم تشهد قطيعة وظلت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين قائمة علي مستوي السفراء ، ولم يقم اي من البلدين بسحب سفيره طيلة الفترة الماضية ، بالاضافة الي تواصل رسمي وحزبي ولذلك لم اجد تفسيراً لوصف الزيارة بالسرية ال ربما للاثارة والتضخيم الاعلامي ، فالسودان دولة ذات سيادة ، ولا يوجد اي تهديد لزيارات الرئيس الخارجية الا من سلطة المحكمة الجنائية الدولية ، و سوريا غير خاضعة لسلطة المحكمة ،
اهم الاشارات والمدلولات حول الزيارة جاءت من روسيا وايران ، حيث اظهرتا احتفاء بالزيارة والتعويل عليها ، وفي اشارات الي ارتباط الزيارة بوضع السودان الداخلى اكثر من ارتباطها بالوضع السوري تزامنت مع خبر وديعة روسية مليارية ، الرئيس التركى فى تلميح له علاقة بالزيارة قال ( هناك من يدعمون بشار رغم انه قتل مليون مسلم )،
حتي الآن لا توجد ردود فعل رسمية من جهات ربما تضررت من الزيارة واهمها دول التحالف العربي ، لا سيما بعد تأكيدات قوية من الرئيس البشير بمتانة العلاقات مع السعودية و الاستمرار فى تحالف دعم الشرعية ، وهذه مؤشرات جيدة علي استفادة الحكومة من عثراتها السابقة في ادارة ملف العلاقات الخارجية ، و تجديد الالتزام بمحددات الامن القومى الوطنى و العربى ، وهو الخيار الصحيح بالرغم من ما يعتريه من ظواهر الضيق ،
هذا السيناريو المتداول كشف عن ثغرة كبيرة في تكوين الرأى العام ، و فضح الطابور الايرانى فى اوساط إعلامية و سياسية ، وكشف عن تبسيط مخل للأمور ينطلق من (شفقة) لا مبرر لها و سط نافذين فى الحكومة ، و ضعف فى قراءة الأوضاع على الأرض ، و لم يكن لينطلى على أحد تهافت إيران على الاستثمار فى الزيارة بطريقة فجة و متعالية، فلا احد يتوقع ان الزيارة تمت دون اتفاقيات وترتيبات ، ولذلك فان قرار سحب القوات ان كان صحيحاً فهو يحتاج الي ترتيبات ادارية وميدانية ولا يمكن ان يتم بين ليلة وضحاها ، ناهيك عن التوقيت السيئ الذي يتزامن مع اتفاق السويد وبداية العد التنازلي لطي ملف حرب اليمن نهائياً ربما …
خاصة وحسب المتداول ان الاخطار (الموهوم) بسحب القوات جاء بعد انتهاء الزيارة السرية و اثناء زيارة رئيس الاركان السعودى للبلاد ، وهو بدون شك لا يعد امرآ لائقآ ان يتم سحب الجنود المقاتلين على الهواء، على الأقل حرصا على سلامتهم ، حسب قواعد الاشتباك ، و لا يمكن لمتحالف ان ينتقل للحلف العدو ببساطة حاملاً اسرار ومعلومات الحلف القديم للحليف الجديد ، فتقوم حرب جديدة أو تقع عداوة جديدة، فالتاريخ لا يعيد نفسه ، فينطبق علي الحكومة المثل القائل ( لا طال بلح الشام …ولا عنب اليمن ) .
عاجل
- الجيش يبسط سيطرته على الدندر
- استشهاد قائد منطقة البطانة العميد أحمد شاع الدين
- البرهان يتفقد المواطنيين بمدينة أمدرمان
- طيران الجيش يقصف مواقع تجمعات قوات الدعم السريع شرق الفاشر
- السودان.. إسقاط مسيرات في مدينة كوستي
- السودان.. حرق برج الاتصالات في الخرطوم
- حميدتي يقيل مستشاره يوسف عزّت
- الجيش يصدّ هجومًا للدعم السريع على مدينة سنار
- السودان..إسقاط مسيرات في كوستي
- السودان..مجلسا السيادة والوزراء يجيزان قانون جهاز المخابرات العامة تعديل لسنة 2024
التعليقات مغلقة.